حياة النبي محمد ﷺ من سن 40 إلى 50 سنة

حياة النبي محمد ﷺ من سن 40 إلى 50 سنة
المقدمة
عندما بلغ النبي محمد ﷺ سن الأربعين، اكتمل نضجه العقلي والروحي، وتهيأت نفسه الشريفة لتلقي أعظم حدث في تاريخ الإنسانية، وهو نزول الوحي وبداية الرسالة. هذه السنوات العشر كانت مليئة بالأحداث العظيمة، من لحظة الوحي إلى الدعوة السرّية، ثم الجهرية، ومواجهة قريش بكل صبر وثبات.
نزول الوحي في غار حراء
كان النبي ﷺ يتعبد في غار حراء كما اعتاد، فبينما هو يتأمل في خلق الله تعالى، جاءه جبريل عليه السلام فقال له:
"اقرأ"، فقال النبي ﷺ: "ما أنا بقارئ"، فكررها عليه حتى قال:
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1-2].
كانت هذه اللحظة بداية الوحي وبعثة النبي ﷺ برسالة الإسلام الخالدة.
عاد النبي ﷺ إلى بيته خائفًا مما رأى، وقال لخديجة رضي الله عنها: "زملوني زملوني"، فطمأنته وقالت: "كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الحق."
نزول الوحي مرة أخرى ودعوته إلى التبليغ
بعد فترة قصيرة من انقطاع الوحي (فترة الفَترة)، عاد جبريل عليه السلام بالوحي ومعه قول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ ﴾ [المدثر: 1-2].
وهكذا بدأت الرسالة الإلهية بأمر واضح من الله تعالى بالدعوة إلى توحيده وترك عبادة الأصنام.
بداية الدعوة السرّية
استمرت الدعوة سرًّا لمدة ثلاث سنوات، يدعو فيها النبي ﷺ من يثق فيهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
وكان أول من آمن به من الرجال أبو بكر الصديق، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن الموالي زيد بن حارثة.
↢ الآية المناسبة: ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل: 125].
الدعوة الجهرية
بعد ثلاث سنوات، أُمر النبي ﷺ أن يعلن دعوته على الملأ، فنزل قوله تعالى:
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94].
فصعد جبل الصفا ودعا الناس إلى عبادة الله وحده، فبدأت مرحلة جديدة من الصراع مع قريش الذين كذبوه وآذوه، لكنه صبر على الأذى بثبات وإيمان.
مواجهة قريش والمقاطعة
قريش حاولت بشتى الطرق أن توقف دعوته، فعرضوا عليه المال والجاه مقابل أن يتوقف عن دعوته، لكنه قال:
"والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه."
ثم اشتد أذاهم للمسلمين، وفرضوا عليهم المقاطعة الظالمة في شعب أبي طالب، فصبر النبي ﷺ ومن معه ثلاث سنوات من الجوع والتعب، حتى رفع الله عنهم الحصار.
↢ الآية المناسبة: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [الروم: 60].
عام الحزن
بعد عشر سنوات من الدعوة، توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، وكانا أكبر من سانده وحماه، فسُمّي ذلك العام بـ عام الحزن.
تألم النبي ﷺ حزنًا، لكن الله ثبّته وأكرمه بعد ذلك برحلة الإسراء والمعراج تكريمًا له.
↢ الآية المناسبة: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: 1].
الإسراء والمعراج
كرّمه الله تعالى في هذه المرحلة بمعجزة عظيمة، إذ أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلا، ورأى من آيات ربه الكبرى، وفُرضت عليه الصلوات الخمس.
كانت هذه الرحلة تثبيتًا لقلبه ودليلًا على مكانته عند الله تعالى.
الخاتمة
من سن الأربعين إلى الخمسين، عاش النبي محمد ﷺ أصعب وأعظم مرحلة في حياته، بدأ فيها نزول الوحي، والدعوة إلى الإسلام، وتحمل الأذى في سبيل الله، وفقد أحب الناس إليه.
ورغم كل ذلك، صبر بثبات وإيمان حتى أتم الله له النصر، وكانت هذه السنوات العشر بداية النور الذي غيّر وجه العالم إلى الأبد.
🔑 الكلمات المفتاحية (30 كلمة مع #):
#النبي_محمد
#الرسول
#مكة
#غار_حراء
#الوحي
#النبوة
#جبريل
#الدعوة_الإسلامية
#التوحيد
#الرسالة
#الإيمان
#الصبر
#الثبات
#الأذى
#قريش
#الإسلام
#الحق
#القرآن
#المسلمين
#الاضطهاد
#دار_الأرقم
#خديجة
#أبو_بكر
#الدعوة_السرية
#الدعوة_الجهرية
#الهداية
#العدل
#الرحمة
#الصادق_الأمين
#الإيمان_بالله
#نور_الإسلام