النبي محمد صلى الله عليه وسلم
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
اسمه ونسبه وألقابه
هو أبو القاسم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مّرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، القرشيّ؛ أمه آمنة بنت وهب. و أسماء الرسول الكريم وألقابه كثيرةٌ جداً، فمنهم من أوصلها إلى مئتين أو أكثر، وما ورد في القرآن منها: الشاهد، والمبشّر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، والسراج المنير، والمذكّر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والمزمل، والأمين، والمدثر، ومنها ما ورد في السنة مثل: أحمد، ومحمد، ومن الأسماء المشهورة: المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفّع، والصّادق .
عائلته وأقاربه
إنّ نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قد ضرب لنا أروع الأمثلة في صلة الرحم، فهو أكمل البشر، وكان شديد الحرص على هداية أقاربه ودخولهم في الإسلام، وفيما يأتي أسماء أقاربه وعائلته :
زوجاته: خديجة بنت خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر الصديق، حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة، أم سلمة هند بنت أبي أمية، زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، صفية بنت حيي بن أخطب، ميمونة بنت الحارث الهلالية.
أبناؤه: القاسم، عبد الله، إبراهيم، وبناته: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
أعمامه وعمّاته: أبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، وأم حكيم البيضاء، وصفية، وعاتكة، وبرّة، وأروى، وأميمة.
أخواله وخالاته: لم يكن لآمنة أخ، إلا ما سمّته بنو زهرة عبد يغوث بن وهب، وله خالتين فاختة، والفريعة.
معجزاته المعجزة هي الأمر الخارق للعادة، يجريه الله على يد نبيّه، ومن معجزات سيدنا محمد: القرآن الكريم، ورحلة الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وبركة الطعام والشراب بين يديه وكثرته، والقدرة على رؤية أصحابه من وراء ظهره، وشكوى البعير له، وإخبار الذئب بنبوّة سيدنا محمد، وحنين الجذع شوقاً له، وتسليم الحجر عليه، وكلام الشاة المسمومة له، والريق المعالج، وإخباره لأحداثٍ في المستقبل ووقوعها؛ مثل ظهور الإسلام وانتشاره، وحديثه عن استشهاد بعض الصحابة في حياتهم، أو بعد موته، وإخباره عن فتوحات بلاد فارس، ومصر، واليمن، والشام، والعراق، وإخباره عن حدود دولة الإسلام، واجتماع الأمم على قتال المسلمين .
صفاته الخُلقيّة والخَلقيّة
يجب على كل مسلمٍ معرفة النبي، ومعرفةُ صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة، وفيما يأتي بعض هذه الصفات: صفاته الخَلقيّة: كان -عليه الصلاة والسلام- ليس بالطويل، ولا بالقصير، أمّا وجهه فكان أبيضاً مشرّباً بالحمرة، حسن الوجه، عظيم الفك، طويل شق العين، وكانت لحيته كثّة، يعفيها ويسرِّحها، وكان يكتحل، وهو ضخم القدمين، رجلاً مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين، وكان عظيم شعر الجمّة إلى شحمتيّ أذنيه، وكان قليل الشيب برأسه ولحيته. صفاته الخُلقيّة: فقد كان أحسن الناس خُلقاً، وأكثر الناس طاعةً لله، وكان أكرمهم، وأشجعهم، وأصبرهم، وأخشعهم، يأكل من الطعام ما تيسّر من المباح، يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة، يخصف نعله، يرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم أهله، يحب المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، لا يحقر فقيراً، ولا يهاب ملكاً، يركب ما تيسّر، خاتمه فضة يلبسه في خنصره الأيمن، وكان يعصب بطنه بالحجر من شدّة الجوع، يتجمّل بالأعياد، ويحب النظافة والسواك، كان إذا كره شيئاً عُرفَ من وجهه، وهو سيد المتوكّلين والقائمين، كثير الذكر، دائم الفكر، طويل الصلاة، قصير الخطبة، يحبّ الطيب، ويكره الروائح الكريهة، بسّاماً، ضحوكاً في بعض الأوقات، يقبل العذر، يتكلم بجوامع الكلم، وقد جمع الله له مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال كلها.
