إسلام القائد جورج ثيودور على يد سيف الله رضى الله عنه
طلب قائد الروم جورج ثيودور منازلة القائد البطل خالد بن الوليد
فى معركة من معارك المسلمين الكبرى وهى معركة اليرموك، خرج القائد البيزنطى جورج ثيودور والملقب بجرجة والذى كان يجيد اللغة العربية بطلاقة، خرج إلى المنطقة الفاصلة بين صفوف الروم والمسلمين، وطلب منازلة القائد المسلم البطل خالد بن الوليد، فتقدم خالد بن الوليد فوافقه بين الصفين حتى أختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن احدهما صاحبه ولكن قبل المنازلة دار بينهما هذا الحوار.
فقال جرجة: يا خالد أصدقنى ولا تكذبنى فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعنى فإن الكريم لا يُخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاه لك فلا تسُلهُ على قوم إلا هزمتهم؟
رد خالد بن الوليد رضى الله عنه على القائد الرومى: لا
قال جرجة: فبم سُميت سيفُ الله؟
قال خالد رضى الله عنه: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وإتبعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا و نواصينا فهدانا به فأتبعناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ودعا لى بالنصر فسميت سيفُ الله، بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
أثر حديث سيف الله رضى الله عنه على نفس جورج ثيودور
كلام خالد بن الوليد رضى الله عنه أثار إرتياح القائد الرومى الذى رد بقوله: صدقتنى، ثم أعاد عليه جرجة تساؤلاته: يا خالد أخبرنى إلام تدعونى؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله
فقال جرجة: فمن لم يجبكم؟
فقال خالد بن الوليد رضى الله عنه: فالجزية ونمنعهم
فقال جرجة: فإن لم يعطها؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: نؤذنه بحرب ثم نقاتل.
قال جرجة: فما منزلة الذى يدخل فى دينكم و يجبيكم إلى هذا الأمر اليوم؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: منزلتنا واحدة فيما أفترض الله علينا شريفنا و وضيعنا و أولنا و آخرنا.
ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فى دينكم اليوم ياخالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: نعم وأفضل.
قال جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: إنا دخلنا فى هذا الأمر، وبايعنا نبينا وهو حى بين أظهرنا، وتأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب ويرينا الآيات، وحق لمن رآى ما رأينا وسمع ماسمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل فى هذا الدين منكم بحقيقة ونية كان أفضلُ منا.
قال جرجة: بالله لقد صدقتنى ولم تخادعنى ولم تؤلفنى؟
قال خالد بن الوليد رضى الله عنه: بالله لقد صدقتك وما بى إليك ولا إلى أحد منكم وحشة وإن الله لولى ما سألت عنه.
فقال جرجة: صدقتنى .
إسلام القائد الرومى جورج ثيودور الملقب بجرجة على يد سيف الله رضى الله عنه
وقلب جرجة الترس ومال مع خالد بن الوليد وقال: علمنى الإسلام.
فمال خالد بن الوليد إلى فسطاطة فألقى عليه قربة من ماء ثم صلى ركعتين، وأدرك جرجة القائد البيزنطى سماحة الإسلام، ثم بدأت المعركة حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيم خالد بن الوليد رضى الله عنه وجرجة من أول النهار إلى جنوح الشمس للغروب، ثم أُصيب جرجة ولم يصلى صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما.
تمت بحمد الله وفضله