غزوة تبوك من الفتوحات الإسلامية
نستكمل اليوم الأهداف والفائدة من عزوة تبوك التي خرج على رأسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولنتعرف ونعلم أطفالنا تاريخنا الإسلامي وكيف عانى نبينا الكريم والصحابة رضوان الله عليهم ، في نشر كلمة الحق ورفع راية الإسلام عالية والهدف من غزوة تبوك ، واكمل معكم الجزء الثاني في مقال بعنوان غزوة تبوك ج2
غزوة تبوك
غزوة تبوك
المقصود هو ملاقاه الروم ، أو الأشتباك في معركه لا تعادل فيها بين الطرفين ، ولا يمكن ان يكون الهدف هو مجرد اظهار قوه المسلمين ، عندما سمعوا ان الروم يفكرون في الهجوم على المسلمين ، ويريدون ضربهم بقوة وضرب المسلمين نظرا لذيادة نفوز المسلمين وزيادة اعدادهم ، ولكن لم يكن هدف النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن هناك هدف كبير واسمى غاية ، لبذل كل هذا الجهد والعناء والصبر والتحمل وحتى انه اكثر ما تكون بالتضحيه من أجل إثبات قوتهم أمام الروم والفرس ، ولابد ان يكون الهدف الذي اتخذه المسلمون من أجل غزوتهم هذه الى بلاد الشام هدفا ساميا واكثر من خلافات شخصية واظهار قوة أمام العدو ، هو ذلك المكان المحفور في القلب وتتهافت إلية القلوب وتحنوا له وهو بيت المقدس والقدس الشريف ، وصل المسلمون تبوك وعسكروا فيها 20 يوم وظلوا جالسين هناك هناك ، منتظرين ..
بقياده الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصل المسلمون الى تبوك وعسكروا فيها 20 يوم ، ولم يخرج جيش الروم لمواجهتهم ومطاردتهم في شعاب الصحراء ، وربما قدر الرومان أن وجهه المسلمين هي القدس ، فارادوا أن يستدرجهم الى هناك ، وعندما يخرجون عليهم بقوة ينزلون بالمسلمين الهزيمه ، ويردهم مدحورين و ينزع من قلوبهم امر فتح القدس وفتح الشام ، ما دام على الأرض هؤلاء الرومان الجبابره ، ولكن المسلمون قرروا ان يعودوا من المعركة لا منتصرين ولا مهزومين ، وتعجب الناس من امر تلك الغزوه التي انتهت كما بدأت ، بلا قتال او نزاع ولا غنيمه وبلا نتيجه ايضا .
ولكن الواقع ان غزوه تبوك كان لها اهميتها الكبرى ، و لها اثرها في ما ستاتي به الايام من احداث بعد ذلك ، لقد اقترب المسلمون في هذه الغزوه من الهدف المقصود ، وهو القدس الشريف والتقوا لاول مره بعالم المسيحيه ، لقاء الانداد والاقران وكانوا اكثر قوه و اعلى مما لقوا من اهل تلك البلاد الذين كانوا يدينون بالمسيحيه ، فكان لقاء يختلف عن لقائهم بالمسيحيين في الحبشه ، وهروبهم من بطش قريش ومتجهين الى ملك الحبشة النجاشي ، طالبين حمايته ورعايته اما الآن فقد جائوا في جيش ليس بقليل العدد ، ولا قليل التجربه ، وقد خاض جنودهم من قبل ما عرف أحد يدافع فيها عن انفسهم دفاع الابطال المؤمنين ، لقد وجد المسلمون ان هذا العالم المسيحي الذي وجهه لاول مره ينظر اليهم ، نظره احترام وتقدير فلقد جاء اليهم وفد منهم الى معسكر المسلمين يتقدمه يوحنا بن روبا ، وكان امير إيلا وهو الاسم الذي كان يطلق على ما نعرفه الان بالعقبه ، وما يحيط بها من قرى ، وبلاد تقع بين تبوك وبين القدس .
