
أذكار المساء : كيف تحصن نفسك وبيتك من الشيطان
أذكار المساء : كيف تحصن نفسك وبيتك من الشيطان
مقدمة
حين يميل النهار إلى الأفول وتختفي خيوط الشمس، تبدأ النفس البشرية في البحث عن السكينة والطمأنينة، وهنا يأتي دور أذكار المساء التي علّمنا إياها رسول الله ﷺ. فهي ليست كلمات عابرة، وإنما أبواب من النور، وحصون تحمي العبد من وساوس الشيطان، ودواء للهموم والأحزان. إنها وقود الروح الذي يربط المسلم بخالقه عند نهاية كل يوم.

فضل أذكار المساء
جعل الله عز وجل في الأذكار اليومية حياةً للقلوب وحمايةً من الشرور. قال النبي ﷺ: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» (رواه البخاري). فهي حصن للمؤمن من الشيطان، وطمأنينة للنفس، وسبب في رضا الله عز وجل. ومن داوم عليها شعر أن يومه قد خُتم بخير، ونال بركةً تحيط به في ليله ونهاره.
أذكار المساء من القرآن الكريم
آية الكرسي: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...﴾ [البقرة: 255].
– قال النبي ﷺ: «من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح» (رواه البخاري).
خواتيم سورة البقرة: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ...﴾ إلى آخر السورة [البقرة: 285–286].
– قال ﷺ: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (متفق عليه).
المعوذات الثلاث: سورة الإخلاص ثلاث مرات
سورة الفلق ثلاث مرات
سورة الناس ثلاث مرات.
– وكان النبي ﷺ يعوّذ نفسه بهن كل ليلة.
أذكار المساء من السنة النبوية
أذكار التوحيد والاستغفار
سيد الاستغفار:
«اللَّهُمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
لا إله إلا الله وحده لا شريك له:
«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
– تُقال عشر مرات صباحًا ومساءً، ويجوز الإكثار منها حتى مائة مرة.
رضيت بالله ربًا:
«رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا» (ثلاث مرات).
أشهدك يا رب:
«اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك» (أربع مرات).
أذكار الحفظ والوقاية
«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» (ثلاث مرات).
«أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» (ثلاث مرات).
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
أذكار عامة جامعة
«أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» (رواه مسلم).
«أمسينا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد ﷺ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين».
أثر أذكار المساء في حياة المسلم
الذي يحرص على هذه الأذكار يجد أثرها في قلبه وواقعه؛ فهي تجلب سكينة، وتطرد القلق، وتمنح قوة إيمانية تجعله مطمئنًا مهما أحاطت به صعاب. هي سياج يحميه من كيد الشيطان، ودعاء صادق يرفع درجته عند الرحمن. وما أجمل أن يختم المسلم يومه بذكر الله تعالى، لينام قرير العين، محاطًا برعاية مولاه.
خـــاتمة
أذكار المساء ليست ترفًا ولا عادة، بل عبادة عظيمة ومعراج للقلب إلى الله. وقد جمع النبي ﷺ فيها أعظم معاني التوحيد، والرجاء، والاستعاذة، والشكر. فلتكن هذه الأذكار وردًا ثابتًا لا يغيب عن حياتنا، نرددها بقلوب حاضرة، فننال حفظ الله ورضاه، وننام بطمأنينة وسكينة. قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152].