إلا تنصروه فقد نصره الله
إلا تنصروه فقد نصره الله
أخي المسلم
• لكي يطمئن قلبك، ويهدأ روعك؛ فإنّ الله يقول: " وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ".
• ولكي يطمئن قلبك، ويهدأ روعك؛ فإنّ الله يقول: " وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ".
• ليطمئن قلبك، ويهدأ روعك؛ فإنّ الله يقول: " ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ".
وبعد؛ فإنّ الآيات في هذا الباب كثيرةٌ ، وأنت ترى نصر الله الخالد لهذا الرسول الكريم في كتابه العظيم؛ فلا والله لا يضره شيء من أذاهُم أبدا.
والذي أريد قوله في هذا المقام: أن المسلم يطمع في كل فرصة تأتي أمامه أن يستغلها في الدعوة إلى الله، والتعريف بشرعه العظيم؛ وإنني أرى أن هذه الأحداث فرصةٌ عظيمة لدعوة القوم إلى هدي الرحمة المهداة، والنعمة المسداة.
فكم كان في الرعيل الأول من عدوّ للإسلام شديد العداوة؛ ثم شرح الله صدره فكان ذو المكانة المشهودة، والمواقف المحمودة ؟!
فهذا ثمامة ــ رضي الله عنه ــ يقول للرسول صلى الله عليه وسلم ــ بعد أن شرح الله صدره للإسلام
ــ : (...وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الوُجُوهِ إِلَيَّ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ البِلاَدِ إِلَيَّ(… . صحيح البخاري
والسؤال هنا أيها الأحباب
ما الأسباب التي بذلناها لهداية القوم ودعوتهم، وتعريفهم بسيرة هذا النبي العظيم الذي يعادونه؟!
من منّا أبلغهم آيات الله؛ فإن لها سطوة على القلوب، وسلطانا على العقول، ويسمعهم حقيقة هذه الشريعة السمحاء؟!
كم نرجوا أن يعرف كل مسيء لجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرته الغراء؟!
فهل نبذل المستطاع؛ لإنقاذ من أنقذه الله، وهداية من هداه الله (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) متفق عليه؟!
ما تظنن القوم لو سمعوا قوله سبحانه: "..ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ"؟!
مالذي سيحدثه فيهم قوله سبحانه: " قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ"؟!
ما شأنهم لو عقلوا قوله سبحانه: "لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد"؟!
كيف هم لو تليت عليهم هذه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ ؟!
ما حالهم لو تأملوا قوله سبحانه: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
ما ذا لو تدبروا قوله: " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ".
آيات عظيمة؛ تصدع الجبال خشوعا، وتورث القلوب خضوعا؛ فيه ما يدل العاقل عن اجتناب طريق الغواية، وسلوك سبيل الهداية!
إن ذلك منهجُ دعويُّ أصيل: " وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ".
بقي أن نقول لأنفسنا: ما حقيقة جهودنا في الدعوة إلى الله، وتبليغ هذا الدين العظيم، وبيان هدي النبي الكريم؟
ما حقيقة اتباعنا لهديه صلى الله عليه وسلم، وسلوك سنته، ولزوم منهجه؟
وأختم بهذه الكلمة النفيسة لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حيث يقول: (.فكل من اتبع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالله كافيه وهاديه وناصره).
أسأل الله أن يرزقنا اقتفاء أثره، واتباع هديه، والسير على سنته ـصلى الله عليه وسلم ـ! اللهم آمين