سيره النبي محمد صلي الله عليه وسلم من بدايه حياته حتي مماته
سيرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، هي مولد كيان الإسلام والتي تربى فيها النبي الأكرم صغيراً، ثم دعا لها فيما بعد للخلاص والرقي، حتى أصبح الإسلام ديناً يعتنقه أكثر من مليار مسلم في العالم كما يعد سيرة الرسول محمد قدوة حسنة للمسلمين.
ولد النبي محمد في مكة عام 570 ميلادية في الجزيرة العربية، وكان أبوه عبد الله بن عبد المطلب هو رجل مكي ثري، وأمه أمينة بنت وهب، وقد توفي والده قبل بلوغ النبي السابعة وتولت عمته الصغيرة أم المؤمنين، خديجة بنت خويلد، تربيته.
كان النبي محمد أمياً، ولكنه لم يكن متخلفاً عن نظرائه، حتى وصل عمر في ذكائه وبصيرته، فقد شغف بالعدالة والنزاهة والحنان، وعشق الناس في أسوأ أوقاتهم، لذلك اتخذ الكثير من الصحابة، الذين التقى بهم في تجارته، نصرة لدينه ورسالته، وعاش واقع التحديات والصعاب على عدة مراحل، حتى صار أصحابه الأولون يفجرون قوته ويحيلون خطره إلى قوة شامخة، وصار النبي محمد أيضاً يلجأ إليهم كلما عرقلت خطاه النفوس المعادية، ويعتمد عليهم في معاركه وبزوغ دينه وتحقيق نجاحاته التاريخية، والخلاص عند أفضل صورة.
كما أقام النبي في مكة الكثير من الأحداث التي حرص على نقلها في التاريخ، ومنها:
- وقع لقاء العام الذي قُبِل، وتَعَرَّف فيه النبي على بعض العلماء، وأدرك بشارة الخشوع من جماعة ختمت بهجة.
- نزل عليه الوحي في غار حراء، ودعي فيه للإسلام، فعارضته قومه المسكينة، وعيدوه بالضرب والألفاظ البذيئة والكذب والظلم.
ذلك بالإضافة إلى الخطابات الرائعة التي ألقاها في أهم المناسبات الدينية والاجتماعية، ودفاعه عن المظلومين والمهمشين، وتطويره للأنظمة بحيث يكون الفرد من أدوات التغيير والازدهار، وغير ذلك الكثير من الإنجازات والأبطال الذين قادهم النبي محمد، وحرص على ترك اسم يضيء الماضي ويشرق للمستقبل. وفي مكان آخر، أسس يوم الحديبية في عصره الديني والإداري والحربي، وجعل من الطريق الذي اتخذه الناس خيراً، حتى صار يعرف كأحد المؤرخين خليفة رسول الرحمة.
وعندما أصبح النبي أكثر نقاوة وحنجرة، أخذ يجذل ذاتيًا يتمثل في تمكين المرأة، والأيتام، والفقراء، والمظلومين، بل وصل لمرحلة يتبرع بما عنده من أموال ليبرد عطش المحتاجين ويزيل الجوع عن صدور المحرومين، واحتضن كل القطوعات الناشئة من زمنه، فيما روج بأزياء منه، ومشهد كافة العملات فيما يبدو، معبدًا كل مخلوقات الله. وهكذا أسس النبي الإسلام كدين للتطهير الفكري والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وخلف قبل نفوذه حضارة وثقافة راقية، تعتبر من أهم الحضارات في التاريخ، يقدرها المستشرقون والعلماء وبعد أن قاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدعوة الإسلامية في مكة وفي المدينة المنورة، واستطاع التعريف بها والدعوة إليها، أسس دولة الإسلام وعاش طوال حياته تحت إدارة الدولة الناشئة، ودفع بنفسه وجنوده الصليبيين ونزع أوروبا عن الأراضي العربية، وزيادة نفوذ الدولة الإسلامية في الشام وفي مصر، وكان يؤمن بأن دعوة الإسلام لا تقتصر على الإنسان العربي ولكنها شملت جميع الشعوب حول العالم، وقد أرسل رسله لنشر الدعوة الإسلامية في مناطق مختلفة، واستقبل الرسل من الشعوب المختلفة لمعرفة الإسلام وتعلمه.
ويمكننا أن نقول أن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي قصة نضال لتحري روح الإنسان الكامنة، حتى تتجاوز تقليد العادات والتقاليد الجاهلية، التي كانت تعمي على حياة الناس، وهو ما جعل الرسول محمد يتحول إلى شخصية نموذجية ومتميزة في الحياة، وحتى نهاية عمره.
يمكننا أن نستخلص من سيرة الرسول محمد عدة عبر وأساليب تدريسية تساعدنا على تحديد الهدف الذي نريد تحقيقه، ومشاركة الآخرين الرؤية حول المستقبل، وتشجيع الابتكار والتحول إلى طريق جديد، وتكريس المثالية في السلوك والتصرف، وتأسيس القيمة والأخلاق في الحياة اليومية، وتعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب المختلفة، وإيجاد الحلول للنزاعات والمشكلات الحياتية، والتناغم بين الروحانية والعملية، وتوطيد العلاقات الاجتماعية والعائلية.
وبهذا، يعتبر سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي الدرس الأساسي الذي يمكن أن يستفيد منه الناس في مختلف الأجيال، ويمكن أن يخلق قدوة حسنة للشباب الجديد، وأن يكون نشاطاً مشتركاً لجميع الشعوب، يساعدهم على الوصول إلى المزيد من التقدم والرقي والنجاح في حياتهم.