قصه الرجل الصالح عبدالحمن
كان هناك في قديم الزمان، في بلدة صغيرة تحاط بالجبال الخضراء، رجل صالح يُدعى عبد الرحمن. كان عبد الرحمن رجلاً متواضعاً وصادق القلب، وكان محبوباً من قبل جميع الناس في البلدة.
في إحدى الأيام، حدثت كارثة في البلدة، حيث اندلع حريق هائل في أحد المنازل. تصاعدت الألسنة اللهب إلى السماء، وانتشرت الدخان الأسود في كل مكان. تجمع الناس حول المنزل المشتعل، وكانوا يشعرون بالعجز واليأس، فلم يكن لديهم أدوات لإخماد الحريق.
عندما رأى عبد الرحمن الحريق، شعر بالحزن والألم لمعاناة أهل البلدة. قرر أن يفعل شيئًا لمساعدتهم. تذكر أنه كان رجلاً متواضعاً ولم يكن لديه ثروة كبيرة، لذلك كان لديه خيار واحد فقط.
ذهب عبد الرحمن إلى مسجد البلدة ودعا الناس للمساعدة. قال لهم: "يا أهل البلدة، نحن في وضع يائس، ولكن ليس لدينا الوقت لليأس. ليس لدينا الأدوات اللازمة لإخماد هذا الحريق، ولكن لدينا القوة والإرادة للعمل سويًا والتغلب على هذه الكارثة."
تجمع الناس حول عبد الرحمن وأعربوا عن استعدادهم للمساعدة. قرروا أن يشكلوا سلسلة بشرية، يمرّون بها الدلاء الممتلئة بالماء من بئر بعيدة إلى المنزل المشتعل. بدأوا في نقل الدلاء بين بعضهم البعض، وكانوا يتعاونون بروح الفريق الواحد والتضحية.
وفي كل مرة يمرر الدلو الذي يحمله شخص إلى الشخص التالي، يصلي عبد الرحمن من أجل النجاح والسلامة. كان يطلب من الله أن ينزع النار ويمنح الناس القوة والصبر للتغلب على هذا الاختبار.
بفضل تعاون الجميع وصبرهم وثقتهم بالله، تمكنوا من إطفاء الحريق وإنقاذ المنزل. فرحة كبيرة اجتاحت البلدة، وتعلم الناس درساً قيماً عن قوة التضامن والتعاون في الوقت الصعب، وعن قوة الإيمان والدعاء.
عبد الرحمن أصبح بطلامحبوباً في البلدة وأُشيعت سمعته كرجل صالح. وأصبحت قصته مثالاً يُروى للأجيال القادمة عن العمل الجماعي والثقة في الله.
وهكذا، تعلمنا من هذه القصة الإسلامية القيمة أن الثقة بالله والتعاون والتضحية يمكن أن تتغلب على الصعاب وتحقق المستحيل. كما أن الدعاء والاعتماد على الله في كل الأحوال هو مفتاح النجاح والتغلب على الصعاب. وقد رسخت هذه القصة الروح الإيمانية والأخلاقية في نفوس الناس، واستمروا في تجسيد هذه القيم في حياتهم اليومية.
