-	مصعب بن عمير(من فتى مدلل إلى أول سفير في الإسلام)

- مصعب بن عمير(من فتى مدلل إلى أول سفير في الإسلام)

0 المراجعات

الصحابي الجليل مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، ولد في مكة المكرمة و نشأ فيها .

كان هذا الصحابي من أنعم و أترف فتيان مكة و كان يعيش منعما، فما أجمل الثياب التي كان يرتديها و ما أزكى العطر الذي كان يستعمل فقد كان مدلَّلا، رغم كل هذا النعيم الذي كان يعيش فيه إلا أنه دخل في الإسلام بعد سماعه به مباشرة.

بعدما أسلم الصحابي الجليل مصعب بن عمير، سمعت بذلك أمه فغضبت غضبا شديدا فواجهته بذلك ولم ينكر بل بالعكس أكد لها إسلامه، فقامت بأخذ كل النعم التي كان يتمتع بها، ولم تكتفي بذلك بل و قامت بسجنه و تعذيبه حتى من الأكل منعته عنه ،وكل هذا بسبب دخوله في الإسلام ، لكن رغم كل التعذيب الذي تعرض له لم يستسلم ولم يتنازل عن إسلامه.  

أصبح الصحابي مصعب بن عمير بعدما سجنته و عذبته أمه الآن يعيش وسط الصحابة و الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم – بثوب رقيق بعد أن كان منعما و مترفاً، قال الإمام علي (( رأيت مصعب يوما من الأيام جالسا في المسجد مع أهل الصفة و رأيت عليه ثوبا مرقعا فبكيت )) . نعم إنه مصعب بن عمير الذي فضَّل أن يبقى جائعا مرتديا ثوبا مرقعا على الغنى و الترف، و كل هذا من أجل الحفاظ على إسلامه.

قبل الهجرة أسلم بعض أهل المدينة، فطلبوا من النبي - صلى الله عليه و سلم – أن يرسل إليهم أحدا من أجل أن يعلمهم الدين ،فقام بإرسال مصعب بن عمير و لهذا لقب بأول سفير في الإسلام . فذهب مصعب بن عمير إلى المدينة التي لا يعرف فيها أحدا، تاركاً ورائهُ بيتهُ و بلدتهُ التي ترعرعَ فيها،وفي المدينة أسلم على يديه سادات الأنصار كسيد بن حضير و سعد بن معاد ...، فقام بتعليمهم الدين ،و ما ترك بيتا إلا ودخله يدعوهم إلى الدخول في الإسلام. 

كان مصعب بن عمير من المشاركين في غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون و أسروا الكثير من المشركين، وكان من بين هؤلاء الأسرى رجل إسمه أبو عزيز بن عمير أخو الصحابي مصعب بن عمير، مرَّ مصعب بن عمير من أمام أخيه فقام أبو عزيز بندائه فطلب منه أن يُطلق سراحه فرفض ذلك، وقال لصحابي الذي كان يراقبه ((شُدَّ عليه وثاقه فإن له أم تُعطي )) .و في غزوة أحد كان مصعب بن عمير يحمل اللواء، و في هذه المعركة اختلط  الحابل بالنابل وانهارت معنويات الصحابة بعدما شاع بينهم خبر موت النبي - صلى الله عليه و سلم – ، فبدأ بعض الصحابة بالتراجع و البعض الآخر لم يعلموا ماذا سيفعلون ،إلا أن مصعب بن عمير لم يُنزل اللواء من يديه و هو يُضرب حتى قُطعت يده اليمنى فمسك اللواء بيده اليسرى و هو يقرأ (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ)) فقُطعت يده اليسرى أيضاً فسقط على الأرض فقُتل .

الصحابي الجليل مصعب بن عمير كان من بين الذين قتلوا في غزوة أحد، لمَّا حُمل من أجل الدفن بكى النبي  - صلى الله عليه و سلم – فقد كان يمتلك ثوبا قصيرا، إذا غطوا رجليه ظهر رأسه، و إذا غطوا رأسه ظهرت رجليه ،فما كان منهم إلا أن أكملوا تغطيتهُ ببعض النباتات من أجل دفنه ،إنه الصحابي الجليل الذي فضل التشبث بالإسلام على حياة الغنى و الترف.  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة