الحجاج بن يوسف الثقفي: بطل عربي، وعلم من أعلام الدول الإسلامية.

الحجاج بن يوسف الثقفي: بطل عربي، وعلم من أعلام الدول الإسلامية.

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الحجاج بن يوسف الثقفي: بطل عربي، وعلم من أعلام الدول الإسلامية.

الحجاج بن يوسف الثقفي: بطل عربي، وعلم من أعلام الدول الإسلامية.<br />

الحجاج بن يوسف الثقفي بطل عربي، وعلم من أعلام الدول الإسلامية، أنقذ دولة كادت تعصف بها العواصف، وقضى على فتن – لولاه – لافترست الأمة حروب أهلية لا يعرف مداها ولا عقباها، فكأنما اختارته العناية الإلهية وندبته لوقته ولزمنه لكي يجمع الشتات ويعالج الفرقة التي تفشت في جسم المجتمع، ثم يدفع بالجيوش الإسلامية بعد ذلك في أنحاء الأرض، ليحقق وعد الله، على أيدي قواده من أمثال محمد ابن القاسم ابن عمه، الذي فتح السند، ونشر التوحيد.

ولد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة إحدى وأربعين من الهجرة، أول عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعرف في حداثته وهو بمدينة الطائف الحجازية بأنه كان يثقف الشباب، ويعلمهم القرآن الكريم وتعليم القرآن الكريم يومذاك، هو آية على نباهة الشأن، وعلى توافر الرأي والعقل، والامتياز على الأقران، وكيف !َ! وكل ثقافة للمجتمع الإسلامي كانت تنتهي إلى القرآن، وإلى تعرف أسراره، وتقويم الألسنة بأساليبه...

ثم يظهر (الحجاج بن يوسف الثقفي) بعد ذلك جندياً في شرطة (روح بن زنباع الجذامي) وروح يومذاك، هو رئيس الشرطة لعبدالملك ابن مروان – يظهر الحجاج بن يوسف الثقفي – ظهور الجندي الممتاز، الذي يملأ العين والفؤاد، ويتوسم فيه رئيسه (روح بن زنباع) ما لا يتوسمه في أمثاله من الجنود، يتوسم فيه النظام والطاعة، والفناء في أداء الواجب، وفوق هذا يلحظ لديه شجاعة وبسالة وإقداماً وثقة بالنفس.

وتشاء الأقدار أن يتعرف الخليفة عبدالملك بن مروان بهذا الجندي، لكي يعهد إليه بالخطير الجليل من شؤون الدولة، التي كانت تمزقها الثورات.

وقصة تعرف الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي، وهو لم يزل جندياً، قصة طريفة، تبين أنه إذا ما أراد الله أمراً هيأ له الأسباب والوسائل، وأبرز للعيان ما قدره من قبل تقديراً.

أخذ الخليفة عبدالملك بن مروان يسد الثغرات التي تفتحت في ملك بني أمية، وأقربها إليه (قنسرين) التي خرج عاملها عن سلطان الدولة ثم تحصن في شمال العراق تأثراً محارباً، وخرج عسكر عبدالملك لهذا الأمر الخطير، غير أن هؤلاء الجند كانوا متخاذلين جامحين، فكانوا يتثاقلون إذا نزلوا مرحلة من المراحل، وضجر عبدالملك وشكا الأمر إلى روح رئيس شرطته فما كان أسرعه إلى ذكر (الحجاج) أمام الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وولى الحجاج بن يوسف الثقفي رئاسة العسكر، فلما اضطلع الحجاج بن يوسف الثقفي بهذا الأمر، أسبغ عليه من صفاته وشدته، وحزمه ومضائه، ما رد على الجنود الطاعة لرؤسائهم، والخضوع لنظامهم.

فأعجب الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، من تلك اللحظة، بهذا الرجل الفذ، الذي يتفتق ذهنه عن كل رأي حازم حكيم، وأمضى رأيه كاملاً غير منقوص.

لقد كان الحجاج بن يوسف الثقفي يرى أن السمع والطاعة، أوجب الواجبات، فمن خرج عن الطاعة، ومن استخف بقوانين الدولة، فقد أباح دمه، لا هوادة ولا إغضاء ولا غفران !! ولقد كان الحجاج بن يوسف الثقفي يستشهد لخطته هذه بقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا وأطيعوا) فليس لأحد لديه عذر إذا هو خالف عن أمره. وكان يقول: لو قلت لرجل أدخل من هذا الباب، فلم يدخل، لحل لي دمه.

وكان يخطب الناس فيقول: (من أعياه داؤه، فعندي دواؤه، فعندي دواؤه، أن للشيطان طيفاً، وللسلطان سيفاً، فمن سقمت سريرته، صحت عقوبته، إنما أفسدكم ضعف ولاتكم، أن الحزم والعزم سلباني سوطي وأبدلاني به سيفي، وأنه لمن عصاني).

هكذان كان يرى الحجاج بن يوسف الثقفي، الطاعة الطاعة! والنظام النظام! وسلامة الدولة قبل كل شيء !!

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

353

متابعهم

608

متابعهم

6669

مقالات مشابة
-