ما هي علامات خروج المسيح الدجال وكيف تنجو من فتنت

ما هي علامات خروج المسيح الدجال وكيف تنجو من فتنت

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات


يُعد خروج المسيح الدجال من أعظم علامات الساعة الكبرى وأشدها فتنة، ويسبقه مباشرة ثلاث علامات رئيسية لا تخطئها عين المؤمن، وهي انتشار الجفاف والجوع لثلاث سنوات متتالية، وظهور العديد من علامات الساعة الصغرى التي نعيشها اليوم، وانتشار الفتن التي يختلط فيها الحق بالباطل. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل علامة من علامات خروج المسيح الدجال، ونكشف عن أوصافه الدقيقة كما وردت في السنة النبوية، ونقدم لك الدليل الكامل للنجاة من فتنته التي حذر منها جميع الأنبياء.

علامات تسبق خروج الدجال مباشرة

قبل ظهور الدجال، يشهد العالم أحداثًا جسامًا تكون بمثابة إنذار أخير واستعداد للمؤمنين. هذه العلامات ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي مقدمات لأعظم فتنة ستمر على البشرية منذ خلق آدم عليه السلام.

سنوات الجدب الثلاث

من أبرز العلامات التي تسبق خروج الدجال مباشرة هي مرور ثلاث سنوات شداد على الناس. في السنة الأولى، تحبس السماء ثلث مطرها والأرض ثلث نباتها. وفي السنة الثانية، تحبس السماء ثلثي مطرها والأرض ثلثي نباتها. أما في السنة الثالثة، فلا ينزل من السماء قطرة مطر ولا تنبت الأرض خضراء، فيهلك كل ذي ظلف وحافر، ويعاني الناس من جوع وعطش لم يسبق له مثيل. 

انتشار الفتن وكثرة القتل

يسبق ظهور الدجال فترة تضطرب فيها الموازين، حيث تنتشر الفتن كقطع الليل المظلم. يصبح فيها الحليم حيرانًا، ويكثر القتل حتى لا يدري القاتل فيمَ قتل، ولا المقتول فيمَ قُتل. في هذا الزمن، يُكذَّب الصادق ويُصدَّق الكاذب، ويُخوَّن الأمين ويؤتمن الخائن، مما يمهد الطريق لظهور الدجال الذي يستغل هذا الاضطراب العقائدي والاجتماعي.

ظهور كل علامات الساعة الصغرى

يعتبر اكتمال ظهور علامات الساعة الصغرى إيذانًا بقرب ظهور العلامات الكبرى وعلى رأسها الدجال. الكثير من هذه العلامات قد ظهر بالفعل في عصرنا، مثل تطاول البنيان، وكثرة الزلازل، وظهور الفحش، وتداعي الأمم على أمة الإسلام، وهي كلها تمهد للفتن العظمى القادمة.

من هو المسيح الدجال

شخصية الدجال محورية في أحداث آخر الزمان، وفهم هويته وأصل تسميته يساعد على إدراك حقيقة فتنته والتحصن منها.

معنى كلمة الدجال

كلمة "الدجال" على وزن "فعّال" وهي صيغة مبالغة من الدجل، الذي يعني الكذب والتلبيس والتمويه. وسُمي بذلك لأنه يغطي الحق بالباطل، ويموه على الناس بقدرات وخوارق يجريها الله على يديه فتنة لهم، فيدعي ما ليس له، ويضل خلقًا كثيرًا.

لماذا سمي بالمسيح

سُمي "المسيح" الدجال لسببين رئيسيين. الأول: لأن إحدى عينيه ممسوحة، فهي عوراء لا تبصر. والسبب الثاني: لأنه يمسح الأرض في أربعين يومًا، أي يطوفها بسرعة هائلة، فلا يترك مكانًا إلا ويدخله باستثناء مكة والمدينة.

صفات المسيح الدجال الجسدية

وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال وصفًا دقيقًا جدًا حتى لا يلتبس أمره على أي مؤمن. هذه الصفات هي الدليل المادي الأول على كذبه ودجله.

شكل عينيه

صفة عينيه هي العلامة الأبرز فيه. فهو أعور العين اليمنى، وعينه هذه كأنها عنبة طافئة (أي بارزة). أما عينه اليسرى فعليها ظفرة (جلدة غليظة). وبهذا يتضح أنه معيب العينين كلتيهما، وهذا نقص واضح يتنافى مع ادعائه الألوهية، فرب العالمين منزه عن كل نقص.

مكتوب بين عينيه كافر

من العلامات القاطعة التي فضحه الله بها، أنه مكتوب بين عينيه "كافر"، يقرؤها كل مؤمن، سواء كان قارئًا أم لا. وهذه آية إلهية يظهرها الله للمؤمنين ليثبت قلوبهم، ويخفيها عن الكفار والمنافقين الذين يتبعونه.

صفات جسده وشعره

الدجال رجل شاب، جسيم (ضخم الجثة)، أحمر البشرة، قصير القامة، أفحج (متباعد ما بين ساقيه). شعره كثيف وأجعد. رأسه كبير يشبه من الخلف أغصان الشجر من كثرة شعره وتجعّده.

فتنة الدجال العظمى

لم تكن فتنة الدجال في شكله، بل فيما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة يفتن بها الناس، وهي قدرات هائلة تجعل ضعيف الإيمان يتبعه دون تردد.

