فضل الله وكرمه: دروس وعبر من النعم الكثيرة التي نتلقاها يومياً"
المقدمة
يعيش الإنسان في هذه الحياة محاطاً بالنعم التي يتلقاها يومياً، وهي نعم كثيرة لا يمكن حصرها ولا تقدير قيمتها، فمنذ أن يفتح عينيه على هذه الحياة يتلقى الإنسان نعماً كثيرة، من بينها نعم الصحة والعافية والأمن والسلامة والأسرة والأصدقاء والمال والراحة والأمان، وكل هذه النعم من فضل الله وكرمه.
في الواقع، إن النعم التي نتلقاها يومياً تدلنا على محبة الله الكبيرة لنا، فهي دليل على حبه ورحمته وعطفه على عباده، وهي تدل على قدرته الكاملة على خلق هذه النعم والتي لا تعد ولا تحصى، وتدل على عظمة رحمته وكرمه اللذان لا ينضبان ولا ينتهيان.
كيف نستطيع التعرف على نعم الله الكثيرة في حياتنا
ومن هنا، يجب علينا أن نتعلم الدروس والعبر من هذه النعم التي نتلقاها يومياً، ونعرف حقيقة فضل الله وكرمه علينا، ونشكره على كل هذه النعم التي وهبها لنا ونستخدمها فيما يرضيه ويجلب لنا الخير.
فالنعم التي يتلقاها الإنسان تتضمن عدة دروس وعبر، فمنها درس الشكر والامتنان، ودرس الاعتماد على الله والثقة به، ودرس الإيمان بالقدر والصبر، ودرس التعاون والتكافل، ودرس العفو والصفح عن الآخرين، ودرس المحبة والتعاطف والرحمة، وكل هذه الدروس تنمي فينا الإيجابية وتحسن من أخلاقنا وتقربنا من ربنا الكريم.
ولذلك، يجب أن نعيد النظر في علاقتنا بفضل الله وكرمه، وأن نشكره
إن فضل الله وكرمه على البشرية لا يمكن وصفه بالكلمات، فإن الله سبحانه وتعالى أعطى البشرية نعماً عديدة وفضله علينا لا يحصى ولا يعد، فنحن نتلقى يومياً الكثير من النعم التي لا نحصيها ولا نشكر الله عليها بما يستحقها، فالحياة كلها نعمة وهبها الله لنا، ولذلك يجب علينا التفكر في هذه النعم والتأمل فيها، لنتعلم الدروس والعبر القيمة التي توفرها.
تعلم الشكر والامتنان: إن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده الشكر والامتنان، فعلينا أن نقدر نعم الله علينا ونشكره عليها، فالحمد لله هو أفضل ما يمكننا أن نقوله، فليس هناك مقابل لنعم الله علينا سوى الشكر والحمد له، وليس هناك أحد يحق له الغضب منا إذا شكرنا الله، بل هو فضل كريم من الله عز وجل، ومن يشكر الله تعالى يزيد الله له، ولذلك فعلينا أن نحرص على تعلم فن الشكر والامتنان، وأن نبتعد عن المقارنة بيننا وبين الآخرين، وأن نركز على ما لدينا ونشكر الله عليه.
تعلم الاعتماد على الله: يجب أن نتعلم كذلك أن نعتمد على الله في كل أمورنا، فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق والمعطي، ولا يمكننا أن
نحقق أي شيء من دون إذن الله، لذلك يجب علينا أن نثق بالله ونعتمد عليه في كل أمورنا، فإذا كان الأمر من شأنه أن ينفعنا، فسيفتح لنا الله أبواب النجاح و التوفيق .نعم الله كثيرة ولا تحصى، وهي نعم لا يمكننا تجاهلها أو إغفالها، ولكن في بعض الأحيان قد ينسانا الإنسان النعم التي يتلقاها يومياً، وقد يستغرق حياته كلها في البحث عن الأشياء التي يفتقدها، وفي هذا البحث ينسى أن الله قد وهبه الكثير وأن عدم إدراكنا للنعم لا يعني عدم وجودها.
في الحقيقة، كل ما حولنا هو نعمة من الله، من الطعام الذي نتناوله إلى الهواء الذي نتنفسه، ومن الناس الذين يحيطون بنا إلى الخبرات التي نتعلمها، كل هذا هو من فضل الله وكرمه.
فيما يلي بعض الدروس والعبر التي نستطيع أن نتعلمها من النعم التي نتلقاها يومياً:
1- الشكر والامتنان:
النعم التي نتلقاها يومياً هي هدية من الله، فلا يمكننا الحصول عليها بأنفسنا، ولذلك يجب علينا أن نشكر الله ونظهر له الامتنان عندما نحظى بنعمة جديدة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "فَإِنَّمَا عَلَى اللَّهِ لِلتَّوْفِيقِ" (الأنعام: 73)، وهذا يعني أن كل نعمة نحصل عليها هي من الله، ولذلك يجب علينا أن نشكره على هذه النعم.
2- الحياة البسيطة:
قد يشعر الإنسان في بعض الأحيان بأنه يفتقد الكثير من الأشياء في حياته، ويشعر بالحاجة إلى المزيد من النعم. ولكن الحقيقة هي أن الحياة البسيطة قد تكون أفضل وأكثر راحة.
في النهاية،
فإن فضل الله وكرمه لا حدود لهما، ولا يمكن لأحد أن يعدّ أو يحصي كمية النعم التي يتلقاها يوميًا. فعلينا أن نتذكر دائمًا أن كل ما نملك ونستمتع به هو نعمة من عند الله، وأن نعرف كيف نشكره عليها بأفعالنا وأقوالنا.
في كل مرة تشعر فيها بالحزن أو اليأس، فتذكر أن الله ربك ومولاك، وأنه يراك ويعرف ما تمر به، فلا تفقد الأمل والثقة في رحمته وكرمه. وفي كل مرة تستلم فيها نعمة جديدة، فلا تنسَ شكر الله والتذكير بفضله وكرمه