
فضل "سبحان الله وبحمده"
فضل "سبحان الله وبحمده"
الذكر من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وهو زاد القلوب ونور الأرواح، ودواء للهموم والأحزان. ومن أعظم الأذكار التي وردت في السنة النبوية ذكر قصير اللفظ، عظيم الأثر، وهو: "سبحان الله وبحمده".
معنى "سبحان الله وبحمده"
سبحان الله: أي تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وإثبات الكمال المطلق له سبحانه.
وبحمده: أي الثناء والشكر لله على ما أنعم وأكرم، فهو المستحق للحمد على السراء والضراء.
يجمع هذا الذكر بين التنزيه والتعظيم لله عز وجل، وبين الحمد والشكر له، وهو من أعظم ما يردده المسلم يوميًا.
فضل الذكر في الأحاديث النبوية
ذكر النبي ﷺ عدة فضائل لهذا الذكر العظيم، ومنها:
1. تكفير الذنوب

قال رسول الله ﷺ:
"من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في يوم حُطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"
[رواه البخاري ومسلم].
أي أن تكرار الذكر 100 مرة يوميًا سبب لمغفرة الذنوب، مهما عظمت وكثرت.
2. غرس الجنة
قال ﷺ:
"من قال سبحان الله وبحمده غُرست له نخلة في الجنة"
[رواه الترمذي].
كل تسبيحة بحمد الله هي غرس جديد لنخلة في الجنة، وكأن المسلم يزرع بستانًا خالدًا بذكره.
3. تجلب الرزق
"فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق الخلق"
رواه احمد والبخاري
4 . معجزات التسبيح
من معجزات التسبيح قال ابن مسعود رضي الله عنه: “لقد كنا نأكل الطعام مع النبي، ﷺ ونحن نسمع تسبيح الطعام”
وهذا إن دل على شئ إنما يدل على مكانة وقدر وعظمة التسبيح عند الله
5 . فوائد التسبيح
التسبيح سبب لزوال الكرب، قال عز وجل: وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ * فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ
1 - ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول " سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه " . قالت جويرية بنت الحارس فقلت : يا رسول الله ! أراك تكثر من قول " سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ؟ " فقال " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي . فإذا رأيتها أكثرت من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه . فقد رأيتها . إذا جاء نصر الله والفتح . فتح مكة . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " ). صحيح[1].2
2- ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ : أيُّ الكلامِ أفضلُ ؟ قال " ما اصطفى اللهُ لملائكته أو لعبادِه: سبحان اللهِ وبحمدِه ). صحيح[4].
3 - ( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج من عندِها[5] بُكرةً حين صلى الصبحَ ، وهي في مسجدِها . ثم رجع بعد أن أَضحَى ، وهي جالسةٌ . فقال " ما زلتُ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها ؟ " قالت: نعم . قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ، ثلاثَ مراتٍ. لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ : سبحان اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه " .). صحيح[6].4
4 - ( من قال، حين يصبحُ وحين يمسي: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، مائةَ مرةٍ، لم يأتِ أحدٌ، يومَ القيامةِ ، بأفضلِ مما جاء به. إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال أو زاد عليه ). صحيح[8].
5 - قال سيدنا انس ابن مالك : ( كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجه فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد ... ). حسن[9].
6 - (من قال : "سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" . فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له ). صحيح[
أثر الذكر على النفس والقلب
يزرع الطمأنينة في القلب يقول تعالي : "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: 28].
يبعد الهموم والقلق، ويمنح راحة وسكينة داخلية.
يربّي النفس على الرضا والشكر، ويزيد من قوة الإيمان.
كيف نواظب على "سبحان الله وبحمده"؟
نجعله وردًا يوميًا صباحًا ومساءً.
نردده بعد كل صلاة.
استغلال أوقات الفراغ أو الانتظار لتكراره.
نعلمه للأبناء ليشبّوا على حب الذكر.
الخلاصة
ذكر "سبحان الله وبحمده" هو مفتاح عظيم لمغفرة الذنوب، وزيادة الحسنات، وغرس النعيم في الجنة. وهو ذكر يسير على اللسان، لكنه ثقيل في الميزان.
فلنحرص على أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية، نردده بقلوب خاشعة وألسنة ذاكرة، لننال فضل الله ورحمته، ونكون من الذين قال فيهم سبحانه:
"والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا"