غزوة تبوك من الفتوحات الإسلامية

غزوة تبوك من الفتوحات الإسلامية

0 المراجعات

نستكمل اليوم الأهداف والفائدة من عزوة تبوك التي خرج على رأسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولنتعرف ونعلم أطفالنا تاريخنا الإسلامي وكيف عانى نبينا الكريم والصحابة رضوان الله عليهم ، في نشر كلمة الحق ورفع راية الإسلام عالية والهدف من غزوة تبوك ، واكمل معكم الجزء الثاني في مقال بعنوان غزوة تبوك ج2

 

 

غزوة تبوك 

غزوة تبوك

غزوة تبوك

المقصود هو ملاقاه الروم ، أو الأشتباك في معركه لا تعادل فيها بين الطرفين  ، ولا يمكن ان يكون الهدف هو مجرد اظهار قوه المسلمين  ، عندما سمعوا ان الروم يفكرون في الهجوم على المسلمين ، ويريدون ضربهم بقوة  وضرب المسلمين نظرا لذيادة نفوز المسلمين وزيادة اعدادهم  ، ولكن لم يكن هدف النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن هناك هدف كبير واسمى غاية ، لبذل كل هذا الجهد والعناء والصبر والتحمل  وحتى انه اكثر ما تكون بالتضحيه  من أجل إثبات قوتهم أمام الروم والفرس ، ولابد ان يكون الهدف الذي اتخذه المسلمون من أجل  غزوتهم هذه الى بلاد الشام  هدفا ساميا واكثر من خلافات شخصية واظهار قوة أمام العدو ، هو ذلك المكان المحفور في القلب وتتهافت إلية القلوب وتحنوا له وهو  بيت المقدس  والقدس الشريف  ، وصل المسلمون تبوك وعسكروا فيها 20 يوم  وظلوا جالسين هناك هناك ، منتظرين ..

 

بقياده الرسول صلى الله عليه وسلم  ، وصل المسلمون الى تبوك وعسكروا فيها 20 يوم ، ولم يخرج  جيش الروم لمواجهتهم  ومطاردتهم في شعاب الصحراء  ، وربما قدر الرومان أن وجهه المسلمين هي القدس ،  فارادوا  أن يستدرجهم الى هناك  ، وعندما يخرجون عليهم بقوة ينزلون بالمسلمين الهزيمه  ، ويردهم مدحورين و ينزع من قلوبهم امر فتح القدس وفتح الشام  ، ما دام على الأرض هؤلاء الرومان الجبابره  ، ولكن المسلمون قرروا ان يعودوا من المعركة لا منتصرين ولا مهزومين ، وتعجب الناس من امر تلك الغزوه التي انتهت كما بدأت ،  بلا قتال او نزاع ولا غنيمه وبلا نتيجه ايضا .

 

ولكن الواقع ان غزوه تبوك كان لها اهميتها الكبرى ،  و لها اثرها في ما ستاتي به الايام من احداث بعد ذلك ،  لقد اقترب المسلمون في هذه الغزوه من الهدف المقصود  ، وهو القدس الشريف والتقوا لاول مره بعالم المسيحيه ،  لقاء الانداد والاقران وكانوا اكثر قوه و اعلى مما لقوا من اهل تلك البلاد الذين كانوا يدينون بالمسيحيه  ، فكان لقاء يختلف عن لقائهم بالمسيحيين في الحبشه ، وهروبهم من بطش قريش ومتجهين الى  ملك الحبشة النجاشي ،  طالبين حمايته ورعايته اما الآن فقد جائوا في جيش ليس بقليل العدد ، ولا قليل التجربه ، وقد خاض جنودهم من قبل ما عرف أحد يدافع فيها عن انفسهم دفاع الابطال المؤمنين  ، لقد وجد المسلمون ان هذا العالم المسيحي الذي وجهه لاول مره ينظر اليهم  ، نظره احترام وتقدير فلقد جاء اليهم وفد منهم الى معسكر المسلمين يتقدمه يوحنا بن روبا ، وكان  امير إيلا وهو الاسم الذي كان يطلق على ما نعرفه الان بالعقبه ، وما يحيط بها من قرى ، وبلاد تقع بين تبوك وبين القدس .

