سبب نزول سورة الضحى
سبب نزول سورة الضحى
سبب نزول سورة الضحى
نزلت سورة الضحى في فترةٍ تأخر فيها نزول الوحي على النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وقد أشاع المشركون الشائعات الكاذبة بسبب تأخر الوحي ، فجاءت هذه السورة لتسكت ألسنتهم ، وتُبشر النبي- صلى الله عليه وسلّم- برضا ربه عنه ، فساقت جانباً من نِعم خالقه عليه ، وتُرشد الأمة بالمداومة على مكارم الأخلاق.
وقد جاء في الحديث( أَبْطَأَ جِبْرِيلُ علَى رَسولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- ، فَقالَ المُشْرِكُونَ قدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ) ، فأنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى).
وفي هذا الحديث يخبر الصحابي جندب بن عبد الله أن جبريل- عليه السلام- الملك المُوكل بالوحي ، احتُبس عن النبي- صلى الله عليه وسلّم- فلم يقم ليلتين أو ثلاث ، وجَزع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- لذلك جزعاً شديداً ، وجاءت امرأة من المشركين يُقال إنها أم جميل امرأة أبي لهب ، فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، فأنزل الله- تعالى-( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى).
تعريف سورة الضحى
سورة الضحى من أوائل السور المكية ، وعدد آياتها إحدى عشرة آيةً ، وكان نُزولها بعد سورة الفجر وقبل سورة الشرح ، وترتيبها بالرسم القرآني السورة الثالثة والتسعون ، وتناولت هذه السورة شخصية النبي الأعظم محمد- صلى الله عليه وسلّم- ، وما حباه الله به من الفضل والإنعام في الدنيا والآخرة ؛ ليشكر الله على نِعمه الجليلة عليه.
وبيّنت الآيات عِناية الله بنبيه الأمين في أول أمره وآخره ، وابتدأت السورة الكريمة بالقَسم على جلالة قدر الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- وأن ربه لم يهجره ، كما زعم المشركون ، وأنه عند الله عظيم الشأن ، وبشرّته بالعطاء الجزيل في الآخرة ، وما أعدّه الله- تعالى- له من كرامات ومنها الشفاعة العظمى ، وذكَّرته بما كان عليه بالصغر ، من اليُتم والفقر والضياع ، فآواه الله وأغناه ، وأحاطه بعنايته.
وخُتمت السورة بوَصايا للرسول- صلى الله عليه وسلّم- بعدم نسيان نِعم الله عليه ؛ فيعطف على اليتيم فلا يظلمه ولا يحقره ، ويرحم السائل الذي يسأل عن حاجة وفقر فلا يزجره بل يعطه أو يرده ردا جميلاً ، ويرشد العباد إلى طريق الرشاد.
وسُمّيت سورة الضحى باسم فاتحتها ؛ حيث أقسم الله بوقت الضُحى ، وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس ، ولأنّها نزلت بشأن النبي- صلى الله عليه وسلّم- فافتتحت بالضحى.
مناسبة السورة لما قبلها
جاءت سورة الضحى بعد سورة الليل ، وهي متصلة بها من وجهين كما يأتي :
ختمت سورة الليل بوعد من الله- تعالى- بإرضاء الأتقى في الآخرة ، في قوله- تعالى-( وَلَسَوْفَ يَرْضَى) ، وقال- تعالى- في سورة الضحى مؤكداً وعده لنبيه- صلى الله عليه وسلّم-( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).
ذكر- سبحانه وتعالى- في سورة الليل( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) ، وأتبعها في سورة الضحى بالنّعم التي أنعمها- عز وجل- على سيدنا محمد- صلّى الله عليه وسلّم-.