مقالات اخري بواسطة Ahmed micromedia.support
من هو الصحابي الذي ألقي في النار مثل سيدنا إبراهيم؟

من هو الصحابي الذي ألقي في النار مثل سيدنا إبراهيم؟

0 المراجعات

ابو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني (توفي حوالي 20 هـ / 641 م) هو صحابي جليل من أهل اليمن، اشتهر بدوره البارز في حروب الردة في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، خاصة في مواجهة الأسود العنسي (مدعي النبوة في اليمن). إليك أبرز المعلومات عنه:


أهم محطات حياته:

نسبه وقبيلته:

من قبيلة خولان اليمنية، وهي بطن من قبيلة الأزد.

يُكنى أبو مسلم، واسمه عبد الله بن ثَوْب (بفتح الثاء).

إسلامه:

أسلم في حياة النبي ﷺ، وقيل إنه وفد على النبي مع جماعة من قومه، لكن الرواية الأكثر شهرة تربط إسلامه بقصة الأسود العنسي.

مواجهة الأسود العنسي:

عندما ادعى عبهلة بن كعب (الأسود العنسي) النبوة في اليمن (سنة 11 هـ)، استولى على صنعاء وقتل واليها المسلم.

تصدى له أبو مسلم الخولاني مع الصحابي فيروز الديلمي وقيس بن المكشوح، حيث دخلوا عليه ليلاً وقتلوه بمساعدة زوجته عزاد.

تُعد هذه الواقعة من أبرز أدواره البطولية في القضاء على حركة الردة.

ثباته في الإيمان:

اشتهرت عنه قصة تدل على ثباته:
عندما أسره الأسود العنسي وأمر بإلقائه في النار، دخل أبو مسلم النار وهو يذكر الله، فخرج منها بإذن الله ولم يُصب بأذى، فآمن كثيرون حينها.
(القصة ذكرها المؤرخون كالطبري وابن الأثير، لكن بعض المحدثين يُضعّفون سندها).

في عهد الخلفاء:

شارك في حروب الردة مع جيوش المسلمين.

كان من المقربين للخليفة عمر بن الخطاب، الذي ولاه على بعض مناطق اليمن.

وفاته:

توفي في خلافة عمر بن الخطاب (حوالي 20 هـ) وقيل في خلافة عثمان.


مكانته وصفاته:

عُرف بالزهد والورع، وكان من عبّاد اليمن وفقهائها.

وصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" بأنه "الإمام القدوة".

روى أحاديث قليلة عن النبي ﷺ، منها:

"القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير".
(رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

أبي مسلم الخولاني مواقف بطولية وثبات استثنائي في تاريخ الإسلام المبكر، خاصة خلال أزمة الردة في اليمن، وأبرزها:

1. مواجهة الأسود العنسي (قتال المتنبئ)

عندما ادعى عبهلة بن كعب (الأسود العنسي) النبوة وسيطر على صنعاء، أرسل أبو مسلم وفيروز الديلمي رسالة سرية إلى الخليفة أبي بكر الصديق يطلبان المساعدة.

دخلوا قصر الأسود ليلاً بمساعدة زوجته عزاد، واشترك في قتله مع فيروز وقيس بن المكشوح (سنة 11 هـ).

هذه الواقعة كانت حاسمة في استعادة اليمن للحكم الإسلامي.


2. الثبات أمام النار (الموقف الأشهر)

القصة: أسره الأسود العنسي وأمر بإلقائه في نار عظيمة لأنه رفض الاعتراف بنبوته، فدخلها أبو مسلم وهو يذكر الله، فخرج منها سالماً دون أي حرق.

الأثر: آمن كثير من اليمنيين حين رؤية المعجزة، وارتدع آخرون.

الخلاف التاريخي:
✓ رواها المؤرخون كـ الطبري وابن الأثير.
✓ ضعّفها بعض المحدثين (كابن حجر) لضعف سندها.
✓ لكنها ظلت رمزاً لثبات الإيمان في التراث الإسلامي.


3. دوره في حروب الردة

بعد مقتل الأسود، قاد مع فيروز الديلمي جيوش المسلمين لمواجهة بقية المرتدين في اليمن.

شارك في معركة زمَع (جنوب صنعاء) ضد قبائل همدان وخولان المرتدة، وأسهم في إخماد الفتنة.


4. مواقف مع الخلفاء

مع أبي بكر: أرسل له رسالة سرية من اليمن يشرح فيها خطر الأسود العنسي، فأمر أبو بكر بتوجيه الجيوش لدعمه.

مع عمر بن الخطاب:

ولّاه عمر على مخلاف جُعفي (منطقة في اليمن).

اشتهر بحكمته في القضاء، حتى قيل: "قضى أبو مسلم فيهم بقضاء لو كان عمر لقضى به".

رفض المناصب الكبرى، وفضّل العبادة والزهد.


5. الزهد والورع

كان من أهل الصوامع في اليمن (الذين يعتكفون للعبادة).

روى عنه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء": أنه كان يلبس الخشن ويأكل الشعير، ويقول: "كفى بالله وكيلاً".

عندما سُئل عن سرّ قوته في مواجهة الأسود، أجاب: "الإيمان يذلل الصعاب".


6. رفض الفتنة في عهد عثمان

في أواخر حياته، شهد بداية الفتنة أيام عثمان بن عفان، فنصح الناس بالتمسك بالجماعة ونبذ الفرقة.

توفي قبل تفاقم الأحداث (حوالي 20-25 هـ)، فحفظه الله من الخوض في الفتن.

قال الذهبي عنه: "كان من جبال العلم وعُبّاد اليمن" (سير أعلام النبلاء).


الدروس المستفادة من مواقفه:

الثبات على الحق مهما عظم البلاء.

الحكمة في المواجهة (كالتخطيط السري لقتل الأسود).

التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.

.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة