تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الثالث

تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الثالث

0 المراجعات

نكمل اليوم تفسير آيات سورة يوسف وهي الآيات من
23 إلى 29.

كنا قد توقفنا عندما اشترت القافلة يوسف من إخوته وباعته إلى عزيز مصر، ثم إن الله تعالى قد بعثه نبياً وأوحى إليه أن يدعو إلى دين التوحيد.

(وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ)
كانت زُلَيْخَة، زوجة عزيز مصر، معجبة بيوسف عليه السلام، وذات يوم أرسلت خادمتها في طلب يوسف عليه السلام، وكان بين غرفتها وبين بقية القصر سبعة أبواب. فقدم يوسف ومن خلفه كانت الخادمة تغلق الأبواب بأمر من زليخة. دخل يوسف عليها وظنها تريد شيئا لكنها كانت ترغب في إغواءه.


(قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ)
أبى يوسف عليه السلام واستعاذ بالله من ارتكاب هذه الفاحشة، وقال أن سيده -أي عزيز مصر- قد اشتراه وأحسن إليه وعامله جيداً فلا يليق به أن يخونه، فالخونة الظالمون خاسرون دائما.


(وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ)
أي اقتربت منه أكثر.

(وَهَمَّ بِهَا)
أي هم بإبعادها عنه حتى لا يقع في الخطيئة.

(لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ)
جعله الله تعالى يرى من الآيات ما يمنعه.

(كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ)
هكذا يثبت الله سيدنا يوسف وسمنع عنه ارتكاب الفواحش لأنه نبي الله المخلص.


(وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ)
قام يوسف وهرب من فوره، ولحقت به زليخة وبعد يجتاز باباً بعد باب حتى وصلا إلى الباب الرئيسي.

(وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُر)
أرادت أن تمنعه من الخرج فأمسكت بملابسه من الخلف فمزقتها.

(وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)
حين فتح يوسف الباب وجد عزيز مصر أمامه، فتقدمت زليخة وقالت لزوجها، انظر إلى هذا العبد، يتجرأ على الدخول عليّ في غرفتي، فما جزاء من أراد فعل السوء بزوجتك؟ يجب أن تسجنه وتعذبه.


(قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ)
قال سيدنا يوسف عليه السلام مدافعاً عن نفسه أن زوجته هي من طلبت منه القدوم وحاولت إغواءه.

(وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ)
وشهد طفل من آل القصر على صدق يوسف، والمعجزة هنا هي أن الطفل كان في المهد، ولكنه نطق بأمر الله تعالى. قال الطفل بأنه إن كانت قول زليخة صدقاً فهذا يعني أنها قد مزقت ملابس يوسف من الأمام بينما تحاول دفعه بعيدا عنها.

(وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ)
أما إن كانت ملابسه ممزقة من الخلف فهذا يعني أنه كان يهرب منها.


(فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٞ)
لما رأى عزيز مصر أن قميص يوسف ممزق من الخلف علم أن زوجته كاذبة وأن ما يقوله يوسف صحيح، فقال لها إن هذا من فعلك أنتِ، إنكِ ماكرة.


(يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ)
ثم طلب عزيز مصر من يوسف أن ينسى هذه الحادثة ولا يذكرها حتى لا تكون فضيحة، وأمر زوجته أن تطلب المغفرة على ما فعلته.

كان هذا ابتلاء من الله تعالى ليوسف عليه السلام، ولكن الله أنجاه وأظهر صدقه أمام الجميع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

96

متابعين

105

متابعهم

4

مقالات مشابة