حياة الاسرة المسلمة على نهج القران والسنة

حياة الاسرة المسلمة على نهج القران والسنة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

تتخيل أن سعادتك في بيتك ممكن تبدأ بآية واحدة من القرآن؟
الأسرة المسلمة هي اللبنة الأولى لبناء أمة قوية مستقيمة، وكل بيت سار على نهج القرآن والسنة صار جنة على الأرض قبل أن تكون جنة في الآخرة.

حياة الأسرة المسلمة على نهج القرآن والسنة

الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي، ومصدر قوته واستقراره، وقد أولى الإسلام عنايةً عظيمةً بها، فجعل بناءها قائمًا على المودة والرحمة كما قال الله تعالى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].

أولاً: الزواج عبادة وسكن ورحمة

الزواج في الإسلام ليس عقداً دنيوياً فحسب، بل عبادة وسنة نبوية، قال ﷺ:

"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" (رواه البخاري).

فالأسرة التي تبدأ على نية صالحة، وإخلاص لله، تكون سببًا في نشر الخير والسكينة في المجتمع، إذ يجعلها الله لبنة من لبنات الأمة الصالحة.

ثانياً: مسؤولية القوامة والتوازن في الحقوق

القوامة ليست تسلطاً، بل مسؤولية قائمة على الرعاية والرحمة، كما قال تعالى:

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء: 34].
قال ابن كثير: القوامة معناها القيام بمصالح المرأة وتدبير شؤونها بما يحقق المودة والعدل.

وفي المقابل، أمر الله المرأة بطاعة زوجها في المعروف، وحسن التبعل له، فقال ﷺ:

"إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" (رواه أحمد).

ثالثاً: التربية الصالحة للأبناء

تربية الأبناء مسؤولية عظيمة أمام الله، قال ﷺ:

"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" (رواه البخاري).

فينبغي أن يربي الوالدان أبناءهما على حب الله ورسوله، وغرس القيم الإسلامية في قلوبهم، كما قال الإمام الغزالي: الطفل صفحة بيضاء، وأبواه هما من يخطّان عليها أول الحروف.

والتربية ليست فقط بالتوجيه، بل بالقدوة، فمشاهدة الطفل لأبيه يصلي ويقرأ القرآن أعظم من ألف كلمة.

image about حياة الاسرة المسلمة على نهج القران والسنة
أسرة مسلمة سعيدة في بيتها تقرأ القرآن مع الأطفال في جو من المودة والسكينة

رابعاً: روح العبادة داخل البيت

البيت المسلم لا يضيء بالمصابيح فقط، بل بنور الإيمان والذكر. قال ﷺ:

"اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا" (رواه مسلم).
فاجتماع الأسرة على تلاوة القرآن أو الدعاء يجعل البيت عامرًا بالسكينة.

ولذلك كانت بيوت الصحابة مليئة بالذكر، حتى قيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كان يُسمع لبيته دويّ كدويّ النحل من كثرة تلاوة القرآن.

خامساً: التواصل والاحترام المتبادل

الأسرة الناجحة تُبنى على الحوار لا الأوامر، وعلى الاحترام لا القسوة. قال ﷺ:

"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" (رواه الترمذي).
ومن صور الاحترام في البيت: الاستماع، والتغافل عن الزلات، والدعاء لبعضهم بالخير، لأن الشيطان يحب النزاع، والله يحب الصلح والمودة.

سادساً: الاقتصاد في المعيشة والرضا بالقليل

من القيم القرآنية العظيمة في الأسرة قوله تعالى:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67].
فالاعتدال في النفقة سبب لبركة الرزق، والرضا بما قسم الله يزرع الطمأنينة بين الزوجين.

سابعاً: صبر الزوجين مفتاح دوام العلاقة

قال تعالى:

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].
والمعروف لا يتحقق إلا بالصبر والحلم، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا خير في حياة لا صبر فيها.

فمن يصبر على زوجته، أو تصبر على زوجها، ابتغاء وجه الله، نالوا الأجر العظيم كما قال ﷺ:

"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ إلا كفّر الله به من خطاياه" (رواه البخاري).

ثامناً: الدعاء سرّ السعادة الأسرية

قال الله تعالى:

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].
فالدعاء المستمر هو الوقود الروحي الذي يحافظ على دفء العلاقة بين الزوجين ويهدي الأبناء إلى الصلاح.

الخاتمة:

الأسرة المسلمة التي تسير على نهج القرآن والسنة تنعم بالسعادة في الدنيا، وتُرجى لها الجنة في الآخرة، فلتكن بيوتنا بيوت قرآن وذكر، وسلوك نبوي كريم، لنحقق قول الله تعالى:

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الطور: 21].

(دعوة ختامية)

اجعل بيتك بيتًا قرآنيًا؛ ابدأ اليوم بآية واحدة، بدعاء واحد، بابتسامة صادقة لأهلك، فالسعادة في اتباع منهج الله لا في زخارف الدنيا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed elnagar تقييم 4.98 من 5.
المقالات

228

متابعهم

77

متابعهم

8

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.