خديجة بنت خويلد: سيدة أعمال وداعمة الدعوة الإسلامية

خديجة بنت خويلد: سيدة أعمال وداعمة الدعوة الإسلامية

Rating 0 out of 5.
0 reviews

خديجة بنت خويلد

في بدايات الدعوة الإسلامية، برزت شخصية نسائية عظيمة لعبت دورًا محوريًا في تثبيت أركان الرسالة ودعم الرسول ﷺ معنويًا وماديًا. إنها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، سيدة قريش، التي جمعت بين الحكمة والقوة والإيمان العميق.

نسبها ونشأتها

ولدت خديجة في مكة المكرمة عام 68 قبل الهجرة تقريبًا، ونشأت في بيت كريم معروف بالشرف والثراء. كانت ذات مكانة اجتماعية مرموقة، وعُرفت بين قومها بالصدق والأمانة، حتى لقبت بـ"الطاهرة".

مكانتها كتاجرة ناجحة

قبل الإسلام، كانت خديجة من أبرز سيدات الأعمال في مكة.

أدارت قوافل تجارية واسعة بين مكة والشام واليمن.

استعانت برجال أكفاء لإدارة تجارتها، وكان منهم النبي محمد ﷺ قبل زواجهما.

عُرفت بحسن الإدارة والعدل في تعاملاتها التجارية.

زواجها من الرسول ﷺ

أُعجبت خديجة بأمانة النبي ﷺ وصدقه، فعرضت عليه الزواج وهي تكبره بخمسة عشر عامًا. تزوجا وكان زواجًا مباركًا، أنجبت منه أولاده وبناته، وظلت سندًا وعونًا له طوال حياته.

دعم خديجة للدعوة الإسلامية

كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من صدّق الرسول ﷺ وآمن به إيمانًا كاملًا من اللحظة الأولى. فقد أدركت بحكمتها ونقاء قلبها أن ما جاءه وحي من الله وليس وهمًا. وفي الوقت الذي شعر فيه النبي ﷺ بالخوف والرهبة من نزول جبريل عليه السلام، كانت هي السند المطمئن له، فقالت له كلمات خالدة:
"كلا والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق."

هذا الموقف لم يكن مجرد كلام، بل كان تجسيدًا لإيمانها العميق. فقد:

وقفت بجانبه معنويًا لتثبيت قلبه في أصعب لحظات حياته.

أنفقت مالها الوفير في خدمة الدعوة الناشئة.

ساعدت في حماية النبي ﷺ من أذى قريش، واستخدمت مكانتها الاجتماعية المرموقة لتخفيف الضغوط عنه.

دور ورقة بن نوفل

بعد نزول الوحي الأول، أخذت خديجة النبي ﷺ إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان رجلًا كبيرًا في السن، عُرف بالعلم واطّلاعه على كتب اليهود والنصارى.
عندما سمع ورقة ما حدث للنبي ﷺ، قال له مطمئنًا:
"هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا إذ يخرجك قومك."

بهذا التصريح، أكد ورقة أن ما جاء للنبي ﷺ وحي حقيقي مثل ما نزل على الأنبياء السابقين. هذا الموقف زاد من يقين خديجة رضي الله عنها وثبت قلب النبي ﷺ أكثر، وأعطى للدعوة الإسلامية الوليدة قوة معنوية هائلة في بداياتها.

مكانتها في الإسلام

كرّمها الإسلام بمكانة عظيمة:

بُشرت بالجنة وهي على قيد الحياة.

قال النبي ﷺ عنها: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد".

كانت مثالًا للوفاء والإيمان، وقدوة لكل امرأة مسلمة.

إرث خالد

تظل خديجة بنت خويلد رمزًا للمرأة المسلمة المؤمنة التي تجمع بين النجاح العملي والالتزام الديني. سيرتها تُلهم الأجيال لتقدير دور المرأة في بناء المجتمعات ودعم الرسالات السامية.

إن شخصية خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تجسد معاني الإيمان والقوة والعطاء. فهي لم تكن مجرد زوجة للرسول ﷺ، بل كانت شريكته في مسيرة الدعوة الإسلامية منذ لحظاتها الأولى، مما يجعلها واحدة من أعظم النساء في تاريخ الإسلام.

 

 

image about خديجة بنت خويلد: سيدة أعمال وداعمة الدعوة الإسلامية

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

11

followings

2

followings

1

similar articles
-