قصص الصحابه (ابو بكر الصديق).. الجزء الاول
أمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه
إنه الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه إنه الذي لقب بالصديق والعتيق، قال عليه الصلاة والسلام : أنت عتيق من النار.
إنه عبد الله ابن عثمان وهو قريشي تيمي يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في النسب بالجد السادس وهو مرة بن كعب، لقب بالصديق فهو أول من صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
صاحب النبي عليه الصلاة والسلام، ولد بعده بسنتين وبضعة شهور بعد عام الفيل، وقد كان نحيفاً أبيض عليه نضارةٌ رضي الله عنه.
أبوه أسلم يوم الفتح، أما أمه فأسلمت مبكراً، وله أربع من الزوجات، وكان عنده من الأولاد ثلاث من الذكور وثلاث من الإناث، إنه أبو بكر الصديق وما أدراك ما أبو بكر .
أبو بكر قبل إسلامه
كان قبل الإسلام لا يشرب خمراً ولا يعرف صنماً، يقول عن نفسه رضي الله عنه لما سأل لما لم تكن تشرب الخمر قال: أصون عرضي وأحفظ مرؤتي، لم يسجد لصنمٍ قط.
يوم من الأيام أخذه أبوه وهو صغير، يقول: كنت قد ناهزت الحلم، يعني للتو بلغ، وكانوا يعلمون الصبيان منذ الصغر على السجود لهذه الأصنام اللات والعزى ومناة وهذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
يقول: فأخذني أبي فذهب بي إلى الأصنام ثم تركني، فنظرت إلى الأصنام، فقلت لها إني جائع فأطعميني، إني عارٍ فاكسيني، إني كذا وكذا، أخذت صخرة ثم ضربت بها الصنم فخر على وجهه.
أعلم قريش بأنسابها
إنه أعلم الناس بالنسب في قريش، إذا اختلفت قريش بالأنساب رجعت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
كان يبحث عن الدين الحق قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وكلكم يعرف من زيد بن عمرو بن النفيل، هذا الرجل الذي ضل على التوحيد ومات قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام.
كان أبو بكر يجلس ويستمع إليه ولأمية بن أبي الصلت، ولغيرهم، يستمع إليهم، يستكشف الحق منهم، يريد أن يبحث عن الدين، يفر به من دين قريش، ويبحث به عن الدين الحق.
قصته مع بحيرة الراهب
سافر أبو بكر يرتحل بين البلاد مرة يبحث عن هذا الدين فرأى بحيرة الراهب، أظنكم تعرفون من بحيرة الذي أخبر أبا طالب عن النبي عليه الصلاة والسلام.
فقال له، يعني أبو بكر ، أقص عليه رؤيا، ورأى أن عنده علم، وعنده فهم، فقص أبو بكر رضي الله عنه على هذا الراهب رؤياه، فقال له بحيرة: من أين أنت؟ قال: أنا من مكة.
قال: من أين من مكة؟ قال: من قريش. قال: من أي بطن من قريش؟ وأخذ يخبره ويخبره، ثم قال له: أي شيء أنت؟ قال: أنا تاجر. فأخذ يسأله بعض الأسئلة.
ثم قال بحيرة لأبي بكر : إن صدق الله رؤياك فإنه يبعث بنبيٍ من قومك يا أبا بكر . ثم قال بحيرة: سوف تكون وزيره في حياته وخليفته من بعد موته، ولم يقص أبو بكر هذه القصة على أحد إلا بعد خلافته.
إسراعه في إسلامه
أبو بكر رضي الله عنه لما سمع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام لم يتردد، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: كل الناس سألني، كل الناس تأخروا كل الناس ترددوا، كل الناس توقفوا، إلا أبو بكر لم يتردد أبداً.
( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون )
سر النبي عليه الصلاة والسلام بإسلام أبي بكر . يقول الراوون: ما رأينا النبي عليه الصلاة والسلام مسروراً في تلك الأيام، مثل سروره بإسلام أبي بكر .
و أبو بكر صاحب النبي قبل الإسلام، قبل البعثة وبعد البعثة، رفيق النبي عليه الصلاة والسلام، أول من دخل بالإسلام.
أسرع يدعو الناس إلى دين الله عز وجل وعلى لسان حال أبي بكر يقول ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ). حياته كانت كلها لله عز وجل.
من أسلم على يديه
ذهب وما رجع إلا ومعه الزبير بن العوام رضي الله عنه حواري النبي عليه الصلاة والسلام مظهراً إسلامه عند النبي، ثم مضى أبو بكر وجاء بعثمان بن عفان ذو النورين.
ثم جاء بطلحة بن عبيد الله ثم بسعد بن أبي وقاص، ثم جاء بعثمان بن مظعون، ثم أبي عبيدة بن الجراح ثم عبد الرحمن بن عوف.
أنظر جاء بالمبشرين بالجنة، كلهم بميزان أبي بكر الصديق ( ومن أحسن قولاً ممن دعى إلى الله وعمل ) أبو بكر كان نصير النبي عليه الصلاة والسلام، وظهيره ومعينه ورفيقه وصاحبه.
النبي عذب عليه الصلاة والسلام وأبو بكر يعينه ويساعده، حتى قال: يا رسول الله، ائذن لي لأظهر بين الناس. فأذن له النبي عليه الصلاة والسلام، فكان أول خطيب في الإسلام وفي الصحابة.
إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذا الذي لقب بالصاحب، ولقب بالعتيق ولقب بالصديق ولقب بالأتقى ولقب بالأواه.