عمل بسيط يفتح لك أبواب الجنة: السر الذي غفل عنه الكثيرون

عمل بسيط يفتح لك أبواب الجنة: السر الذي غفل عنه الكثيرون

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

كم منّا يبحث عن الأعمال التي تُرضي الله وتقرّبه من الجنة؟ كثيرون يظنون أن الأمر يحتاج إلى اجتهادٍ كبير، وصيامٍ متواصل، وقيامٍ طويل، ونفقاتٍ ضخمة. لكنّ رحمة الله أوسع من ذلك بكثير. فقد جعل سبحانه أعمالًا بسيطة في ظاهرها، عظيمة في قدرها، تُفتح بها أبواب الجنة لمن داوم عليها بإخلاص.

ومن أعظم تلك الأعمال: ذكر الله عز وجل.
الذكر ليس فقط كلمات تُقال باللسان، بل هو حياة للقلب، وغذاء للروح، وسبب مباشر لرضا الرحمن.

قال الله تعالى:

"فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" (البقرة: 152).

هذه الآية وحدها كفيلة أن تجعل المؤمن يُدرك أن الذكر بابٌ مباشر للتواصل مع الله.
فما أعظم أن يذكرك ربك في الملأ الأعلى، لأنك ذكرته في لحظة خلوة على الأرض!

رجل يرفع يديه إلى السماء يذكر الله بخشوع في ضوء الغروب – تعبير عن الذكر وطمأنينة القلب.

الذكر الذي يفتح لك أبواب الجنة

النبي ﷺ بيّن لنا أن الذكر من أحب الأعمال إلى الله، فقال:

"ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ذكر الله تعالى." (رواه الترمذي).

تأمل… عملٌ لا يتطلّب جهدًا جسديًا ولا مالًا، ومع ذلك يفوق الجهاد في سبيل الله في الثواب!
بل ورد أن من قال: "سبحان الله وبحمده" مائة مرة، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر (متفق عليه).

أي رحمةٍ أعظم من هذه؟ كلمة لا تستغرق ثواني، لكنها تمحو سنوات من الذنوب.

الذكر طمأنينةٌ للقلوب

حين تضيق الدنيا وتكثر الهموم، لا علاج أصدق من الذكر.
قال الله تعالى:

"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28).

القلب الذي يبتعد عن الذكر يذبل مثل الزهرة العطشى، بينما الذاكر يجد لذة لا توصف، وسكينة لا تُشترى بالمال.

وقد قال ابن القيم رحمه الله:

"الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟"

فمن أراد حياةً طيبة، فليجعل لسانه رطبًا بذكر الله في كل حال.

أعمال بسيطة تُفتح بها أبواب الجنة

قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كما في الحديث الصحيح، تعادل عتق أربع رقاب من ولد إسماعيل.

التسبيح بعد الصلاة: سبحان الله 33، الحمد لله 33، الله أكبر 34. هذا الذكر البسيط يرفعك درجات في الجنة.

الاستغفار الدائم: قال ﷺ:

"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب." (رواه أبو داود).

قول "سبحان الله وبحمده" مائة مرة يوميًا: سبب في مغفرة الذنوب، ورفعة الدرجات.

الصلاة على النبي ﷺ: قال النبي:

"من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا." (رواه مسلم).

كل هذه الأذكار يسيرة على اللسان، لكنها عظيمة الأثر عند الله.

كيف تجعل الذكر أسلوب حياة؟

الذكر لا يحتاج مكانًا أو وقتًا محددًا، بل يمكن أن يكون رفيقك طوال اليوم:

أثناء القيادة، أو في انتظار شيء، أو قبل النوم.

بعد كل صلاة، وفي لحظات الهدوء بين العمل والراحة.

عند النهوض من النوم، وقبل الدخول في أي مهمة.

اجعل لنفسك وردًا ثابتًا، ولو خمس دقائق صباحًا وخمسًا مساءً. ومع الوقت، ستشعر بتغيّر حقيقي في صفاء قلبك وتوفيقك في حياتك.

قال ﷺ:

"من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غُرست له نخلة في الجنة." (رواه الترمذي).

تخيل أن كل تسبيحة تزرع لك نخلة في الجنة! كم ستصبح جنّتك عامرة إن واظبت على الذكر اليومي؟

الذكر سرّ الثبات في الدنيا والآخرة

في زمن الفتن، الذكر هو حصنك الحصين.
قال الله تعالى:

"يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" (إبراهيم: 27).

القول الثابت هو كلمة التوحيد، وهي أساس الذكر كله.
فمن عاش على "لا إله إلا الله" ومات عليها، فاز برضا الله وجنّته.

الخلاصة:

الطريق إلى الجنة ليس بعيدًا كما يظن البعض، بل يبدأ من قلبٍ حاضرٍ ولسانٍ ذاكر.
اذكر الله في كل حين، في الرخاء قبل الشدة، في السر قبل العلن، فسيذكرك الله في ملائكته ويملأ حياتك نورًا وبركة.

ابدأ الآن… قل:

"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
وابتسم، لأنك بدأت طريقك إلى الجنة. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed elnagar تقييم 4.99 من 5.
المقالات

225

متابعهم

72

متابعهم

8

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.