من هو الصحابى الذى قيل فى وفاته “ذهب اليوم نصف العلم” ؟

من هو الصحابى الذى قيل فى وفاته “ذهب اليوم نصف العلم” ؟

0 المراجعات

 

سيدنا أنس بن مالك . نسبه ومولده وروايته للحديث وأثره في السنة النبوية المطهرة ووفاته

أنس بن مالك .. خادم رسول الله وصاحبه

أنس بن مالك الأنصاري هو صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول  بأبي حمزة. خدم الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته وهو ابن 10 سنين. فلقب بخادم الرسول الذي دعا له ﷺ قائلا “اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة” فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير.

من هو أنس بن مالك؟

هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله ﷺ، كان يتسمى به ويفتخر بذلك، وقد ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة، وأم أنس هي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها، كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه.

شهد أنس بن مالك مع النبي ﷺ الحديبية وخيبر وعمرة القضاء والفتح وحنين والطائف وما بعد ذلك، كما شهد حجة الوداع. أطال الله عمره ببركة دعاء النبي ﷺ فكان آخر الصحابة وفاة.. فاستفادت منه أجيال وروى عنه أكثر من 285 صحابيا وتابعيا، كما شهد بيعة الرضوان، وكان مجاب الدعاء.

ولم يكن أنس رغم صغر سنه آنذاك بمعزل عن الأحداث السياسية لدولة الإسلام الوليدة، فقد خرج أنس مع النبي محمد إلى بدر، وهو غلام ليخدم، وما شارك يومها في القتال. كما شارك أنس مع النبي ثماني غزوات منها خيبر والطائف وحنين، كما شهد فتح مكة وصلح الحديبية وعمرة القضاء وحجة الوداع وبيعة الشجرة.

 

أنس بن مالك كان من الصحابة الذين أثروا في رواية الأحاديث النبوية، حيث كان يعيش مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره وخدمه وخدم خدمه، ولذلك كان يروي عنه الأحاديث بكثرة. وكانت روايته مرجعًا هامًا للمسلمين في فهم سنة النبي محمد وتطبيقها في حياتهم.

 

عبادته وروايته للحديث النبوي

قال أبو هريرة: “ما رأيت أحدًا أشبه بصلاة رسول الله ﷺ من ابن أم سليم”، وقال أنس بن سيرين: “كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر”، وقال حفيده ثمامة بن عبد الله: “كان أنس يصلي حتى تقطر قدماه دمًا، مما يطيل القيام”.

روى عن:

النبي محمد 

أبو بكر الصديق

عمر بن الخطاب

عثمان بن عفان

معاذ بن جبل

أسيد بن حضير

أبو طلحة الأنصاري… وآخرون

 

روى عنه:

محمد بن سيرين

حميد الطويل

ثابت البناني

قتادة بن دعامة

الحسن البصري

الزُّهْرِيّ

الشعبي

أبو قلابة الجرمي

مكحول الشامي

عمر بن عبد العزيز…وآخرون كثيرون

بعض الأحاديث التي رواها أنس بن مالك

يعد أنس بن مالك رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله ﷺ، وذلك لأنه لازم الرسول الكريم عشر سنوات، مرافقا له وخادما ومتعلما منه، ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري بسنده، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كتب النبي ﷺ كتابا أو أراد أن يكتب، فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابا إلا مختوما. فاتخذ خاتما من فضة نقشه “محمد رسول الله”، كأني أنظر إلى بياضه في يده. فقلت لقتادة: من قال: نقشه محمد رسول الله؟ قال: أنس، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله ﷺ وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله ﷺ بوضوء، فوضع رسول الله ﷺ في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضأوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضأوا من عند آخرهم.

 

لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير في غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله، ولم يكن ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي، له بقوله “اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته”، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله ﷺ، وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي ﷺ ما يزيد على 2200 من الأحاديث، مما يدل على عظيم أثره، وعلو همته في تبليغ العلم الذي حصله من الرسول ﷺ.

 

تأثير أنس بن مالك في السنة النبوية المطهرة يظهر بوضوح من خلال الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي كانت تشمل مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك العبادات والأخلاق والشرائع والأحكام. بفضل جهوده في رواية الأحاديث، تم توثيق العديد من أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ساهم في الحفاظ على تراث الإسلام ونقله عبر الأجيال.

وفاته : 

وفيما يتعلق بوفاته، فقد توفي أنس بن مالك في المدينة المنورة في سنة ٩٣ هجرية عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وهو مدفون فيها أيضًا.

عندما “ذهب نصف العلم”

حيث قدم دمشق أيام الوليد بن عبد الملك، ثم رحل إلى البصرة يحدث الناس، وفيها توفي رضي الله عنه، قيل: توفي يوم الجمعة سنة 91، وقيل: سنة 92، وقيل: سنة 93 من الهجرة النبوية، وهو آخر من مات من الصحابة 

عن صفوان بن هبيرة، عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك رضي الله عنه: هذه شعرة من شعر رسول الله فضعها تحت لساني.

قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه، وقال مؤرق العجلي لما مات أنس بن مالك “ذهب اليوم نصف العلم”.

ترك أثرًا عظيمًا في تاريخ الإسلام كصحابي مخلص وروائي للأحاديث النبوية، ويُذكر اسمه بكرامة واحترام في تاريخ الإسلام.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

31

متابعين

5

متابعهم

12

مقالات مشابة