قصه اوائل الصحابه دخولا في الاسلام
دخل الطفيل بن عمرو الدوسي مكة فحذرته قريش سحر الرسول صلى الله عليه وسلم وحذرته من أنه يفرق بين الأخ وأخيه والأب وإبنه والزوج وزوجته .
فكان الطفيل بن عمرو سيدًا لقبيلة دوس في اليمن في الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدًا من أصحاب المروءات المعدودين .
بعد أن قدم الطفيل بن عمرو الدوسي إلى مكة ورسول الله بها ، فمشى إليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلاً شريفًا فقالوا له : أبا الطفيل ، إنك قدمت بلادنا فهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، فرق جماعتنا ، وإما قوله كالسحرة يفرق بين المرء وبين أبيه وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وزوجته وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمه ولا تسمع منه .
قال الطفيل : فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت على أن لا أسمع منه شيئًا ولا أكلمه حتى حشوت أذني كرسفًا ( قطن ) حين غدوت إلى المسجد ( البيت الحرام ) من أن يبلغني من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه .
فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبًا منه فأبى الله إلا أن يُسمعني بعض قوله فسمعت كلامًا حسنًا .
فقلت في نفسي واثكل أمي إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليَّ الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ؟
فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته، فمكثت حتى انصرف رسول الله إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه .
فقلت : يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف ( قطن ) لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يُسمعنيه فسمعت قولاً حسنًا فاعرض علي أمرك فعرض عليَّ الإسلام وتلا عليَّ القرآن .
فوالله ما سمعت قولاً قط أحسن ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق .
بعد أن أسلم الطفيل وأمره النبي أن يدعو قومه ذهب إليهم فأتاه أبيه وكان شيخًا كبيرًا .
فقلت : إليك عني يا أبت فلست مني ولست منك .
قال : ولِمَ يا بني ؟
قال الطفيل : أسلمت وتابعت دين محمد .
قال أبي : ديني دينك ، فاغتسل أبي وطهر ثيابه ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم .
ثم أتتني صاحبتي فقلت لها : إليك عني فلست منك ولست مني .
قالت : لِمَ بأبي أنت وأمي ؟
قال : فرق بيني وبينك الإسلام ، فأسلمت ، ودعوت دوسًا إلى الإسلام فأبطأوا عليّ .
وخرج الطفيل إلى قومه فلم يزل بأرض دوس يدعوهم إلى الله حتى هاجر رسول الله إلى المدينة.
ومضى يوم بدر وأحد والخندق، والطفيل بأرض قومه يدعوهم إلى الإسلام حتى قدم على رسول الله بمن أسلم من قومه ورسول الله بغزوة خيبر ، حتى نزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس ، ثم لحقوا برسول الله بخيبر .
كان ممن أتى بهم الطفيل ضمن هؤلاء السبعين عائلة الذين أتى بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان شابًا يافعًا .
فكل ما جاء من الخير العظيم على يدِ أبي هريرة يُكتب في ميزان حسنات الطفيل بن عمرو الدوسي .
وتخيل كل الأحاديث التي نقلها أبو هريرة عن الرسول أكثر من سبعة آلاف حديث، وبعض الأقاويل أنها أكثر من عشرة آلاف حديث نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .