فضائل سورة الرحمن ولماذا تباكى الجن عند سماعها ؟

فضائل سورة الرحمن ولماذا تباكى الجن عند سماعها ؟

0 المراجعات


 

 

 


 

سورة الرحمن هي إحدى سور القرآن الكريم الّتى تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل فى آياتها إعجازا ربانيًا وكونيًا يكشف عن الكثير من أسرار خلق الكون ، وتعد الكثير من النعم ليس فقط على الإنسان ولكن خاطب المولى سبحانه وتعالى مخلوقات أخرى وهى الجن بنفس طريقة الخطاب التي وجهها للإنسان ،  وهي سورة مدنيّة، ترتيبها 55 من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 78 آية



 

سبب تكرار قوله تعالى "فبأي آلاء ربكما تكذبان"



 

وتتميّز سورة الرحمن عن غيرها من السور إيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية "فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان" واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن "الله سبحانه وتعالى"، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ.

كما تعرض السورة لسورة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ "تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام" حتى أطلق عليها بعض العلماء " عروس القرآن" 


 

وتساءل الكثيرون عن سبب تكرار "فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان"  الكفّار الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له، إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير.

فالله سبحانه وتعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها للتذكير النّاس بها، فقد كان من عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، في الاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم، وهذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذى أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.


 

سبب نزولها


 

يأتي سبب نزول سورة الرحمن بأن مجموعة  من كفار قريش قد كذبوا صفة الرحمن عن الله عز وجل،  تلك الصفة من أحب الصفات التي يحبها الله عز وجل، في صفة الرحمن تنبع من الرحمة والمغفرة، فجاءت سورة الرحمن توضح أن الله عز وجل وهو من يقوم بتعليم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم.

"أراد الله أن يقدم في عدد آلائه أول شيء ما هو أسبق قدماُ من ضروب آلائه، وأصناف نعمائه، وهي نعمة الدين، فقدم من نعمة الدين ما هو أعلى مراتبها، وأقصى مراقبها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه، وأخَّر ذكر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان" فهو ورغم كل تلك النعم ، رحمن سبحانه وتعالى رحيم بجميع مخلوقاته .



 

لماذا قدم الله الجن على الإنس في سورة الرحمن 


 

عن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم (سورة الرحمن) من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال:: "قرأت سورة (الرحمن) على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنت كلما أتيت على قوله (فبأي آلاء ربكما تكذبان)، قالوا : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد".


 

وفي  سورة الرحمن قال تعالي : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } فلماذا قدم الله سبحانه الجن على الانس ، وهل في ذلك تفضيل لهم يقول العلماء أنه  ورد بها ثلاثة أسباب أولها، أن تقديم الجن على الإنس لأنهم خلقوا أولاً  : في قوله تعالي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } 

ورد في السبب الثاني أن الجن اقدر علي الحركة من الإنس : في سياق التحدي بالنفوذ من أقطار السماوات والأرض ، فلقد قدم الجن لأنهم أقدر على الحركة من الإنس ، قال تعالى : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} ا

 ورد في السبب الثالث أن الجن أقوى وأسرع من الإنس : ففي معرض القوة قدم الجن لأنهم أكثر قوة ، وأسرع حركة وحينما أراد الله عز وجل أن يتكلم عن جند سليمان فهو يتكلم عن جيش، والجيش مداره الأول على القوة فقدم الجن وقال : { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} الآية 17 من سورة النمل:17، حتى ما تكتنفه الضمائر: أن الإنس يرون أن الجن أقوى منهم، فلذلك وجد في الإنس من يلجأ إلى الجن ولا يوجد العكس، فهنا قدم الله جل وعلا الجن؛ لأن القضية قضية مخاطبة بالقوة، فلما أراد الله أن يخاطب في قضية النفوذ من أقطار السماوات والأرض خاطب الجن ابتداءً؛ لأنهم أقوى فقال: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ} 

واستدل العلماء  من خلال هذا الخطاب بأن الجن مكلف مثله مثل الإنسان.



 

والله أعلم 




 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

17

متابعين

25

متابعهم

17

مقالات مشابة