  • جنته وناره: يأتي ومعه ما يشبه الجنة والنار. نارُه في الحقيقة ماء بارد، وجنته نار محرقة. وقد أرشدنا النبي أن من أدركه فليقع في التي يراها نارًا، فسيجدها ماءً عذبًا.
  • تحكمه في المطر والزرع: يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، لكن لمن آمن به فقط. أما من كفر به، فإنه يتركه وأرضه قاحلة لا زرع فيها ولا ماء.
  • إحياؤه للموتى بإذن الله: من أعظم فتنه أنه يقتل شابًا مؤمنًا ثم يدعوه فيقوم حيًا بإذن الله. فيظن الناس أنه يحيي ويميت، بينما هي فتنة عظيمة ليضل بها الناس.
  • سرعته في الأرض: يطوف الأرض بسرعة هائلة كسرعة الغيث الذي تسوقه الريح، مما يمكنه من نشر فتنته في كل مكان خلال مدة قصيرة.

أماكن يخرج منها الدجال ومحرمة عليه

حددت السنة النبوية مكان خروج الدجال والأماكن التي يُمنع من دخولها، وفي ذلك رحمة من الله وحفظ لأماكن مقدسة.

مكان خروجه من المشرق

يخرج الدجال من جهة المشرق، من مكان يُقال له "خراسان"، وتحديدًا من مدينة تُعرف بـ "يهودية أصبهان". وسيكون أكثر أتباعه من اليهود، حيث يتبعه منهم سبعون ألفًا عليهم الطيالسة.

المدن التي لا يدخلها

بفضل من الله وحمايته، يُمنع الدجال من دخول أربعة مساجد وهي: المسجد الحرام في مكة، والمسجد النبوي في المدينة، والمسجد الأقصى، ومسجد الطور. وعلى أبواب مكة والمدينة ملائكة تحرسها فلا يستطيع دخولها.

كيف تنجو من فتنة المسيح الدجال

رغم عظم الفتنة، إلا أن الله برحمته لم يتركنا دون هداية، بل أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلي طرق النجاة من المسيح الدجال وشروره.

قراءة فواتح سورة الكهف: من حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف، أو قرأها عليه، عُصم من فتنته.

الدعاء في نهاية كل صلاة: علمنا النبي أن نستعيذ بالله من أربع في التشهد الأخير من كل صلاة، ومنها: "ومن شر فتنة المسيح الدجال".

الابتعاد عن أماكن وجوده: يجب علي المؤمن أن يفر من الدجال ويبتعد عنه، فالرجل قد يأتيه وهو يظن أنه لن يُفتن، ولكنه يتبعه لما يرى من الشبهات.

التمسك بالكتاب والسنة: إن المعرفة بصفات الدجال وفهم حقيقة فتنته من خلال الأحاديث الصحيحة هي أعظم سلاح ضده.

نهاية المسيح الدجال

مهما بلغت قوة الدجال وفتنته، فإن نهايته محتومة، وقد جعلها الله علي يد نبي كريم ليكون في ذلك تثبيت للمؤمنين ونصر للحق.

نزول عيسى بن مريم

بينما يكون المسلمون في محنة عظيمة بسبب الدجال، ينزل نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. فيبث الله به القوة في قلوب المؤمنين، ويقودهم لمواجهة الدجال وجيشه.

مقتله عند باب لد

عندما يرى الدجالُ عيسى عليه السلام، يذوب كما يذوب الملح في الماء. فيتبعه عيسي عليه السلام ويقتله بحربته عند "باب لُد" (وهي مدينة في فلسطين)، ويرى الناس دمه، فتنتهي بذلك أعظم فتنة شهدتها البشرية، ويهلك الله أتباعه.

أسئلة شائعة حول المسيح الدجال

هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في اذهان الناس حول هذه الشخصية، وهذه إجابات على أبرزها.

هل ظهر المسيح الدجال الآن

لا، لم يظهر المسيح الدجال بشخصه بعد. كل ما نراه من شائعات أو فيديوهات هي محض كذب وتدليس. ظهوره سيكون حدثًا عالميًا لا يمكن إخفاؤه، وستسبقه العلامات الكبرى التي ذكرناها.

كم مدة بقاء الدجال في الأرض

يمكث في الأرض أربعين يومًا فقط. لكن هذه الأيام ليست كأيامنا، فيوم منها كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وباقي أيامه كأيامنا العادية. وهي مدة قصيرة لكنها شديدة الفتنة.

من هم أتباع الدجال

أكثر أتباعه من اليهود، والعجم، والنساء، والأعراب، وذلك لقلة علمهم وسرعة تأثرهم بالخوارق المادية. كما يتبعه كل منافق وكافر في قلبه مرض.

 في الختام

إن معرفة علامات خروج المسيح الدجال والإلمام بصفاته وطرق النجاة من فتنته ليست من باب الترف الفكري، بل هي ضرورة عقدية لكل مسلم. فالاستعداد لهذه الفتنة العظمى يكون بالتمسك بالدين الصحيح، والعلم النافع، والدعاء الثابت، لتكون من الناجين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

13

متابعهم

20

متابعهم

22

مقالات مشابة
-