
قصه سيدنا يوسف في القرأن
🌙 قصة يوسف عليه السلام: من الحُلم إلى التمكين
في أرضٍ بعيدةٍ تُسمّى كنعان، كان يعيش نبي كريم يُدعى يعقوب عليه السلام، وكان له اثنا عشر ابناً، وأحبَّهم إلى قلبه كان يوسف الصغير، الطفل الجميل، الطاهر، النقي، الذي كان يحمل نور النبوة في وجهه.
وذات ليلة.. استيقظ يوسف من نومه، وعيناه تلمعان بالعجب! فركض إلى أبيه وقال:
"يا أبتِ، رأيتُ في المنام أحد عشر كوكباً، والشمس، والقمر.. رأيتهم لي ساجدين"
تفاجأ يعقوب، لكنه علم أن هذه رؤيا عظيمة.. فاقترب منه وهمس بحنان:
"يا بني، لا تقصص رؤياك على إخوتك، فيكيدوا لك كيداً.. إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين."
لكن الغيرة بدأت تشتعل في قلوب إخوة يوسف، فقد شعروا أن أباهم يُحب يوسف أكثر منهم، فقالوا لبعضهم: "لنُبعد يوسف، كي يعود حب أبينا لنا وحدنا!" وهكذا خططوا لرميه في بئرٍ مظلم.
أخذوه معهم في نزهة، وهناك... دفعوه داخل البئر. كان يوسف وحيداً، خائفاً، في أعماق الظلمة، لكنه لم يكن وحده تماماً... فقد كان الله سبحانه ةتعالى معه.
ومرت قافلة، أرسلوا من يستقي، فأخرجوا دلوهم من البئر، وإذا به صبي جميل يعلو الدلو! فرحوا به، وأخذوه إلى مصر وباعوه بثمنٍ قليل كعبد، لمنزل رجلٍ مهم في البلاد يُسمّى عزيز مصر.
🏛️ في قصر العزيز
كبر يوسف في قصر العزيز، وكان جماله يُدهش كل من رآه. لكن زوجة العزيز راودته عن نفسه، لكنه أبى، واختار طريق العفة، وقال:
"معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي "
وعندما حاولت أن تُخفي جريمتها، اتهمته زوراً، فكان جزاؤه السجن، لكنه دخل السجن نظيف القلب، طاهر النفس، واثق بالله تعالى.
🕋 يوسف في السجن
وفي السجن، التقى برجلين، كلٌّ منهما رأى رؤيا، فطلبا منه أن يفسرها. وهنا ظهر علم يوسف، ففسر رؤاهما بدقة، وتحققت.
وبعد سنوات، رأى ملك مصر رؤيا غريبة عن سبع بقرات سمان تأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. فلم يجد أحداً يفسرها... حتى تذكر الرجل الذي كان في السجن مع يوسف.
فجاءوا بيوسف، ففسرها بحكمة:
"ستأتي سبع سنوات من الخير، ثم سبع سنوات من الجوع، فادخروا الطعام في سنوات الخصب."
انبهر الملك، وقرر أن يُخرجه ويجعله عزيز مصر.
👑 يوسف يصبح عزيز مصر
أصبح يوسف قائماً على خزائن الأرض، يحكم بحكمة وعدل. وفي زمن الجوع، جاء الناس من بلاد بعيدة يطلبون الطعام... وكان من بينهم إخوته!
لكنهم لم يعرفوه، أما هو... فعرفهم.
لم يُعاقبهم، بل اختبرهم، ثم خطط ليجعلهم يُحضِرون أخاه بنيامين، ثم في النهاية، كشف لهم الحقيقة:
"أنا يوسف، وهذا أخي... قد مَنَّ الله علينا."
خجل الإخوة، وبكوا، وطلبوا الصفح، فقال:
"لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم."
وأرسل قميصه إلى أبيه، وقال:
"ألقوه على وجهه، يأتِ بصيراً."
وفعلوا... فعاد يعقوب عليه السلام يُبصر، وخرج إلى مصر، حيث اجتمع شمل العائلة كلها.
🌅 النهاية... والنور لا يغيب
رفع يوسف أبويه على العرش، وخرّ الجميع له سُجّداً احترامًا، فتذكر رؤياه القديمة، وقال:
"يا أبتِ، هذا تأويل رؤياي من قبل، قد جعلها ربي حقاً."
وبعد أن عاش يوسف عمره في خدمة الحق والناس، توفاه الله، ودفن في مصر، لكنه أوصى أن يُنقل إلى أرض آبائه... وقد نُفذت وصيته بعد مئات السنين.
الدروس المستفاده من القصة:
لا تحزن إن ظُلمت، فالله معك.
من البئر... قد تخرج إلى العرش.
الخوف من الله و الاستعانه به.
العفو والتسامح من صفات الأنبياء.
الله يُمهل لكنه لا يُهمل.
الحمدلله الذي انعم علينا بالفرأن.