من هو الشهيد الذى انتقمت له الملائكة ؟

من هو الشهيد الذى انتقمت له الملائكة ؟

0 المراجعات

 

لا يظن كل متكبر أن كبره سوف يدوم طويلاً، وان  المظلوم سوف ينعم كثيراً بثمرات ظلمه، إنما هي أمم وايام ، والظلم ظلمات في الدنيا، وعذاب في الآخرة، وإنما وضع الله قانوناً الهيا في هذا ، حيث قال " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ".

وقد اشتمل القرآن الكريم على كثير من قصص السابقين، اشتملت على كثير من العبر، التي لو أتقنتها وعملنا بها لكان حالنا غير هذا الحال، وفي القرآن الكريم وفي سورة يس تحدث الكتاب العزيز عن رسل ثلاثة أرسلهم الله إلى قرية فكذبوه، ثم جاءهم رجل يسعى من أقصا المدينة يدعوهم إلى الإيمان والتصديق برسله. . فمن هم هؤلاء الرسل ؟ ومن هو هذا الرجل ؟ وكيف انتقمت له الملائكة؟

الرسل الثلاثة

قال تعالى «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ» واختلف السلف في أمرهم، فقال بعضهم: كان هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم الله في هذه الآيات، وقص فيها خبرهم أنبياء ورسلا أرسلهم إلى بعض ملوك الروم، وهو ملك يدعي انطيخس، والقرية التي كان فيها هذا الملك الذي أرسل الله إليه فيها هؤلاء الرسل إنطاكية، وذكر أن أسماؤهم صادق وصدوق وشلوم، فأرسل الله اثنين، فكذبوهما، ثم عزز الله بثالث، وقال آخرون: بل كانوا من حواريي عيسى بن مريم، ولم يكونوا رسلا لله، وإنما كانوا رسل عيسى بن مريم، 
 

حبيب النجار

كان رجلا من أهل إنطاكية، وكان اسمه حبيبا النجار، وكان يعمل في الحرير، وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام، وكان منزله عند باب من أبواب المدينة بعيداً، ، وكان مؤمنا ذا معروف وصدقة، يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين، فيطعم نصفا عياله، ويتصدق بنصف، فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه حين طهر قلبه، واستقامت فطرته، وكان بالمدينة التي هو بها، مدينة إنطاكية، فرعون من الفراعنة يقال له انطيخس يعبد الأصنام، صاحب شرك عظيم، هو و اهل القرية، فلما دعته الرسل، ونادته بأمر الله، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينهم وما هم عليه، قال اصحاب القرية لهم: «إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ» قالت لهم الرسل: «طائِرُكُمْ مَعَكُمْ» ، اى اعمالكم، «أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ» فلما أجمع هو وقومه على قتل الرسل بلغ ذلك حبيبا، وهو على باب المدينة الأقصى، فجاء يسعى إليهم يذكرهم بالله، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، فقال: «يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ» أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى، وهم لكم ناصحون فاتبعوهم تهتدوا بهداهم، ثم ناداهم بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام، وأظهر لهم دينه وعبادة ربه، وأخبرهم أنه لا يملك نفعه ولا ضره غيره، فقال: «وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً» الى قوله: «إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ».أي آمنت بربكم، الذي كفرتم به، فاسمعوا قولي فلما قال لهم ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه، واستضعفه ضعفه وسقمه، ولم يكن أحد يدافع عنه. ولكن قومه زادوا في طغيانهم فقتلوا، قيل إنه لما وقف حبيب النجار يبلغ الدعوة، أشبعه قومه ضرباً وركلاً، حتى وقع على الأرض صريعاً فوقفوا على بطنه فاتقوا أمعائه.
 

البشرى والانتقام

 

فلما خرجت روحه بشر بالجنة، ورأى مقعده فيها، قال تعالى {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " فدخل الجنة صحيحا معافيا خاليا من الأمراض والأسقام ، وغفر الله له ذنبه وأكرمه، فقال حبيب: يا ليت قومى يعلمون ويروا ما أرى من جنات النعيم، فارسل الله اليهم ملك قيل أنه سيدنا جبريل عليه السلام فصاح صيحة واحدة فهلكت القرية بمن فيها جزاءًا على كفرهم واستهزائهم بكل رسول يرسل اليهم.، وقال الله له: ادخل الجنه، فَدَخَلَهَا حَيًّا يُرْزَقُ فِيهَا، قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ سَقَمَ الدُّنْيَا وَحَزَنَهَا وَنَصَبَهَا، فَلَمَّا أَفْضَى إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَجَنَّتِهِ وَكَرَامَتِهِ، قَالَ: «يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ» وَغَضِبَ اللَّهُ لَهُ لاسْتِضْعَافِهِمْ إِيَّاهُ غَضْبَةً لَمْ يَبْقَ مَعَهَا مِنَ الْقَوْمِ شَيْئًا فَعَجَّلَ لَهُمُ النِّقْمَةَ بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْهُ: «وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ» ليصدق قول الله تعالى في هؤلاء القوم، وليخلف الله سنته على عباده الصالحين، ورغم أن هذا الرجل لم يكن نبيا إلا أنه كان أحد عباد الله الصالحين الذين استأثروا بكرامة من الله.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

17

followers

25

followings

17

مقالات مشابة