الأثر العجيب للذكر في علاج القلق والهموم

الأثر العجيب للذكر في علاج القلق والهموم

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الذكر العلاج الاول على الاطلاق في علاج القلق والهموم

مقدمة

القلق والهموم من أخطر أمراض العصر التي تهدد راحة الإنسان النفسية والجسدية. وقدّم الإسلام علاجًا ربانيًا فريدًا، ألا وهو ذكر الله تعالى. الذكر ليس مجرد كلمات، بل هو دواء وطمأنينة، كما قال الله عز وجل:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

image about الأثر العجيب للذكر في علاج القلق والهموم
"رجل مسلم يرفع يديه بالدعاء في أجواء روحانية هادئة، يعبر عن أثر ذكر الله في علاج القلق والهموم وبث الطمأنينة في القلوب."

1. الذكر دواء القلوب

الإنسان حين يبتعد عن ذكر الله تمتلئ نفسه بالفراغ والخوف، أما إذا لزم الذكر امتلأ قلبه حياةً وطمأنينة. قال تعالى:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [طه: 124].
فالذكر حياة للقلب، والبعد عنه شقاء وضيق صدر.

كما شبّه النبي ﷺ الذاكر بإنسان حي، والغافل كالميت، فقال:
«مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [رواه البخاري].

2. الذكر يبدد الهموم ويجلب الطمأنينة

الذكر يملأ القلب باليقين أن الأمر كله بيد الله، وأن الفرج قريب مهما اشتد الكرب. قال رسول الله ﷺ:
«ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» [رواه مسلم].
وفي كثرة الذكر تسلية للنفس وتخفيف للهم.

3. أنواع الأذكار التي تعالج القلق

الاستغفار: قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: 10]. فالاستغفار يشرح الصدر ويمحو الهموم.

تسبيح وتحميد وتهليل: قال ﷺ: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» [رواه البخاري ومسلم].

الدعاء: ومن أدعية النبي ﷺ الجامعة: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» [رواه البخاري].

الصلاة على النبي ﷺ: قال ﷺ: «من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا» [رواه مسلم]. وهي سبب في انشراح الصدر.

4. الذكر والطب النفسي الحديث

أثبتت الدراسات النفسية أن تكرار العبارات المريحة وإدخال النفس في لحظات تأمل يساعد على تقليل هرمون القلق (الكورتيزول). وهذا ما يفعله الذكر، لكن بميزة أعظم: أنه يربط الإنسان بخالقه، فيمنحه قوة روحية وسكينة لا تتحقق بغيره.

وقد قال ابن القيم رحمه الله: “في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره.”

5. الأثر الاجتماعي للذكر

الذاكر ليس فقط مطمئن القلب، بل هو مصدر راحة لمن حوله. فالهدوء النفسي ينعكس على أسرته ومجتمعه، ويجعله أكثر صبرًا ولطفًا وتسامحًا. قال تعالى:
﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10].

خاتمة

الذكر علاج شامل للقلق والهموم، وسبب للطمأنينة والسكينة. إنه غذاء للروح، وراحة للنفس، ودواء للقلوب المريضة. فمن أكثر من ذكر الله عاش مطمئنًا، ونجا من القلق والحزن. قال تعالى:
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

61

متابعهم

27

متابعهم

0

مقالات مشابة
-