تابع حياة النبي محمد ﷺ من سن 20 حتى 30

تابع حياة النبي محمد ﷺ من سن 20 حتى 30

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات
image about تابع حياة النبي محمد ﷺ من سن 20 حتى 30

بعد أن عاش النبي ﷺ طفولته وشبابه المبكر في رعاية الله وعنايته، دخل مرحلة جديدة بين العشرين والثلاثين، وهي السنوات التي رسّخت مكانته بين قريش، وعُرف خلالها بالحكمة والصدق والأمانة، كما شهدت هذه المرحلة زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها.


المشاركة في حلف الفضول

في سن العشرين شهد النبي ﷺ حلف الفضول، وهو اتفاق عُقد بين بطون قريش لنصرة المظلوم ورد الحقوق. وقد شارك فيه بفعالية، وكان هذا الحلف شاهدًا على عدالته وحبه للخير، حتى قال بعد البعثة: "لو دعيت به في الإسلام لأجبت".
↢ الآية المناسبة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90].


عمله في التجارة

بعد بلوغه سن الشباب، بدأ النبي ﷺ يعمل بالتجارة، حيث كان يخرج في قوافل قريش إلى الشام واليمن. وقد عُرف في السوق بالصدق والأمانة، مما جعل التجار يلقبونه بـ الصادق الأمين. لم يكن يطلب الربح السريع بطرق غير مشروعة، بل كان يتعامل بالعدل والوفاء، فارتفعت سمعته بين الناس.
↢ الآية المناسبة: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ﴾ [التوبة: 105].


سفره في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها

في سن الخامسة والعشرين، عرضت عليه السيدة خديجة بنت خويلد، وهي من سيدات قريش المشهورات بالتجارة والشرف، أن يخرج بمالها في تجارة إلى الشام مقابل نسبة من الأرباح. فوافق النبي ﷺ وخرج مع غلامها ميسرة.
خلال الرحلة ظهرت أمانته وحسن معاملته، فرجع بربح كبير، مما زاد إعجاب السيدة خديجة به.


زواجه من السيدة خديجة

بعد عودته من الرحلة، رغبت السيدة خديجة رضي الله عنها في الزواج منه لما رأت فيه من صفات الصدق والأمانة والشرف. وكان عمرها آنذاك أربعين سنة، بينما كان عمره خمسًا وعشرين سنة. تزوجها النبي ﷺ فكانت خير سند له، وأنجبت له أولاده (عدا إبراهيم). وكان هذا الزواج بداية حياة أسرية مستقرة ملأها المودة والرحمة.
↢ الآية المناسبة: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].


مكانته في مكة وثقة الناس به

بين العشرين والثلاثين، كان النبي ﷺ قد أصبح محل ثقة قريش في أموالهم وأماناتهم، حتى إذا اختلفوا في أمر، لجؤوا إليه ليحكم بينهم. اشتهر بالحكمة والعقل الراجح، ولم يُعرف عنه أنه كذب أو خان أو عبد صنمًا.


حادثة بناء الكعبة (قُبيل الثلاثين)

عندما بلغ النبي ﷺ سن الخامسة والثلاثين (قريب من نهاية العقد الثالث من عمره)، قامت قريش بإعادة بناء الكعبة بعد أن تهدمت جدرانها بسبب سيل. واختلفت القبائل فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه، وكاد النزاع يتحول لحرب، فاتفقوا على أن يحتكموا لأول من يدخل من باب الحرم، فكان محمد ﷺ.
فبذكائه جمعهم على كلمة سواء، حيث وضع الحجر في ثوب، وطلب من زعماء القبائل أن يحملوا أطرافه جميعًا، ثم أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه. فحلّ الخلاف بسلام، وزادت مكانته بين قريش.
↢ الآية المناسبة: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا ﴾ [النساء: 35].


الخاتمة

بين سن العشرين والثلاثين، تبلورت شخصية النبي محمد ﷺ كقدوة في الصدق والأمانة والحكمة. شهد حلف الفضول الذي مثّل العدالة، مارس التجارة بمهارة، تزوج السيدة خديجة التي صارت سندًا له، وحكم بين قريش في قضية بناء الكعبة بالعدل. كانت هذه السنوات إعدادًا إلهيًا مباشرًا ليحمل بعدها أعظم رسالة إلى البشرية، رسالة الإسلام.

 

سؤال المقال :-

كيف أسهمت أحداث حياة النبي محمد ﷺ بين سن العشرين والثلاثين، مثل حلف الفضول والتجارة والزواج، في إعداده لحمل رسالة الإسلام العظيمة؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

13

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-