وكان في ذلك الوقت جاء امير المنطقة ، وعلى صدره صليب كبير من الذهب ، وقدم الطاعه وقدم الهدايا من الطعام والكساء ، وقبل دفع الجزيه ومقدارها 300 دينار في السنه ، و اعطاه الرسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا ، استهله بهذه الكلمات :
“بسم الله الرحمن الرحيم هذه امنه ، اي عهد امان من الله ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوحنا بن روبا ، واهل ايليا وامنه ، وسلم هذا الكتاب على انفسهم ، وعلى سياراتهم في البر وتقبلهم في البحر ” فكان وضع جديد في العلاقه بين المسلمين والمسيحيين ، ولا بد أن هذا الوضع قد اشعر المسلمين بأنهم صاروا أصحاب حق ، واصحاب نفوز في هذه المنطقه من الشام ، ولكن ما هو أهم من هذا ، وأبعد اثرا في ما سيأتي من احداث بعد ذلك ، وان المسلمين تبينوا بصوره واضحه شعور المسيحيين في الشام ، تجاه الرومان واحس بان المسيحيين في حاجه الى من يخلصهم من حكم الرومان الظالم .
اقرأ ايضا عن غزو مؤته
وقدروا انه لو جاء يوم يفتحون الشام ، سوف يجدون ترحيبا من المسيحيين هناك وهذا ما حدث فعلا بعد سنوات قليله ، عندما دخل المسلمون القدس وسط ترحيب اهلها المسيحيين في ما مضى ، بعد هذا بعام دخلت وفود الناس في دين الله افواجا ، فاقبلت على المدينه الوفود من جميع انحاء الجزيره العربيه ، تمثل كل ما فيها من قبائل فاسلمت وبايعت كل قبيلة من القبائل التي تجاوز عددها الكثير ، فما في اي قبيله إلا وأعلنت اسلامها وبايعة الله ورسوله ، ثم كان عام الوداع حين ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكه ، وعلى راسه اكبر حشد من الناس شاهدته الجزيره العربيه في تاريخها من مئه الف مسلم او يزيد ، واقبل المسلمون من شتى ارجاء الجزيره يؤدي فريضه الحج ، وعد الرسول صلى الله عليه وسلم حجه الوداع و طاف بالكعبه .
حتي كانت نطهرت ما حولها من الاوثان والاصنام ، والقى الرسول صلى الله عليه وسلم ، في خطبه الوداع التي بداها بعد حمد الله بقوله ، يا ايها الناس اسمعوا فلعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا ، وبعدها تلى عليهم الايه الكريمه ، التي جعلت الصحابه يشعرون بان الاجل قد آن وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، مفارقهم قريبا وطلع عليهم قول الله تعالى ، اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا في ذلك اليوم لم يظل بين اهل الجزيره احد على وثنيته وشركه واسلم اهل الكتاب جميعا ، الا من فضل ان يهاجر من بلاد المسلمين ، وتم نصر الله واظهار الله دين الحق ، ولكن هل إنصرفت أنظار المسلمين عن القدس الشريف ، وهل شغله معها ان صارت الجزيره كلها دار اسلام ، لقد كانت غزوه تبوك هي ابن اشبه بعمليه استطلاعية للمنطقه ، التي يعتزم المسلمون ان يحملوا اليها دعوه الاسلام ، عما قريب وحمله استطلاعيه لمشاعر الناس في تلك المنطقه تجه ، حكام الروم ولم ينتظر ان يكون رد الفعل عنده حين ياتي المسلمون الى بلاده ، وقد كان من الضروري ان يقوم المسلمون بهذه الحملة الاستطلاعيه قبل ان يخرجوا من جزيرتهم الى افاق اوسع ، وقبل ان يخططو لخطوه من الخطوات الى الخطوه الاخيره ، في الطريق الى القدس الشريف فما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ، بعد ان عاد الى المدينه من حجه الوداع ، وفي خلال الايام الاخيره من حياته امر الرسول صلى الله عليه وسلم ، امر بتجهيز جيش كبير يتجه في نفس الاتجاه الذي تعرفه المسلمين من قبل ، في غزوه مؤته وغزوة تبوك ، وامر تم يشترك في هذا الجيش كبار الصحابه منهم ابو بكر وعمر ووضع على راس الجيش ، شاب لا يتجاوز العشرين من عمره وهو اسامه بن زيد ، وكان ابوة زيد بن حارثه كان من كبار قائدي غزوه مؤته ، وقد استشهد فيها ، فاختار الرسول الحكيم ابنه يقود الجيش ، ومسح الرسول صلى الله عليه وسلم على صدر الشاب ، الذي سوف يقاتل حيث قتل ابوه ، ويكمل المسيرة التي بدأها ابوه ، إلى بلاد الشام واجتمع الجيش خارج المدينه استعداداً للمسيره وعند باب المدينة عرفوا بمرض النبي عليه الصلاة والسلام ، فتوقفوا حتى يعرفوا الأخبار ويطمئنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم .