نماذج مشرفة من متحدى الأعاقة فى الاسلام (عبد الله بن عباس - عبد الله بن أم مكتوم -عمرو بن الجموح)

نماذج مشرفة من متحدى الأعاقة فى الاسلام (عبد الله بن عباس - عبد الله بن أم مكتوم -عمرو بن الجموح)

0 المراجعات
  • -  أعلام وأقمارفى التاريخ الإسلامي

إن ذوي الاحتياجات الخاصة لا ينقصهم الذكاء ولا الاجتهاد، فهم كغيرهم أسهموا في نشر العلم والنور، والدفاع عن الرسالة الإسلامية عبر التاريخ، ونحن هنا نذكر أمثلة لأولئك الأعلام الأفذاذ ومنهم:-

- عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما-:

 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، ابن عم رسول الله – صلى الله  عليه وسلم - ، فقد كان – رضي الله عنه – أحد  فقهاء الصحابة، حيث كان المسلمون يرجعون إليه في كثير من الأمور الفقهية ، كما وبرع في التفسير ، ومن المعلوم أن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه-  قد اشتهر بروايته للحديث، حيث كان  أحد الصحابة الكرام المكثرين من رواية الحديث النبوي ، فقد بلغت مروياته ما يقرب من (1660)حديثاً ، وقد فَقَدَ  ابن عباس- رضي الله عنه -  بصره في أواخر عمره ، فصبر على ذلك لما فيه من الأجر العظيم ، كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال : (سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ قَال:َ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ"، يُرِيدُ عَيْنَيْهِ) ، وكان ينشد – رضي الله عنه – قائلاً:

إن يأخذ الله من عينيَّ نورهمــا      ففي لسانــي وقلبــي منها نور

قلبي ذكيٌّ  وعقلي غير ذي عِوجٍ    وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثور

 -عبد الله بن أم مكتوم- رضي الله عنه-:

عبد الله بن أم مكتوم من الصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين – وكان أعمى ذهب إلى النّبي- صلى الله عليه وسلم  - ليجلس معه، فأعرض عنه – صلى الله عليه وسلم – لانشغاله بدعوة صناديد قريش وسادتها،  لعلَّ الله يشرح صدورهم، فجاء عتاب الله لنبيِّه -عليه الصلاة والسلام- في آيات تُتْلى إلى يوم القيامة {عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جَاءهُ الأَعْمَى ... }، وكان-صلى الله عليه وسلم - يستقبله قائلاً: "أهلا بمن عاتبني فيه ربِّي"، وقد ولاه – صلى الله عليه وسلم- على المدينة في بعض الغزوات، فهو يتولى الخلافة نيابة عن  رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك دليل واضح على ضرورة  تفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة  ومدى  الثقة بهم، كما وجعله- صلى الله عليه وسلم- مؤذِّنا له للحديث: (إنَّ بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أمِّ مكتوم)

- عمرو بن الجموح- رضي الله عنه-:

هو عمرو بن الجموح أحد الصّحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين –  كان من أشراف العرب، وَمِمَّن يُشار إليه بالبنان، وكان – رضي الله عنه – يعاني من عرج شديد ، شهد – رضي الله عنه- بيعة العقبة الثانية ، كما وشهد مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – معركة بدر، فلما جاءت غزوة أحد عزم – رضي الله عنه- على المشاركة في المعركة، لكنَّ أبناءه أجمعوا على منعه، لأنه شيخ كبير طاعن في السن، وهو إلى ذلك أعرج شديد العرج، فغضب الشيخ  أشد الغضب، وانطلق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يشكوهم فقال: يا رسول الله، إنَّ أبنائي هؤلاء يريدون أن يحبسوني عن هذا الخير، وهم يتذرعون بأنِّي أعرج، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنّة، فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأبنائه: "دعوه، لعل الله عزَّ وجلَّ يرزقه الشهادة" ، وتوجه- رضي الله عنه- نحو القبلة داعياً ربه : «اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ولا تردني إلى أهلي خائباً»، واستشهد- رضي الله عنه- و معه ولده خلاد في معركة أحد 

وبعد فهذه النماذج الثالثة من الصحابة الكرام رضى الله عنهم ضربو ا اروع الامثلة لمتحدى الاعاقة  ولذوى الهمم فلابد ان يكون لنا الاسوة والقدوة بهم رضى الله عنهم جميعا ونفعنا الله بهم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة