طالوت وجالوت وداوود

طالوت وجالوت وداوود

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

قصة طالوت وجالوت: دروس في الإيمان والصبر والثقة بالله

-تُعد قصة طالوت وجالوت من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، فهي ليست مجرد حكاية عن معركة حدثت في زمن مضى، بل هي درس خالد في الثقة بالله، وطريق واضح يُظهر كيف ينتصر الإيمان على القوة، واليقين على العدد والعدة.

البدايه

- طلب بنو إسرائيل من نبيّهم أن يبعث الله لهم ملكًا يقودهم في سبيله بعد أن ذاقوا الذل والهوان على يد أعدائهم. فقال لهم نبيّهم: هل عسيتم إن كُتب "عليكم القتال ألا تقاتلوا؟"، فأجابوا بكل حماس أنهم سيقاتلون. لكن عندما جاء وقت الجد، تراجع الكثير منهم، وهنا يظهر ضعف الإنسان حين لا يكون إيمانه راسخًا.

-اختار الله طالوت ملكًا عليهم، وكان رجلًا قويًّا في جسده وعقله، مؤمنًا بالله صادق النية. لكن القوم اعترضوا، وقالوا: "أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه؟"، فبيّن لهم نبيّهم أن الله اصطفاه وزاده بسطة في العلم والجسم. إنها أولى الدروس في هذه القصة: أن القيادة لا تكون بالمال ولا بالنسب، بل بالإيمان والكفاءة.

طلب بنو إسرائيل دليل علي ملك طالوت

-لم يصدق بنو إسرائيل علي توليه طالوت الملك وان الله هو الذي اختاره ليكون ملك عليهم فطلب كبار القوم من نبيهم ان يجعل الله يرسل لهم ايه علي ملك طالوت عليهم حتي يصدقوا

فامرهم النبي الكريم بان يذهبوا الي الميدان في صباح الغد وعندما يذهبوا سوف يصل لهم تابوت العهد كايه ودليل لحكم طالوت عليهم وحتي يصدقوا امر الله 

“وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين.”

تابوت العهد (أو التابوت المقدّس) هو أحد الرموز العظيمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والتوراة، وله مكانة كبيرة في تاريخ بني إسرائيل

🔹 معناه ووصفه:
كان التابوت صندوقًا مقدسًا مصنوعًا من الخشب، مزيّنًا بالذهب، يُقال إنه كان يحمله الملائكة، ويحتوي على أشياء عظيمة من عهد الله مع بني إسرائيل.

🔹 ما الذي كان بداخله؟
ورد في بعض التفاسير أن التابوت كان يحتوي على:

ألواح موسى عليه السلام التي نزلت عليه بالتوراة.

عصا موسى التي شقّ بها البحر وأتى بها بالمعجزات.

بقايا من ملابس موسى وهارون.

شيء من المنّ (الطعام الذي أنزله الله عليهم في التيه).

🔹 أهميته عند بني إسرائيل:
كان التابوت رمزًا لحضور الله ونصرته لهم، فكانوا إذا خرجوا به إلى الحرب، شعروا بالسكينة والنصر، وإذا فقدوه، شعروا بالهزيمة والضعف. ولهذا لما سُلب منهم، أصابهم الحزن والخوف، حتى أعاده الله إليهم علامةً على تأييد طالوت في قصته المشهورة مع جالوت.

قبل أن يُبعث طالوت ملكًا، كان بنو إسرائيل يعيشون في ضعفٍ وخوفٍ بعد أن سُلب منهم تابوت العهد الذي كان رمز قوتهم وطمأنينتهم. شعروا أن البركة قد زالت عنهم، وأن الله غاضبٌ عليهم، لأن التابوت كان علامة حضور السكينة الإلهية بينهم.

لكن الله تعالى أراد أن يُطمئن قلوبهم، فأعاد إليهم التابوت بطريقةٍ عجيبةٍ ومعجزةٍ ظاهرةٍ. فقد رُوي في كتب التفسير أن الملائكة حملت التابوت وجاءت به من أرض الأعداء حتى وضعته أمامهم، ليعلموا أن الله قد اختار طالوت ملكًا عليهم، وأن عهده معهم لم ينقطع.

كان في التابوت سكينةٌ من ربهم، أي طمأنينةٌ تملأ القلوب، وبقيةٌ مما ترك آل موسى وآل هارون، كالعصا والألواح وبعض آثارهم. فعندما رأى القوم ذلك، أدركوا أن النصر لا يكون بالعدد ولا بالسلاح، بل بتأييد الله لمن يشاء من عباده المؤمنين.

وهكذا، كانت عودة تابوت العهد بداية جديدة لبني إسرائيل، وعلامة على أن الله ما زال معهم إذا أطاعوه، وأن من يتوكل على الله حق التوكل، يرد الله إليه ما ضاع منه، مهما طال الغياب.

مرحله تكوين الجيش 

-اراد طالوت تكوين جيش من الفلاحين والرعاه وغيرهم من المتطوعين من البلاد ولم يوافق بعد ان شاور كبار البلده وقالو له ان يشتروا جيش جهازا بدلا من الفلاحين وقال لهم ان الفلاحين والرعاه واصحاب الارض هم احق منهم ان يحاربوا بكل ما يملكوا من اجل ان يعيدو اراضيهم التي سلبت 

الذهاب لامر الله (الحرب)"

انطلق طالوت بجيشه، فاختبرهم الله عند النهر، وقال: "إن الله مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده." فشرب أكثرهم إلا قليلًا، وهؤلاء القليل هم من صبروا وثبتوا، لأنهم فهموا أن النصر لا يأتي إلا بالصبر والطاعة.

فكان  الجيش يتكون فل بدايه عند ذهابهم من 80 الف جنديا وبعد ان اختار طالوت الاشخاص الذين اطاعوه فقط كانو لم يكملو 10 الاف جنديا وامر البقيه بل عوده

 وعندما وصل طالوت ومن معه إلى مواجهة جالوت، وهو رجل عظيم الجثة شديد البأس، يخشاه الناس. عندها خاف كثيرون وقالوا: "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده."، لكن قلة مؤمنة قالت بثبات: "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين."، فكان فيهم داود عليه السلام، شاب صغير لم يكن أحد يتوقع أن يكون سبب النصر.

طلب جالوت من طالوت ان يبعث له رجلا واحدا من جنوده حتي يحاربه ف اذا انتصر فسوف يعودوا الي الارض واذا انتصر جاولت فسوف يحكمهم وله الاراضي كلها

فتقدم نبي الله داوود الي الحرب وقال  وبإذن الله انا الذي سوف اقتلك ، رمى داود جالوت بمقلاعه الصغير، فأصاب الحجر رأس جالوت فصرعه، وكان ذلك النصر العظيم الذي غيّر مجرى التاريخ. وهنا تتجلى سنّة الله في خلقه: أن القوة ليست في السلاح، بل في الإيمان، وأن النصر لا يُقاس بعدد الجنود بل بصدق القلوب.

 

الفوائد

قصة طالوت وجالوت تزرع فينا معنى الثقة بالله، والصبر أمام الابتلاءات، واليقين بأن الحق ينتصر مهما قلّ أنصاره. فكل من يسير في طريق الإيمان اليوم، عليه أن يتذكر هذه القصة العظيمة، فهي تذكير دائم بأن النصر من عند الله، لا من البشر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Moaz Abdelstar تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.