كيف يموت ابليس وماذا يقول له ملك الموت
قصة ابليس
جميعنا نعرف قصة إبليس اللعين عندما عصى الله عز وجل، وطلب من الله عز وجل أن ينتظره إلى اليوم المعلوم وهو يوم القيامة وذلك لحقن إبليس على البشر، ولكن عند نهاية العالم عندما تقبض أرواح البشر سيموت إبليس، ولكن إبليس لا يريد أن يذوق الموت ولكنه سيموت بأمر الله وسيقبل روحه، وقيل إنه سيموت في النفخة الأولى وبين النفخة و النفخة أربعون سنة قال فيموت إبليس وأربعين سنة.
كيف سيقوم ملك الموت بقبض روح إبليس؟
وماذا سيحدث في الأرض؟
ذكرت قصة موت إبليس وقبض روحه في كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين لأبي الليث السمرقندي الحنفي المتوفى سنة ثلاثمئة وثلاث وسبعين للهجرة. والقصة تقول يقول أحلف ابن قيس حيث قال قدمت المدينة وأنا أريد عمر بن الخطاب أنا بحلقة عظيمة، فإذا بكعب الأحبار يحدث الناس ويقول لما حضر آدم الموت قال يا ربي سيشمل بعدو إذا رآني ميتا وهو منظر إلى الوقت المعلوم. فقيل له يا آدم إنك ترد الجنة ويؤخر الملعون إلى النظر ليذكر بعدد الأولين والآخرين ألم الموت. ثم قال آدم عليه الصلاة والسلام لملك الموت صف لي كيف تذوقه الموت؟ فلما وصفه قال آدم ربي حسبي. حسبي فوج الناس وقالوا يا أبا إسحاق يرحمك الله. حدثنا كيف يذوق الموت فأبى أن يقول وألح عليه، فقال إنه إذا كان آخر الدنيا وقربت النفخة، فإذا الناس قيام في أسواقهم وهم يتقاسمون ويتاجرون ويتحدثون إذا هم شدة عظيمة يصعق فيها نصف الخلائق، فلا يفيقون منها مقدار ثلاثة أيام والنصف الباقي من الناس تذهل عقولهم سيبقون مندهشين قياما على أرجلهم كالذي غنم الفجيعة حين ترى سبع، فبينما الناس في هذا الهول إذا هم مهددة بين السماء والأرض غليظة كصوت الرعد المقاصف، فلا يبقى على ظهرها أحد إلا مات وتفنى الدنيا، ولا يبقى آدمي ولا جني ولا شيطان ولا وحش ولا دابة، فهذه النظرة المعلومة التي كانت بين الله تعالى وبين إبليس. ثم يقول الله عز وجل لملك الموت إني خلقت لك بعدد الأولين والآخرين أعوانا، وجعلت فيك قوة أهل السماوات وأهل الأرض. وإني ألبس لك اليوم أثواب الغضب والسخط كلها الموت مرارة الأولين والآخرين من الجن والإنس أضعافا مضاعفة، وليكن معك من الزبانية سبعون ألف ملك قد امتلأ غيظا وغضبا، وليكن مع كل زبانية سلسلة من سلاسل لظى ونزع روحه المنتنة بسبعين ألف كلابة من كلا لهيب لظى ونادى مالكا ليفتح أبواب النار فينزل ملك الموت بصورة لو نظر إليه أهل السماوات السبع والأرضين السبع لا ذاب كلهم من هول رؤية ملك الموت، فإذا انتهى إلى إبليس زجره زمجرة إذا هو صعق منها ونخر نخلة لو سمعه أهل المشرق والمغرب الأصلع أقوى من تلك النخلة وملك الموت. يقول قف يا خبيث لأي ذقنك اليوم الموت بعدد من أغوى جيت كم من عمن أدركته وكم من قرون أظلمت وكم من قرناء لك بسواء؟ الجحيم يقال نوك وهذا الوقت المعلوم الذي بينك وبين ربك وإلى أين تهرب. فيهرب الشيطان إلى المشرق، فإذا هو بملك الموت بين عينيه فيه غوص في البحار، فإذا هو بملك الموت فترى منه البحار فلا تقبله، فلا يزال يهرب في الأرض ولا محيص ولا ملجأ له ولا منجى. ثم يقوم في وسط الدنيا عند قبره آدم عليه السلام ويقول من أجلك يا آدم. تحولت ملعونا رجيم فيا ليتك لم تخلق فيقول لملك الموت بأي كأس تصدقين يعني بأي عذاب تقبض روحي. فيقول ملك الموت بكأس أهل لظى يعني مثل عذاب أهل النار وبكأس أهل سقر وبكأس أهل الجحيم أضعافا مضاعفة. قال وإبليس يتمرغ في التراب مرة ويصيح أخرى ويهرب مرة من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق، حتى إذا كان في الموضع الذي أهبط فيه يوما. وقد نصبت له الزبانية الكليم وصارت الأرض كلها جمرة، وتحتوي شبهه الزبانية، فيطلب قانونه بالكلاب، فيكون في النزاع والعذاب إلى ما شاء الله. ويقال لآدم وحواء اطلع ليوم على عدو كوما، وانظر ما نزل به كيف يذوق الموت فيبطل عان، فإذا نظر إلى ما هو فيه من شدة العذاب والموت قال ربنا قد أتممت علينا النعمة والقوة. الصورة كما قلنا مسندة في كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، ولا توجد مسندة إلا في هذا الكتاب، وهذا إسناد تالف لا يعتمد عليه. ولكن العلماء قالوا إن القصة تم ذكرها بغير إسناد ولكن القصة رويت من قبل علماء. ومن هؤلاء العلماء أبو السعود في إرشاد العقل السليم والخلود في في روح البيان و الألوسي في روح المعاني، وكلهم كأبي الليث من الحنفية فكأنهم أخذوا ها من كتابه. وفي النهاية أيا كانت صحة هذه الرواية، فلا شك أن الله عز وجل سيميز وإبليس لأن كل شيء هالك إلا وجه ربنا سبحانه وتعالى، فهو الحي القيوم الذي لا يموت. فاللهم إنا نسألك أن تعيدنا من الشيطان الرجيم ومن وسواس حياته ونزواته وحبا إليه وخطواته. ومن شركه وشركه ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون. فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأصلح أعمالنا وأخلص نيتنا وأحسن خاتمة تنا ورزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب برحمتك يا أرحم الراحمين. هذا والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. دمتم في رعاية الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.