 

 

وكان في ذلك الوقت جاء امير المنطقة ،  وعلى صدره صليب كبير من الذهب  ، وقدم الطاعه وقدم الهدايا من الطعام والكساء ،  وقبل دفع الجزيه ومقدارها 300 دينار في السنه ، و اعطاه الرسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا ، استهله بهذه الكلمات :

“بسم الله الرحمن الرحيم هذه امنه ،  اي عهد امان من الله ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوحنا بن روبا  ، واهل ايليا وامنه ، وسلم هذا الكتاب على انفسهم ، وعلى سياراتهم في البر وتقبلهم في البحر  ”  فكان وضع جديد  في العلاقه بين المسلمين والمسيحيين  ، ولا بد أن هذا الوضع قد اشعر المسلمين بأنهم صاروا أصحاب حق  ، واصحاب نفوز في هذه المنطقه من الشام ، ولكن ما هو أهم من هذا ، وأبعد اثرا في ما سيأتي من احداث بعد ذلك ،  وان المسلمين تبينوا بصوره واضحه شعور المسيحيين في الشام  ، تجاه الرومان واحس بان المسيحيين في حاجه الى من يخلصهم من حكم الرومان  الظالم .

اقرأ ايضا عن غزو مؤته

 

وقدروا انه لو جاء يوم يفتحون الشام ،  سوف يجدون ترحيبا من المسيحيين هناك وهذا ما حدث فعلا بعد سنوات قليله ، عندما دخل المسلمون القدس وسط ترحيب اهلها المسيحيين في ما مضى ، بعد هذا بعام دخلت وفود الناس في دين الله افواجا  ، فاقبلت على المدينه الوفود من جميع انحاء الجزيره العربيه  ، تمثل كل ما فيها من قبائل فاسلمت وبايعت كل قبيلة من القبائل التي تجاوز عددها الكثير  ، فما في اي قبيله إلا وأعلنت اسلامها وبايعة الله ورسوله ، ثم كان عام الوداع حين ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكه ، وعلى راسه اكبر حشد من الناس شاهدته الجزيره العربيه في تاريخها  من مئه الف مسلم او يزيد ، واقبل المسلمون من شتى ارجاء الجزيره يؤدي فريضه الحج  ، وعد الرسول صلى الله عليه وسلم حجه الوداع و طاف بالكعبه .

 

حتي كانت نطهرت ما حولها من الاوثان  والاصنام ، والقى الرسول صلى الله عليه وسلم ،  في خطبه الوداع التي بداها بعد حمد الله بقوله ،  يا ايها الناس اسمعوا  فلعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا  ، وبعدها تلى عليهم الايه الكريمه  ، التي جعلت الصحابه يشعرون بان الاجل  قد آن وأن الرسول صلى الله عليه وسلم  ، مفارقهم  قريبا وطلع عليهم قول الله تعالى ،  اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا في ذلك اليوم لم يظل بين اهل الجزيره احد على وثنيته وشركه واسلم اهل الكتاب  جميعا ، الا من فضل ان يهاجر من بلاد المسلمين ،  وتم نصر الله واظهار الله دين الحق  ، ولكن  هل إنصرفت أنظار المسلمين عن القدس الشريف ،  وهل شغله معها ان صارت الجزيره كلها دار اسلام  ، لقد كانت غزوه تبوك هي ابن اشبه بعمليه استطلاعية للمنطقه ،  التي يعتزم المسلمون ان يحملوا اليها دعوه الاسلام  ، عما قريب وحمله استطلاعيه لمشاعر الناس في تلك المنطقه تجه ، حكام الروم  ولم ينتظر ان يكون رد الفعل عنده حين ياتي المسلمون الى بلاده  ، وقد كان من الضروري ان يقوم المسلمون بهذه الحملة الاستطلاعيه قبل ان يخرجوا من جزيرتهم الى افاق اوسع ،  وقبل ان يخططو لخطوه  من الخطوات الى الخطوه الاخيره ، في الطريق الى القدس الشريف فما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم  ، بعد ان عاد الى المدينه من حجه الوداع ، وفي خلال الايام الاخيره من حياته امر الرسول صلى الله عليه وسلم  ، امر بتجهيز جيش كبير يتجه في نفس الاتجاه الذي تعرفه المسلمين من قبل ،  في غزوه مؤته وغزوة تبوك ، وامر تم يشترك في هذا الجيش كبار الصحابه منهم ابو بكر وعمر ووضع على راس الجيش ، شاب  لا يتجاوز العشرين من عمره وهو اسامه بن زيد ، وكان ابوة  زيد بن حارثه كان من كبار قائدي  غزوه مؤته ، وقد استشهد فيها ، فاختار الرسول الحكيم ابنه يقود الجيش ،  ومسح الرسول صلى الله عليه وسلم على صدر الشاب ، الذي سوف يقاتل حيث قتل ابوه  ، ويكمل المسيرة التي بدأها ابوه ،  إلى  بلاد الشام واجتمع الجيش خارج المدينه استعداداً للمسيره وعند باب المدينة عرفوا بمرض النبي عليه الصلاة والسلام ، فتوقفوا حتى يعرفوا الأخبار ويطمئنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم .

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

4

متابعهم

1

مقالات مشابة