المقاصد التربوية من السيرة النبوية

المقاصد التربوية من السيرة النبوية

0 المراجعات

 

مقاصد العقيدة

أولاً: حب الله ورسوله:

من خلال السيرة النبوية تظهر علاقة مهمة هي حب الله ورسوله ؛ لذا فإن الإسلام أهتم بظاهرة الحب المتوطده في كيان الإنسان «بل جسد لنا – كما سيأتي تفصيله- ثلاث تقسيمات من الحب: الحب الأقصى، الحب الوسط ، والحب الأدنى. تعامل بها بنو البشر عبر التاريخ، وخلال الأزمنه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها»([1]).

والأساس في مراتب الحب قوله تعالى { قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ } (سورة التوبة: آية 24).

إن الإسلام أهتم بظاهرة الحب على أنه فطرة أصيله في كيان الإنسان لا بد منه، ولا غنى عنه لحكمة أرادها الله عز وجل. قال الله تعالى: { فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (سورة الروم: آية 30).

لذا فإن الحب مقسم إلى ما يلي:-

  1. الحب الأقصى وهو حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  2. الحب الوسط وهو حب الآباء والأولاد والإخوان والأزواج والعشيرة.
  3. الحب الأدنى وهو إيثار حب الأهل والعشيرة والأموال والمسكن على حب الله ورسوله.
  4. فمن خلال الدراسة سوف ستتم دراسة حب الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه الأساس الهام في حياتنا، والذي هو جزء من العقيدة الإسلامية.

  حب الله تعالى:

إن من الأسس المهمة  في السيرة النبوية حب الله تعالي ؛ و لا تكون هذه المحبة باللسان فقط، ولا فكراً  بالعقول وكفى ولكن لا بد أن يصاحبه إتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، والمشي على طريق الله ، وتطبيق هذا المنهج في حياتنا ، فالمحبة ليست «لحن يغني، ولا قصيده تنشد، ولا عبارات تقال، ولكنها طاعة لله..سبحانه .، وعمل بمناهج الله عز وجل  الذي يحمله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم... وأول ما يطالب به العبد  المؤمن أن يكون ولاؤه لله وحده »([2]).

قال الله عز وجل في كتابه العزيز { قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ والرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوْا فَإنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ } (سورة آل عمران آية 31 – 32).

 وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأ، يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار»

فالحب أن تؤثر الله  سبحانه على جميع الأشياء، والاهتمامات  بما يرضيه، فالإنسان المسلم عليه أن يردد كثيرا من سؤال الله تعالى الصدق في محبته والدوام، والثبات على ذلك لله والرضا عنه سبحانه ، والتسليم لأوامرة ، وأن يكثر ذكرالله  ومناجاته، وأن يجتهد لله عز وجل، وأن يفرح بالفرارإليه، وأن يأنس بحبه.

إن من علامات حب الله حب الله أن لا نحتاج إلى غيره، ولا تسأل أحدًا سواه.  حيث يقول ذو النون المصري «قل لمن أظهر حب الله: احذر أن تذل لغير الله، ومن علامة الحب لله أن لا يكون له حاجة إلى غير الله»

ومن ذلك أن تشتاق  لله على عباده. قال الله تعالى { ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًا لِّلَّهِ ولَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العَذَابِ } (سورة البقرة آية 165).

ويظهر محبة الله من خلال سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ أصبح لأجلها بكلأمور الدنيا، ولقي ما لا قاه  من أذى وتعب ومشقه في دعوته لله طوال حياته.

وحب الله غاية عظمى يهتم بها المسلم في كل أمره ، ويسعى للحصول عليهاطول يومه ، ويهتم لأجلها بكل أمر من أموره  في الدنيا، وتلك هي حجر الزاوية التي أقام المسلم عليها أساسه الإيماني، وهي المعيار التي يعرف من خلالها المؤمن مدى محبته بالله ورسوله، قربًا وبعدًا، وقوة وضعفًا.

لذلك فإن حب الله تعالى هي التي توصل العبد إلى ما يشاءكائنًا ما كان ذلك المراد لأن الله سبحانه إذا أحب العبد يسر له كل شيءوأعطاه وتكفل بذلك جل جلاله.

وحينما ترسخ حب الله في قلب المؤمن، وتتعمق قواعدها ، كان الله عز وجل هو الغاية في كل حاجاته ، وفضله الانسان على كل شيء، وضحى من أجله سبحانه  بكل شيء؛ لأنه ذاق حلاوة الإيمان ولذة القرب ، فأصبحت بقية الملذات الدنيوية لا قيمة لها أمام هذه اللذة.

هكذا يكون محبة الله عز وجل في قلب المؤمن الصادق، الذي قد كمل بمعرفة الله وجلاله، فوجد من الصلة الوثيقه والتجاذب الروحي ما لم يجده غيره، ووجد صلة المودة والقربى، صلة العقل المشدود بعاطفة الحب المبهج الودود، وأصبح هذا المؤمن من الذين أحبهم الله عز وجل فأحبوه.

#منقول#

 

 

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

68

متابعهم

155

مقالات مشابة