نزول الوحي على النبي محمد ﷺ: بداية الرسالة

نزول الوحي على النبي محمد ﷺ: بداية الرسالة

0 المراجعات

مش من الناس اللي كانت دايمًا قريبة من القصص الدينية… لكن لما بدأت أقرأ عن حياة النبي محمد ﷺ، حسّيت إني ماشي معاه خطوة بخطوة، خصوصًا في اللحظة اللي اتغير فيها كل شيء: نزول الوحي.

الفكرة إن النبي ﷺ ما كانش إنسان عادي، لكن كمان ما كانش ملك. كان إنسان بسيط، يتيم، صادق، أمين، بيشتغل وبيخدم الناس، وعايش وسط مجتمع مليان ظلم وعبادة أصنام. لكن رغم كل ده، كان مختلف.
كان بيفكر… كتير. وكان قلبه أنضف من ناس كتير حوالينه.

كان بيحب يروح مكان اسمه غار حراء. جبل عالي في مكة، حوالي 3 كيلومتر بعيد عن الكعبة، ويجلس هناك أيام، أوقات بالليل لوحده. ما كانش بيعبد الأصنام، ولا بيشرب خمر، ولا بيغتاب الناس. كان بيسأل نفسه: فين الحق؟ فين ربنا؟ ليه في ناس جوعانة؟ ليه في عبيد؟ وليه في ناس بتُدفن بناتها أحياء؟

وفي ليلة من ليالي رمضان، والدنيا كانت ساكنة، حصلت اللحظة.
النبي ﷺ كان في الغار، وفجأة، شاف حاجة عمره ما شافها. ظهر له جبريل عليه السلام، وقال له بكلمة قوية:

> "اقرأ."

 

النبي خاف… طبيعي جدًا. ما كانش بيعرف يقرأ، وقال: "ما أنا بقارئ".
جبريل ضمّه، وبعدين قال تاني: "اقرأ."
وتكرر المشهد تلات مرات، لحد ما نزلت أول آيات من القرآن:

> "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ."
(سورة العلق، 1–3)

 

في اللحظة دي، النبي ما بقاش مجرد إنسان بيفكر… بقى رسول.
لكن الإحساس اللي حسّه ما كانش "قوة" أو "نشوة النبوة"، لا… كان خوف ورهبة.
نزل من الجبل وهو بيرتعش، وراح على طول لبيت خديجة.

قالها جملته المشهورة:

> "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي"
يعني: غطّوني…
خايف… مش فاهم إيه اللي حصل.

 

لكن السيدة خديجة كانت أعظم إنسانة في الوقت ده.
ما قالتش له "يمكن بتتخيل"، ولا "يمكن دا جني".
قالت له جملة تهز القلب:

> "والله لا يخزيك الله أبدًا. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق."

 

يعني إنت إنسان عظيم وربنا مش هيخزيك.
ومن هنا بدأت أعظم رحلة في تاريخ البشرية.

خديجة أخذته إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان رجل عجوز عنده علم بالكتب السماوية.
ولما النبي حكى له اللي حصل، قال له بصوت واثق:

> "هذا الناموس الذي نزل الله على موسى. ليتني أكون فيها جَذَعًا (شاب قوي) حين يخرجك قومك."

 

والنبي اتفاجئ:

> "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟!"
يعني: هم هيطردوني؟

 

وورقة قال:

> "ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودي."

 

يعني، الطريق مش هيكون سهل… هيكون مليان تحدي.

وهنا نيجي للسؤال اللي ناس كتير بتسأله:

ليه النبي ما أعلنش دعوته على طول؟

الإجابة بسيطة:

✅ 1. لأنه كان لازم يبدأ بخطوات ثابتة

ماينفعش يخرج يقول "أنا نبي" فجأة، والناس متعودة على عبادة الأصنام.
كان هيقابلوه بالرفض فورًا، وربما بالأذى.

✅ 2. الدعوة كانت محتاجة ناس تثق فيه

فبدأ بدعوة الناس القريبين منه:

خديجة بنت خويلد (زوجته)

أبو بكر الصديق

علي بن أبي طالب

زيد بن حارثة


دول كانوا أول من صدّق وآمن، ومنهم بدأت قاعدة قوية.

✅ 3. المرحلة الأولى كانت تدريب للنبي

فيه حاجة مهمة لازم نفهمها: حتى النبي كان محتاج وقت.
الوحي ما كانش بينزل كل يوم، كان ينزل أوقات ويتوقف أوقات.
وده كان اسمه "فتور الوحي"، علشان النبي يتأمل، ويثبت قلبه، ويتأقلم مع المسئولية.

الدعوة السرية استمرت حوالي 3 سنين.
وفي الوقت ده، عدد اللي آمنوا كان بيزيد شوية شوية، لكن بالإيمان مش بالكثرة.

وكان فيه بيت في مكة اسمه دار الأرقم، هو المكان اللي كان بيتجمع فيه النبي وأصحابه يتعلموا، ويتعبدوا، ويتخططوا… سرًّا.

بعد 3 سنين، ربنا أمر النبي ﷺ إنه يجهر بالدعوة، ويقول للناس كلها.
ومن هنا بدأت مرحلة جديدة… فيها مواجهات، وأذى، وصبر، وهجرة، وانتصارات.

لكن البداية… كانت في الغار.
في لحظة واحدة، نزل فيها أول وحي، وبدأ فيها تاريخ جديد للبشرية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة