تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

0 المراجعات

الزواج من سنن المرسلين كما أخبر بذلك المولى عزوجل في كتابه فقال:" ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية".

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: ]لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه لله وجاء" رواه البخاري.

وسيد الخلق تزوج وزوج بناته، ولما بلغه خبر الثلاثة الذين جاؤوا يسألون عن عبادته فقال أحدهم: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، غضب وأنكر ذلك وقال:" أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" متفق عليه من حديث .

وقال صلى الله عليه وسلم: "أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح" متفق عليه من حديث.

وجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن من تزوج بأكثر من أربعة نسوة ثم أسلم، فيمسك أربعًا ويفارق ما سواهن، كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما :" أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشرة نسوة في الجاهلية فأسلمن معه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخير أربعاً منهن" رواه  الترمذي وابن ماجه.

وعن الحارث بن قيس الأسدي أو قيس بن الحارث، قال أسلمت . وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قفال النبي صلى الله عليه وسلم :" اختر منهن أربعاً" رواه أبو داود وحسنه الألباني.

من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الزواج بأكثر من أربعة:

ذكر العلماء لذلك أحكاماً عديدة منها:

  1. لنشر صفاته وأخلاقه الداخلية البعيدة عن المجتمع الخارجي.
  2. لنشر الأحكام الشرعية المتعلقة بالزوجية.

حيث نشر زوجات النبي صلى الله علي وسلم أكثر من 3000 حديثاً.

  1. إثبات حسن خلقه بزواجه من اثنتين من بنات أعدائه وهن صفية بنت حيي بن أخطب، ورملة بنت أبي سفيان. 
  2. تشريف لبعض القبائل وتأليف قلوب بعض الأعداء.
  3. تحقيق التكافل في المجتمع بزواج بنات أصحابه، كأبي بكر وعمر ، والزواج من الأرملة كسودة وأم سلمة لإعفافها والإنفاق عليها. 

من صور حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته:

  1. عدم التكلف في بيته . وهنا تظهر الأخلاق 

عن عائشة رضي الله عنها قالت عنه صلى الله عليه وسلم :" يخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجل في بيته" رواه البخاري في الأدب المفرد وفي لفظ " يخصف نعله ويخيط ثوبه"  رواه أحمد.

وفي لفظ " كان بشراً من البشر يغلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه" رواه أحمد.

  1. إثبات الخيرية له صلى الله عليه وسلم من بين الأزواج.

عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي.

  1. النداء للزوجة بالتصغير أو الترخيم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم :" يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام ، قلت وعليه السلام ورحمة الله ، قالت وهو يرى ما لا ترى" رواه البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي :" يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت: نعم ..." رواه النسائي وغيره وصححه الألباني.

  1. التزين والتجمل والتطيب للزوجة: 

لقوله تعالى:" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".

سئلت عائشة رض الله عنها :" بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت بالسواك " رواه مسلم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: ] إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة [.

5-حسن العشرة . والحث عليه.

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه:" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال : ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً" رواه البخاري.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى  الله عليه وسلم :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً" رواه البخاري.

عن عائشة رضي  الله عنها قالت:" كنت أشرب من القدح وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب منه وأتعرق من العرق وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ" رواه مسلم.

6-المداعبة والملاطفة:

كان عليه الصلاة والسلام يسابق عائشة رضي الله عنها في البرية في بعض أسفاره يتودد إليها بذلك. فقالت سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم ] أي سمنت[ سابقني فسبقني فقال :" هذه بتلك يشير إلى المرة الأولى" . صححه الألباني في غاية المرام.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص :" إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس أيديهم، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك وعي الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون". رواه البخاري.

7-المودة والرحمة:

قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".

عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال : " ما يبكيك" قالت: قالت لي حفصة إني بنت يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" وإنك لابنه نبي وإن عمك نبي وإنك لتحت نبي عظيم تفخر عليك" ثم قال:" اتقى الله يا حفصة" رواه الترمذي وصححه الألباني.

عن عائشة رضي الله عنها قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إني لأعرف عطيتك ورضاك قالت: وكيف تعرف ذاك يا رسول الله ظ قال: إنك إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمد، وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم قالت: أجلن لست أهاجر إلى اسمك" رواه البخاري.

عن أنس رضي الله عنه قال:" ... ثم خرجنا إلى المدينة قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوى لها وراءه بعباءة، (أي صفية)، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" رواه البخاري.

8-العدل النبوي:

من عدله صلى الله عليه وسلم أن لكل زوجة حجرة تخصها.

عن أنس رضي الله عنه قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة ، قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه ؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين" رواه البخاري.

عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج  سفراً أقرع بين نسائه،  فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي صلى الله عليه وسلم  ، فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزل الحجاب" . رواه البخاري. 

ولما كانت حجة الوداع خرج بهن كلهن.

وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها جاءت بطعام في صحفة لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة ملتفة بكساء، ومعها فِهرٌ، ففقلت به الصحفة ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة، وقال كلوا غارت أمكم مرتين " ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة رضي الله عنها، وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة . رواه البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم بين نسائه فيعدل ويقول:"  اللهم هنا قسمي فيما أملك " فلا تكلمني فيما تملك ولا أملك" رواه أبو داود والترمذي وضعفه الألباني.

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم الحيف وعدم العدل بين النساء بتحذيره بقوله :" من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" رواه النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني.

9-التذكير بالله تعالى:

لقول عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" رواه مسلم.

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:" استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعاً يقول سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات، رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" رواه البخاريز

10-التأدب والحزم:

عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه شهراً أو تسعا وعشرين يوماً لما سألته النفقة ثم نزلت عليه قوله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن ... منكن أجراً عظيماً" قال: نبدأ بعائشة فقال: يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك. قالت: وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية . قالت: أفيك يا رسول الله استثير أبوي ؟ بل اختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. رواه مسلم.

11-الوفاء:

وفاؤه صلى الله عليه وسلم مع خديجة رضي الله عنها، لم يتزوج عليها حتى ماتت. ويثنى عليها في أوقات متفاوتة.

كانت عائشة رضي الله عنها ما عزت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وثناؤه عليها. رواه البخاري.

وكان عليه الصلاة والسلام إذا ذبح الشاة قال:" أرسلوا إلى أصدقاء خديجة" ، قالت عائشة : فأغطبته يوماً فقلت خديجة: فقال :" إني قد رزقت بها" متفق عليه.

12-حث الرجال على حسن العشرة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً" رواه البخاري.

13-الاستشارة من الزوجة:

كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أم سلمة في صلح الحديبية:

لم تم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش أمر أصحابه بقوله:" قوموا فانحروا، وأحلقوا، قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلم يكلم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ذلك، فقالت أم سلمة: يا نبي الله : اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم بكلمة حتى تنحر بدنك وتدعو صلاتك تخلق فقام فخرج فلم يكلم منهم أحداً حتى فعل ذلك فلما رأوا قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كان بعضهم يقتل بعضاً غماً" . رواه ابن جرير الطبري.

14-إظهار محبته لها:

روت عائشة رضي الله عنها في حديث أم زرع الطويل لما اجتمعن النسوة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :" كنت لك كأني زرع لأم زرع" أي في الوفاء والمحبة ، فقالت عائشة رضي الله عنها:" بأبي وأمي لأنت خير من أبي زرع لأم زرع" رواه البخاري.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

258

متابعهم

590

متابعهم

6657

مقالات مشابة