قصة موسى في سورة الشعراء (الجزء الرابع)
نستكمل في هذا المقال بإذن الله تفسير قصة موسى في سورة الشعراء من الآية رقم 52 إلى 68
تتحدث الآيات الكريمة عن هروب بني إسرائيل، ومعجزة شق البحر وإغراق الله تعالى لفرعون وجنوده.
(وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ)
أوحى الله تعالى إلى موسى أن يأخذ قومه ويغادر أرض مصر هربا من طغيان فرعون وظلمه.
(فَأَرۡسَلَ فِرۡعَوۡنُ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ)
علم فؤعون بخروج بني إسرائيل فأرسل إلى الجنود في كل المدن يستنفرهم للحاق ببني إسرائيل وإعادتهم.
(إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ)
يقول فرعون مستهزأً ببني إسرائيل: إنهم قوم ضعاف أذلاء.
(وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ)
وإنهم فعلوا من وراء ظهورنا ما جعلنا غائظين منهم وغاضبين عليهم.
(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ)
ولكنا لن نغفل عن ذلك وكنا متيقظين وحذرين.
(فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ)
يقول الله تعالى أنه سلب من فرعون ملكه والجنات التي كان يملكها.
(وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ)
وكذلك الكنوز والمقام الرفيع.
(كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ)
ثم أورثنا الأرض بعد ذلك لبني إسرائيل.
(فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ)
خرج فرعون وجنوده عند شروق الشمس ليتبعوا بني إسرائيل ويمنعوهم من الهرب.
(فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ)
كان بنو إسرائل ومعهم موسى قد هربوا حتى وصلوا إلى ضفة نهر، ولم يكن معهم ما يعينهم على اجتياز البحر. فلما وصل فرعون إلى المكان أصبح بنو إسرائيل محاصرين بين البحر وبين قوم فرعون، فخافوا وقالوا بموسى عليه السلام إنهم قد لحقوا بنا وسوف يقتلوننا جميعا.
(قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ)
كان موشى عليه السلام واثقا في تأييد الله له موقنا أن الله ينجيه من هذا، فقال لن يدركونا، الله سينقذنا.
(فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ)
أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه فانشق إلى نصفين في معجزة عظيمة أمام أعين بني إسرائيل.
(وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ)
أي وتركنا فرعون وقومه يعبرون البحر ظنا منهم أنه آمن.
(وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ)
وأنجى الله تعالى موسى وبني إسرائيل من الغرق ومن ظلم فرعون.
(ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ)
ثم أهلك الله سبحانه وتعالى فرعون وقومه في البحر جميعا.
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ)
هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. إن في هذا يا محمد عبرة لأمتك، وما كان أكثرهم مؤمنين.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ)
وإن ربك لقوي عزيز قادر على إهلاك الظالمين ورهيب، ورحيم بعباده المؤمنين ينجيهم من الظلمات ومن بطش الظالمين.