أهم المراحل التاريخيّة في حياة الرسول
لقد مرّ الرسول الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من الصعاب خلال حياته، وفيما بيان يأتي بعض المراحل التاريخية في حياته:
بدء الوحي: بالرجوع إلى سيرته ورد في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنه- أنها قالت: (كان أوَّلُ ما بُدئَ به رسولُ الله صلى اللَّه عليه وسلم من الوحي الرُّؤيا الصَّادقة في النَّوم)، ثمّ صار يتعبّد في غار حراء، وجاءه المَلَكُ وهو في الغار، وبدأت تتنزّلُ عليه الآيات من قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
الهجرة إلى الحبشة: حدثت في السنة الخامسة للهجرة، حيث أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى الحبشة عند النجاشيّ. إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما: فقد أسلم حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب في السنة السادسة للبعثة، وكان إسلامهما نصراً للإسلام.
الحصار في الشُّعُب: حيث اجتمع بنو هاشم على منع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قريش، فاجتمعت قريش على محاصرةِ بني هاشم، وألا يجالسوهم، ولا يبايعوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، حتى يسلّموا الرسول للقتل، وكتبوا ذلك في صحيفة، واستمرّ الحصار عليهم إلى أن قام مجموعة من المشركين ونقضوا الوثيقة، وبعد هذا الحصار توفّيت السيدة خديجة، وعمّه أبو طالب، وكان هذا العام شديد البلاء على رسول الله.
الدعوة في الطائف : لما اشتدّ البلاء من قريشٍ على رسول الله، خرج إلى الطائف، فدعاهم إلى الله وإلى الإيمان، لكنه قوبل بالإعراض والصدّ، حتى إنهم أغْروا سفهائهم، وجعلوا يرمونه بالحجارة، ثمّ رجع إلى مكة حزيناً. رحلة الإسراء والمعراج: بعد الطائف وما أصاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- هناك، جاءت الرحلةُ المعجزة، رحلةُ الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثمّ معراجه إلى السماء وما فيها من أحداث.
الهجرةُ إلى المدينة: بعد بيعة العقبة الأولى والثانية، وإيمانُ مجموعةٍ من أهل المدينةِ من الأوس والخزرج، أعدّ رسول الله جهازه مع أبي بكرٍ للهجرة إلى المدينة، وفعلاً خرج رسول الله على الرغم من اجتماع قريش لقتله، ووصل إلى المدينة وأسّس دولة الإسلام فيها.
الغزوات: بعد أن استقرّ الرسول الكريم في المدينة، واستقرّ الحكم فيها، قام رسول الله بإرسال السرايا منها؛ سرية عبيدة بن الحارث، وسرية سعد بن أبي وقّاص، أمّا الغزوات، فأشهرها غزوة بدر الكبرى، وغزوة أحد، وغزوة الأحزاب.
صلح الحديبية: وفيها وقعت بيعة الرضوان تحت الشجرة، واتّفاقيةُ الصلح مع المشركين بعد مفاوضاتٍ مع قريش على جملةٍ من الشروط.
عمرة القضاء: في السنة السابعة للهجرة خرج رسول الله معتمراً مع أصحابه، وأقام في مكة ثلاثة أيام.
فتح مكة: بعدما نَقضت قريش صلح الحديبية، أمر الرسول بالتجهّز لفتح مكة، وتمّ ذلك دون قتال، ودخلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متواضعاً.
عام الوفود: لما فرغ رسول الله من تبوك وأسلمت ثقيف، جاءت وفود العرب من كل وجهٍ في السنة التاسعة للهجرة لتعاهد الرسول.
حجة الوداع: لما دخل ذو القعدة تجهّز الرسول للحج، فخرج من المدينة، وخرج معه المسلمون، وساق الهدي، وخطب بالمسلمين خطبة الوداع.
مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووفاته: مَرِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ به الوجع، واستأذن أن يُمرَّض في بيت أم المؤمنين عائشة، وفي يوم الاثنين نظر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى المسلمين في صلاة الصبح، وبعدها توفيَّ في وقت الضحى في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها.