هل لمس النساء ينقض الوضوء ؟ شاهد المعجزة الفقهية الكبرى في القرآن الكريم

هل لمس النساء ينقض الوضوء ؟ شاهد المعجزة الفقهية الكبرى في القرآن الكريم

0 المراجعات

هل لمس النساء ينقض الوضوء ؟ شاهد المعجزة الفقهية الكبرى في القرآن الكريم  

مقال لعالم الإعجاز وعالم الإشارات علي بن علي بن عبد الخالق العلوي 
كتبه بتاريخ الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣ ميلادية الموافق ٥ جمادى الأولى ١٤٤٥ هجري

( بسم الله الرحمن الرحيم )

قال الله في سورة ( النساء ) الآية ٤٣:
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفواً غفورا *

وقال الله في سورة ( المائدة ) الآية ٦:
يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون *

ومن معجزات تتالي السورتين سورة النساء وسورة المائدة اشتراكهما في هاتين الآيتين المتشابهتين فسورة النساء هي السورة رقم ٤ في ترتيب سور القرآن الكريم وسورة المائدة هي السورة رقم ٥ في ترتيب سور القرآن الكريم
وقد اختلف العلماء المفسرون في معنى ( أو لامستم النساء ) في الآيتين السابقتين فمنهم من قال أنها تعني اللمس بالأيدي ولهذا قالوا بانتقاض وضوء من لمس النساء ومنهم من قال أن معنى لامستم النساء يعني الوطء ومن هؤلاء عبد الله بن عباس عليه الصلاة والسلام وأما أنا فلا أعرف العصبية أبداً لمفسر أو صاحب مذهب مهما اشتهر إسمه فأنا أعلم جيداً أن جميع هؤلاء ليسوا معصومين وهم معرضون للخطأ  
وبما أن المسألة خلافية بين علماء المسلمين فإني أدعو المسلمين جميعاً إلى اجتماع طارئ أدعوهم فيه للعمل بقول الله في سورة الشورى الآية 10:
وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب *
ومعنى فحكمه إلى الله أي القرآن الكرين لأن القرآن الكريم هو الحكم من الله بين عباده كما قال الله في سورة الأنعام الآية 114:أفغير الله أبتغي حَكَماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مُفصَّلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين *

إذاً علينا جميعاً أن نحتكم للقرآن الكريم في هذه المسألة الفقهية التي اختلف علماء الإسلام فيها
ستقولون لي كيف نحتكم للقرآن الكريم ونحن في هذه المسألة الفقهية اختلفنا في فهم القرآن الكريم 
فأقول لكم اعلموا جيداً أن الله قال في سورة الشورى (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ))
وقد قال الله ما قاله وهو يعلم جيداً أنكم ستختلفون في تفسير آيات في القرآن الكريم واعلموا أيضاً أن الله وضع في القرآن الكريم بيان كل مسألة اختلفتم فيها جهلتم ذلك أم علمتم ففي القرآن الكريم علوم إلهية خطيرة جداً فيها حل كل المسائل التي اختلف فيها علماء الإسلام أي أن الله وضع في القرآن الكريم حل هذه المسألة الفقهية التي اختلف فيها علماء الإسلام وهذا ما سأكشفه لكم بالتفصيل فاعلموا أن من هذه العلوم الإلهية الخطيرة في القرآن الكريم علم إسمه علم الإشارات وبواسطة هذا العلم سأحل لكم هذه المسألة الفقهية وأطوي صفحتها للأبد أعلم جيداً أنكم لأول مرة تسمعون بمصطلح ( علم الإشارات ) لأني أول من تكلم في علم الإشارات ولم يتكلم فيه أحد قبلي فأنا عالم الإشارات الوحيد وعلم الإشارات هو علم عظيم صعب من أعظم علوم القرآن الكريم والله يختص بعلومه من يشاء والحمد لله على علمه وهذا العلم هو من جعلني لا أعرف العصبية لمفسر أو صاحب مذهب مهما اشتهر إسمه وذلك لأني أستطيع بواسطة هذا العلم أن أحل المسائل من القرآن الكريم وأعرف ما هو الصواب من الخطأ وأعرف ماذا أراد الله في آياته من آياته بما علمني الله من علومه والآن سأريكم بالمعجزات الكبرى كيف أنَّ حل هذه المسألة الفقهية التي اختلف فيها علماء الإسلام منذ قرون موجود في القرآن الكريم ولنذهب معاً للآيتين قال الله في الآيتين قال الله في سورة النساء الآية ٤٣: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا *
وقال الله في سورة المائدة الآية ٦:
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون *
صدق الله العظيم ففي كلا الآيتين قال الله (( أو جاء أحد منكم من 
الغائط أو لامستم النساء )) 
فما معنى لا مستم النساء في الآية ؟
سترون المعنى بأعينكم بواسطة علم الإشارات بالمعجزات الكبرى 
قال الله: (( أو جاء أحد منكم من 
الغائط أو لامستم النساء )) 
وسنقف الآن عند كلمة ( لامستم ) لنرى المعجزة الكبرى التي تفسر معناها وسنقرأ مكتوب بالمعكوس من حرف الألف في كلمة ( لامستم ) إلى كلمة ( الغائط ) سنقرأ بالمعكوس بكل وضوح كلمة ( الوأطئ ) وهي كلمة تعني ( الوطء ) وهي إشارة إلهية أن معنى كلمة ( لامستم ) هو الوطء للنساء وهذه معجزة كبرى فتفسير الآية موجود فيها وصدق الله القائل في سورة الشورى الآية 10: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب * 
فقد احتكمنا لله في كتابه في أصعب مسألة فقهية اختلف فيها المفسرون وأجابنا الله وحل لنا هذه المسألة الفقهية إلى الأبد فهل علمتم الآن معنى قول الله   ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ؟
وهل علمتم الآن ما معنى قول الله عن القرآن الكريم في القرآن الكريم في سورة فصلت الآية 3: كتاب فصلت آياته قرآنا عربياً لقوم يعلمون *

فكل مسئلة نختلف فيها فحلها في القرآن الكريم حتى وإن جهلنا ذلك ، حتى وإن فسر مفسر القرآن الكريم خطأ فإن القرآن الكريم محمي من التفسيرات الخطأ فتفسير القرآن الكريم موجود بالتفصيل فيه وصدق الله القائل في القرآن الكريم عن القرآن الكريم في سورة الكهف الآية 27: واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا *
ومما سبق تبين لكم بالمعجزات الكبرى أن لمس النساء بالأيدي لا يكون منه الوضوء لا للمرأة ولا للرجل وإنما معنى ( لامستم النساء ) هو وطء النساء فعلى صاحبه الغسل ثم الصلاة وبسبب أن الله ذكر حكم الجنابة من قبل في الآيات في سورة النساء (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ))
وفي سورة المائدة (( يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا ))
ولأن الله ذكر حكم الجنابة من قبل في الآيات ويدخل في الجنابة وطء النساء فإنه لما قال الله ( أو لامستم النساء ) ظن بعض المفسرين أن معنى 
( أو لامستم النساء ) أنه اللمس بالأيدي فظنوا أن من حضرته الصلاة وكان مس بيده النساء ولو بدون قصد فعليه الوضوء لأن الآيات تتحدث عن الوضوء وهنا يضع السؤال نفسه قائلاً
لماذا قال الله ( أو لامستم النساء )
ووطء النساء يدخل في الجنابة التي ذكرها الله من قبل وأقول مجيباً على السؤال : أولاً إن غسل الجنابة فيه وضوء مثل الوضوء للصلاة فصفة غسل الجنابة فيه وضوء كالوضوء للصلاة  وقد جاء في موطأ الإمام مالك رحمه الله (( حَدَّثَنِي يَحْيَى ، عَنْ مَالِك ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، بَدَأَ بِغَسْلِ يَدَيْهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ " .))
ولأن غسل الجنابة فيه وضوء كوضوء الصلاة ذكر الله الوضوء ثم ذكر غسل الجنابة بعده فقال ((  يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا  ))

وأعود للإجابة عن السؤال الذي يقول 
لماذا قال الله ( أو لامستم النساء ) ووطء النساء يدخل في الجنابة التي ذكرها الله من قبل ؟!
أقول لم يكتف الله بذكر غسل الجنابة وذكر لمس النساء وذلك حتى لا يظن أحد أن الجنابة من خروج المني فقط كما هو معروف للناس كمثل قولهم ( أصابته جنابة ) فقال الله 
( أو لامستم النساء ) فبين أن الله أن الوطء حكمه كحكم الجنابة حتى وإن لم يكن فيه خروج مني وهذا ما بينته  الأحاديث نذكر منها ما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله (( حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ ، فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاغْتَسَلْنَا " .)).
وقد قال الله ( أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء ) والآية يبينها الحديث أن معنى ( فلم تجدوا ) أي أنتم والنساء الموطوءات إذا لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فالآية فيها حكم للرجال والنساء معاً بنص الحديث السابق عن أم المؤمنين عليها الصلاة والسلام .
وهنا لم يوجب الله الغسل لأجل الصلاة  في حالة التيمم عند تعذر وجود الماء وتلك رحمة من الله بعباده وهذا مثل الجنب تماماً له نفس الحكم كما جاء في الحديث في سنن النسائي في قصة سفر عمار بن ياسر عليه الصلاة والسلام في حاجة بعثه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي مُوسَى ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَوَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ بِالصَّعِيدِ ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ هَكَذَا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الأَرْضِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَمَسَحَ كَفَّهُ ثُمَّ نَفَضَهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ وَبِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ عَلَى كَفَّيْهِ وَوَجْهِهِ " ))

وأعود ل ( أو لامستم النساء ) فأقول : 
لو كان معنى أو لامستم النساء ؟
هو اللمس باليد لانتقض الوضوء بلمس الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة أو ما ماثلهما من المحارم لأن الأم والأخت والعمة والخالة جميعهن من النساء فسيكون الحكم عام فلفظة النساء تشمل الكل ولما كانت لفظة النساء تشمل الكل حتى الصغيرات كان مذهب داود رحمه الله أن لمس الصغيرة ينقض الوضوء لأن داود رحمه الله فهم أن لفظة النساء عامة وقد فسر الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمة الله عليه له هذا فقال بالنص (( أطلق الله تعالى اسم النساء في قصة فرعون بقوله تعالى 
( يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ) على الأطفال فإنه كان لا يذبح الأنثى القريبة العهد بالولادة فكما أطلق الله اسم النساء على المرأة الكبيرة في قوله تعالى
( أو لامستم النساء ) من غير تقييد بالمبالغة فكذلك أطلقه على البنت ساعة ولادتها على حد سواء وهو مذهب داود رحمه الله )) انتهى كلام الشعراني رحمة الله عليه . 
وأقول أنا : أنَّ هناك حديث عن أبي قتادة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها والحديث متفق عليه ))
وهذا الحديث يثبت لداود رحمه الله أن معنى ( لامستم النساء )  على غير ما فهمه فليس المقصود به لمس النساء بالأيدي وإنما هو وطء النساء كما بينت لكم بالمعجزات الكبرى بواسطة علم الإشارات والآن سأذهب بكم لدرس آخر في علم الإشارات في القرآن الكريم ومسألة أخرى من المسائل التي اختلف فيها المفسرون في القرآن الكريم 
قال الله في سورة مريم الآية 24:
فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتَكِ سريا *

قال كثير من المفسرين أن الذي نادى مريم عليها الصلاة والسلام من تحتها هو الملاك جبريل عليه الصلاة والسلام ومن هؤلاء عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير  والضحاك وعمرو بن ميمون وقتادة والسدي رحمهم الله 
ومن المفسرين من قال أن الذي نادى مريم من تحتها هو إبنها المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام ومن هؤلاء مجاهد وابن زيد وابن جرير والحسن رحمهم الله
والآن بواسطة علم الإشارات سأحل لكم هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء فتعلموا من أصاب الحق من المفسرين
قال الله : ( فناداها مِن ) ونقرأ من الكلمتين بالمعكوس كلمة ( ماهاد )
وهي كلمة تعني المَهد وهي إشارة إلهية أن الذي نادى مريم من تحتها هو متكلم في المهد وهو إبنها عيسى عليه الصلاة والسلام وعلى أمه إذاً لقد أصاب مجاهد وابن زيد وابن جرير والحسن رحمهم الله الحق في تفسيرهم فتفسير الآية موجود فيها كما رأيتم مثل آية ( أو لامستم النساء ) في سورة النساء وسورة المائدة 
إذاً عيسى عليه الصلاة والسلام نادى أمه  من تحتها أن الرب جعل تحتها سرياً
وهنا تحتان تحت أول وتحت ثاني تحت أول فيه عيسى عليه الصلاة والسلام وتحت ثاني أشار إليه عيسى عليه الصلاة والسلام وهو السري أي الماء الساري والآن سأذهب بكم لمسألة أخرى اختلف فيها المفسرون قال الله في سورة القدر ( سلام هي حتى مطلع  الفجر ) وقال مفسرون منهم مجاهد وقتاده وابن زيد رحمهم الله أن معنى ( سلام هي ) يعني السلامة في ليلة القدر من كل شر وهؤلاء ربطوا كلمة سلام ب ( من كل أمر سلام ) فقالوا أن معنى سلام هي أن ليلة القدر هي ليلة سلام فعطفوا المعنى 
( سلام هي من كل أمر )
وقال المفسر الشعبي رحمه الله أن معنى ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) 
( هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر )
 وأقول أنا : أن الشعبي رحمه الله أصاب الحق في تفسيره فمعنى 
( سلام هي حتى مطلع الفجر ) أن ليلة القدر هي ليلة سلام من قبل الملائكة عليهم الصلاة والسلام على المسلمين حتى مطلع الفجر وإلا لماذا تتنزل الملائكة للأرض في ليلة القدر بالتأكيد أنهم نزلوا للسلام على المسلمين فلا يُعقلُ أن الملائكة ينزلون في ليلة القدر للأرض ولا يسلمون على المسلمين وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن السلام تحية الملائكة للمؤمنين فقال في سورة الرعد الآية 23:جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * الآية 24:سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار *
وقال الله في سورة النحل الآية 32:
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون *
وقال الله في سورة الزمر الآية 73:
وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين *
وقال الله عن تحية الملائكة للمؤمنين 
في سورة إبراهيم الآية 23_ عليه الصلاة والسلام _: وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام *

وانظروا لهذه الآية العجيبة التي تشبه ءاخر ءايتين من سورة القدر فهنا قال الله  (( فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام )) وفي سورة القدر قال الله في الآيتين ٤ ،٥ 
( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر *
سلام هي حتى مطلع الفجر *
وهنا تتجلى المعجزة الكبرى في علم الإشارات في الآيه ٥ من سورة القدر
فقد أتبع الله كلمة ( سلام ) بكلمتين فقال  ( سلام هي حتى ) والمعجزة الكبرى أننا نقرأ من الكلمتين التي بعد كلمة ( سلام ) بالمعكوس كلمة ( تحيه ) وهنا تتجلى المعجزة الكبرى في القرآن الكريم فقد فصل الله تفسير الآية فيها كما فعل بالضبط في ءاية 
( أو لامستم النساء ) في سورة النساء وسورة المائدة وفي ءاية ( فناداها من تحتها )  في سورة مريم عليها الصلاة والسلام وإبنها ومما سبق تبين لكم بالمعجزات الكبرى دليلي أن المفسر الشعبي رحمه الله أصاب الحق في تفسيره حين قال أن معنى ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) هو تسليم الملائكة 
ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر )
ومن خلال ما سبق والعلاقة بين قول الله في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ( فيها بإذن ربهم من كل أمر )
تبين أيضاً أن معنى من كل أمر أن الملائكة نزلوا من كل أمر إلهي فكل واحد منهم قد أذن له الله وأمره بالنزول للأرض ولهذا ذكر الله الأمر بعد الإذن
فمعنى الأمر الإذن وقد ربط الله الأمر بالإذن فقال في سورة سبأ الآية 12:
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير *
فمعنى ( بإذن ربه ) بأمر ربه ونعود لقول الله ( بإذن ربهم من كل أمر )
وإننا نقرأ بالمعكوس في ( من كل أمر ) كلمة ( مألك ) وهي إشارة إلهية أن الله مالك أمر الملائكة فهم لا ينزلون للأرض إلا بإذن ربهم فهم ملائكة الله أي مماليك لله وأعود لقول الله
( سلام هي حتى مطلع الفجر ) فأقول :
أن هناك معجزات كبرى أخرى في الآية ٥
( سلام هي حتى مطلع الفجر )
إن من المعلوم أن التحية تكون بالكف
وقد جعل الله ءاية السلام رقم ٥ وسر ذلك لأن السلام ارتبط بالكف وعدد أصابع الكف خمسة أصابع والمعجزة الأخرى أن عدد كلمات الآية ٥ كلمات كعدد أصابع الكف وهذه معجزات كبرى
ومن المقال كله وما فيه من دروس عظيمة تبين لكم من خلال عرضي لثلاث مسائل أن من المفسرين من أصاب في موضع وأخطأ في الآخر وأنه لا يوجد أحد معصوم من المفسرين رحمهم الله 
وإلى هنا أنهي مقال ( هل لمس النساء ينقض الوضوء ؟ شاهد المعجزة الفقهية الكبرى في القرآن الكريم  ) أتمنى أن تكونوا قد تعلمتم كثيراً واستفدتم ولمزيد من الدروس في علم الإشارات تابعوا الموقع فإلى اللقاء في مقال آخر شيق إن شاء الله وأرجو ممن قرأ المقال أن يشارك رابط المقال لغيره فالدال على الخير كفاعله لأن كل المسلمين بحاجة لحل هذه المسألة الفقهية الكبيرة التي اختلف فيها العلماء والله رحيم بعباده وقد وسع الله على هذه الأمة المرحومه ولله الحمد .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

40

متابعين

9

متابعهم

5

مقالات مشابة