حنظلة بن أبي عامر قصة الشهيد الذي غسله الملائكة

حنظلة بن أبي عامر
قصة الشهيد الذي غسله الملائكة

نظرة عامة :
• مقدمة
• حياته قبل الإسلام
• إسلامه وزواجه
• استشهاده وتغسيل الملائكة له
• الدروس والعبر من حياة حنظلة
• خاتمة
 

مقدمة
من أعظم الشرف والفضل أن يكون المرء من الصحابة الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه وجاهدوا معه في سبيل الله. ومن أجل الصحابة الذين استشهدوا في سبيل الله وأسكنهم الله الفردوس الأعلى من الجنة. ومن هؤلاء الشهداء الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأنصاري الأوسي، الذي لقب بغسيل الملائكة لأن الملائكة غسلته بعد استشهاده في غزوة أحد. فمن هو هذا الصحابي العظيم؟ وما هي قصته مع النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة؟ وما هي الدروس والعبر التي نستفيدها من حياته وموته؟ هذا ما سنتناوله في هذه المقالة بإذن الله.

حياته قبل الإسلام
حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك الأنصاري الأوسي، ولد في المدينة قبل الهجرة بسنوات. والده عمرو بن صيفي كان من الحنفاء الذين كانوا يعبدون الله وحده وينتظرون بعث النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن والده عمرو لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، بل عانده وحسده وخرج من المدينة وشهد مع قريش وقعة أحد ضد المسلمين. ثم رجع مع قريش إلى مكة، وتعاون مع المنافقين لبناء مسجد الضرار ليتخذه قاعدة لحرب الإسلام. ولما أيس من نجاح أهل مكة في القضاء على الرسول فر إلى بلاد الشام، ليطلب مددًا من الروم يُعينه في زحفه على المدينة. وقد استأذن حنظلة بن أبي عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه فنهاه عن ذلك.

إسلامه وزواجه
أما حنظلة فقد أسلم عند ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان من المهاجرين الذين هاجروا معه من مكة. وكان حنظلة شابًا جميلًا وشجاعًا ومحبًا للجهاد في سبيل الله. وتزوج حنظلة من جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، وهي ابنة رئيس المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول. وكان قد دخل عليها في الليلة التي في صبحها قتال أحد، وكان قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت عندها فأذن له، فلما صلى بالصبح غدا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلزمته جميلة فعاد فكان معها، فأصابته جنابة منها. وقد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها فأشهدتهم أنه قد دخل بها، فقيل لها بعدُ: لم أشهدت عليه؟ قالت: رأيت كأن السماء فُرجت فدخل فيها حنظلة ثم أطبقت، فقلت: هذه الشهادة، فأشهدت عليه أنه قد دخل بها.

استشهاده وتغسيل الملائكة له

لما سمع حنظلة نفير المسلمين إلى أحد خرج على عجل وعليه جنابة لم يغتسل منها، ولما حمي الوطيس التقى هو و أبو سفيان بن حرب ، وعلا حنظلة أبا سفيان ليقتله، فرآه شداد بن شعوب فعلا حنظلة بالسيف فقتله، وقيل: بل قتله أَبُو سفيان بْن حرب، وقال: حنظلة بحنظلة، يعني بحنظلة الأول هذا غسيل الملائكة، وبحنظلة الثاني ابنه حنظلة، قُتل يَوْم بدر كافرًا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة -يعني الصيحة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لذلك تغسله الملائكة) ، وفي رواية: (رأيتُ الملائكةَ تُغَسلُ حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ، وحنظلةَ بنَ الراهبِ).

الدروس والعبر من حياة حنظلة
من حياة حنظلة الجليل نستفيد الدروس والعبر التالية:
- حنظلة كان مثالًا للصحابي الذي لم يمنعه شيء من الجهاد في سبيل الله، ولو كان زواجه في ليلته الأولى، فهو يدل على قوة إيمانه وحبه لله ورسوله، وعلى أن الجهاد هو أفضل الأعمال وأعظمها أجرًا عند الله.
- حنظلة كان مثالًا للصحابي الذي لم يتأثر بكفر أبيه وعداوته للإسلام، بل اختار الهداية والإيمان، وترك الضلالة والكفر، وكان مطيعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر، ولم يقتل أباه بنفسه بل تركه لله.
- حنظلة كان مثالًا للصحابي الذي لم يتردد في مواجهة أعداء الله والإسلام، ولو كانوا من أشرف القوم وأعزهم، فهو قد علا أبا سفيان بن حرب، رئيس قريش وزعيم المشركين، ليقتله، ولكنه قُتل قبل ذلك شهيدًا في سبيل الله.
- حنظلة كان مثالًا للصحابي الذي نال شرفًا عظيمًا من الله، وهو أن تغسله الملائكة بعد استشهاده، وهذا يدل على مكانته الرفيعة عند الله، وعلى أنه من أهل الجنة والفلاح، وعلى أن الله يحبه ويرضى عنه، ويكرمه بما لا يُكرم به غيره.

خاتمة
في الختام، نسأل الله أن يرزقنا الإيمان والجهاد في سبيله، وأن يجعلنا من أتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجمعنا مع الصحابة الكرام في الجنة، وأن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال. ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم ولجميع المسلمين، وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين.