رحلة الاسراء والمعراج
رحلة الاسراء والمعراج
وبينا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة الدعوية مع قريش في مكة التي كانت دعوته تشق فيها طريقا بين النجاح والإضطهاد، وكانت تتراءى نجوما ضئيلة تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعراج.
قامت رحلة الاسراء والمعراج علي بعض الاحداث والتفاصيل المهمة التي سنتناولها في تلك المقالة واهمها :
1.ماهي رحلة الاسراء والمعراج
2. متي حدثت
3. تفاصيل الرحلة
4الدروس المستفادة منها
5. التحديات الايمانية
6. الخاتمة
رحلة الإسراء والمعراج هي واحدة من أعظم المعجزات التي حدثت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشكل حدثاً مهماً في التاريخ الإسلامي. وقعت هذه الرحلة في السنة الحادية عشر من البعثة، ويقال إنها كانت في ليلة السابع والعشرين من رجب، ويُعتبر هذا الحدث من المناسبات الدينية العظيمة.
2. متي حدثت
1.- قيل: كان بعد المبعث بخمس سنين
رجح ذلك النووي والقرطبي.
2. وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة ١٠ من النبوة
، واختاره العلامة المنصور فوري.
ما ثبت صحته ان خديجة رضي الله عنها توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة، وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصلوات الخمس، ولا خلاف أن فرض الصلوات الخمس كانت ليلة الإسراء وكان دليل قوي علي ان الاسراء والمعراج فرضت بعد وفاة خديجة لان الصلوات الخمس لو فرضت قبل وفاتها لكانت اول الناس بقضائها مثلما كانت اول الناس ايمانا بالرسول
تفاصيل الرحلة
الإسراء:بدأت الرحلة من المسجد الحرام في مكة المكرمة، حيث أُخذ النبي محمد بواسطة معجزة إلهية إلى المسجد الأقصى في القدس. يُقال إن النبي انتقل على دابة يقال لها "البراق"، وهي دابة سريعة تتجاوز الخيال .عند وصوله إلى المسجد الأقصى، صلى النبي بجميع الأنبياء الذين سبقوه، مما يرمز إلى وحدة الرسالات السماوية.
المعراج :ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل، ففتح له، فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه، فرحب به، ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح الشهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره.
ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه، ورحبا به، وأقرا بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأى فيها إدريس، فسلم عليه، ورحب به وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأى فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى بن عمران، فسلم عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لأن غلاما بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي.
ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقي فيها إبراهيم عليه السّلام، فسلم عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور.ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مرّ على موسى، فقال له: بم أمرك؟ قال بخمسين صلاة: قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار: أن نعم، إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو في مكانه- هذا لفظ البخاري في بعض الطرق- فوضع عنه عشرا، ثم أنزل حتى مر بموسى، فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسا، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال:قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم.
الدروس والمغزى:
1.تُظهر الرحلة قدرة الله تعالى على ما فوق الطبيعة؛ فهي تجسد التوحيد والعظمة الإلهية.
2.تبرز أهمية الصلاة في حياة المسلم، حيث أصبحت الصلاة فريضة تُؤدى خمس مرات يومياً.
3.تحمل الرحلة دلالات عن الرحمة والتواصل بين النبي محمد والأنبياء السابقين، مما يعكس وحدة الرسالة.
فضل الإسراء والمعراج:
تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة التي تعزز الإيمان وتُذكر المسلمين بعظمة الله وقدرته.
بهذه الرحلة، يُظهر الله تعالى كيف أن الإيمان والتقوى يمكن أن يقودا إلى تجارب رائعة، وموضوعات عميقة من العلم والمعرفة الروحية.
التحديات والإيمان
بعد عودته من هذه الرحلة العظيمة، واجه النبي محمد تحدياتٍ كبيرة نتيجة لذلك. فقد قام بإبلاغ قريش بما حدث، لكن كفار قريش استنكروا ذلك وسخروا منه. تعامل النبي مع تلك السخرية بروح قوية، حيث كان مؤمنًا بصحة ما حدث، واستعان بإيمان المؤمنين الذين أيدوه وصدّقوا رسالته.
كما أنه جاء بحادثة الإسراء والمعراج لتكون دعوةً للناس للتأمل في عظمة الله وقدرته، وتنبيهًا لهم بأن الإيمان يتطلب الثبات واليقين حتى في وجه الشكوك والتحديات. كانت هذه الرحلة تذكيرًا بحضور الله في حياة المؤمنين، وأنه يُمكنهم الوصول إلى أعلى مراتب الإيمان من خلال العمل الصالح والصلاة.
الخاتمة
في الختام، تظل رحلة الإسراء والمعراج رمزًا للقدسية والإيمان في قلوب المسلمين. تذكرهم دائمًا بقدرة الله العظيمة ورحمته الواسعة. إن هذه الرحلة تُعزز فكرة الوحدة بين جميع رسل الله وتجعلهم يشعرون بالفخر كجزء من رسالة عظيمة تهدف إلى تحقيق السلام والعدل في الأرض. تبقى رحلة الإسراء والمعراج من أروع المحطات في حياة النبي محمد، وعبر الأجيال، ستظل تذكيرًا للمؤمنين بأهمية الصلاة والعلاقة الوثيقة مع الله.