قصص الصحابه (ابو بكر الصديق).. الجزء الثاني

قصص الصحابه (ابو بكر الصديق).. الجزء الثاني

0 المراجعات

أول خطيب في الإسلام
قام يخطب بين الناس، فقام عليه كفار قريش يضربونه ضرباً موجعاً، فسقط أبو بكر على الأرض، وقام عتبة بضربه على وجه بالنعال، حتى جاء المشركون وتجمعوا يضربون أبا بكر .

فظن الناس أنه قد مات من كثرة الدماء التي على جسمه وعلى وجهه، فقامت بنو تيم تدفع الناس عن أبي بكر، قبيلته، ثم حملوه إلى بيته.

حتى قالت قبيلة أبي بكر: والله لئن مات أبو بكر لنثأرن له، و لنقتل به عتبة، وظل عند أمه أم الخير طوال النهار، وهو لم يستيقظ ظنوه سيموت، لن يعيش بعد هذا.

حتى فتح عينيه عند أمه فوجدها عند رأسه تبكي، ولم تكن قد أسلمت. فقال لها أو كما قال: كيف رسول الله أخبريني ماذا حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قالت له: كل شيئاً من طعام أو شراب حتى يقوى جسمك. قال: لا والله حتى تقولي شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قالت: أنا لا أعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء. قال لها: إذهبي لأم جميل اسأليها عن محمد. وقد كانت أم جميل قد كتمت إيمانها. فقالت أم جميل: أنا لا أعرف عنه شيئاً.

فقالت لها: تعالي معي لعند إبني. وجائت أم جميل فوقفت عند رأس أبي بكر .فقال لها أبو بكر : يا أم جميل أخبريني عن رسول الله ماذا حصل له؟ فقالت: هو بخير.

فقالت أمه: الآن كل يا بني. فقال: لا والله لا أكل حتى تحملاني إليه، فلن أكل شيئاً ولا أشرب حتى تحملوني لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم حملوه إلى دارٍ فيها النبي وبعض أصحابه عليه الصلاة والسلام. فلما رأى أبو بكر النبي، انكب عليه يقبله ويبكي. فسأله: كيف أنت يا أبا بكر ؟ فقال: أنا بخير إلا ما صنع الفاسق بوجهي.

ثم قال له: يا رسول الله هذه أمي جاءت راغبة، فادعو لها. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لها. فقالت أم أبي بكر : أشهد أنه لا إله إلا وأشهد أن محمداً رسول الله.

أشجع الناس
سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس في الكوفة: من أشجع الناس؟ فقال الناس: أنت يا علي. يقول علي: بل أشجع الناس أبو بكر .

لما جاء عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقا ً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: ( أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم )

ثم قام الإمام علي على المنبر يسأل الناس: أيهما خير أيها الناس، مؤمن آل فرعون أم أبا بكر ؟ قال: لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أظهر إيمانه.

قصة عتقه لبلال والضعفاء
كان يتجول أبو بكر بين الصحابة هذا يضرب وهذا يجلد وهذا يهان وهذا يجوع وهذا يعذب، وربما قتل بعضهم ثم يمر على بلال ذلك العبد المملوك في اليوم الحار والصخرة على صدره وهو يردد أحدٌ أحد.

( وكأين من نبيٍ قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) هل صبر أبو بكر على هذا وهو يرى بلال يضرب؟

وعامر بن فهير يعذب وأم عبيس وهي تؤذى وهذا وذاك وما ذنبهم وما جرمهم ( وما نقموا منهم إلا يؤمنوا بالله العزيز الحميد ).

فأقبل على أمية يشتري بلالاً، فيقول أمية: لما تريده يا أبا بكر وقد فسد؟ قال: اشتريه، بكم؟ فطلب أمية مبلغاً كبيراً من المال. ولكن بلال كان أغلى من كل ما طلب أمية إنه بلال رضي الله عنه وأرضاه.

يعرف أبو بكر الصديق من هذا، هذا الذي يعدل الدنيا، فاشتراه بمبلغ كبير، ثم اعتقه لوجه الله تعالى، ثم اشترى كثيراً من الضعفاء والمساكين، يعتقهم لوجه الله تعالى.

ثم جاء أبوه يسأله: لما اعتقت هؤلاء الرجال؟ فقال أبو بكر الصديق لأبيه: يا أبي أنا لم أفعل هذا لأن يمنعوني. قال: يا بني إذاً لما فعلت هذا؟ قال: يا أبي إنما فعلت هذا لوجه الله جل وعلى.

قال أبو بكر ( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمةٍ تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ).

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة