من روائع البيان في القرآن

من روائع البيان في القرآن

0 المراجعات

 ترتيب السور خلف بعضها البعض ترتيبٌ معجزٌ فالسور لم ترتب حسب تاريخ نزول كلٍّ منها بل هذا ترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم 

فقد نزلت كل فقرة في مناسبة فيما عُرف بأسباب النزول  ويعجب المتدبر حين يجد كل سورة ترتبط بسابقتها خاصةً في أوائلها  وترتبط كذلك بلاحقتها خاصةً في أواخرها كحلق السلسلة الواحدة.

٠٠٠ ونادوا يا مالك ٠٠٠٠٠

مالك صلوات الله علية وعلى الملائكة أجمعين ملك كريم شرفة الله عز وجل بتسميته فى القران

قال سبحانه وتعالى ( إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥   وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا۟ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ ٧٦ وَنَادَوْا۟ يَـٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ ٧٧ لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَـٰرِهُونَ ٧٨ ) الزخرف

فتستدل من هذا على أن ( مالكا ) رضى الله عنه وأرضاه هو خازن النار أي الملك الموكل بعذاب من حق عليه العذاب 

٠٠٠٠ ربما لبس عليك ابليس فأشفقت على ملائكة العذاب من جوار اهل النار ماذا حتى مالك وأعوانه المكرمون بل زبانية النار حتى يخلدوا مع الاشرار 

(  فِى سَمُومٍۢ وَحَمِيمٍۢ ٤٢ وَظِلٍّۢ مِّن يَحْمُومٍۢ ٤٣ لَّا بَارِدٍۢ وَلَا كَرِيمٍ ٤٤ ) الواقعة 

في حين ان خزنة الجنة رضوان الله عليهم مع اصحاب اليمين ( فِى سِدْرٍۢ مَّخْضُودٍۢ ٢٨ وَطَلْحٍۢ مَّنضُودٍۢ ٢٩ وَظِلٍّۢ مَّمْدُودٍۢ ٣٠  ) الواقعة ٣٠

٠٠٠ لا عليك ليس الملائكة انسا ولا جنا الملائكة لا ينعمون كالذي تنعم ولا يألمون كالذي تألم لا يلزم الذى تلذ له بل نعيمهم وعذابهم رضوان الله او سخطه

وقد أعاذهم الله من سخطه بأن خلقهم وليس بعد إنس ولا جان على الطاعة ولا يعصون له أمرا فهم في رضوانه عز وجل منذ أن خلقوا لأنهم في شغل بأمره عز وجل عما سواه ٠

وربما استنبطت مستدلا بقوله عز وجل ( وَنَادَوْا۟ يَـٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ ) الزخرف ٧٧

ان ثبوت العلمية على النداء من أهل النار لمالك باسم عربى ولفظ مالك علم عربي مقطوع بعربيته  بلا خلاف لا مدخل فيه تشبهه عجمة ٠٠

٠ وأهل النار امم شتى يتفاوتون لغات وأجناسها يعني أن لسان الخلق أجمع سيرتد في الآخرة عربيا وهو نفس ما تستنبطه من قبل الملائكة (  سَلَـٰمًۭا سَلَـٰمًۭا ٢٦) الواقعة ٢٦

لأهل الجنة عربا وغير العرب فنفهم أن لسان أهل الجنة عربي ٠

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فخر العربية وعزها في ثلاثة: القرآن عربي والنبي عربي ولسان أهل الجنة في الجنة عربي ٠

٠٠٠٠ قال سبحانه وتعالى ( يَـٰهَـٰمَـٰنُ ٱبْنِ لِى صَرْحًۭا لَّعَلِّىٓ أَبْلُغُ ٱلْأَسْبَـٰبَ ٣٦ أَسْبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ) طه

فكون فرعون ان يطلب من وزيره هامان هذا فمعناه انه ممكن لدية ( ا يَـٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلْأَنْهَـٰرُ تَجْرِى مِن تَحْتِىٓ ۖ  ) 

و انه يستطيع ان يبني صرحا إذا لم يبلغ السموات فعلى الأقل يناطحها أو يظنه من يراه أنه يبلغ السموات والذى يستطيع ان يبنى صرخا كهذا 

لا بد ان يكون لديه بنائين وصناع ليفعلوا هذا وهذا الذي حدده القران يؤكده التاريخ وتنطق به آثار الفراعنة ٠

٠٠٠٠ قال سبحانه وتعالى (  فَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدًۭا قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَـٰرُونَ وَمُوسَىٰ) طه

الفاء في (  فَأُلْقِىَ   ) حيث تشير الى الفورية وعدم التردد فما أن سطع الحق لهم حتى استجابوا له

معلنين إيمانهم في المظهر الرائع المثير وحينما يأتي توفيق الله حين يشرح قلب صاحب الهداية

إذا فالسحرة لم يهتدوا من محض انفسهم وانما حين فتح الله قلوبهم للإيمان والقائهم إلى الأرض ساجدين كان هناك من القاهم إلقاء ليسجدوا 

وهذا نابع من اقتناعهم بالحق حين ظهر لهم  وكانوا فيه متصرفين من تلقاء انفسهم وكأنهم لا حيلة لهم فيه

وهو مظهر إيمانهم اعنى الصورة  الشكلية التي عبروا بها عن الإيمان ٠ وحينما آمنوا قالوا ( ءَامَنَّا بِرَبِّ هَـٰرُونَ وَمُوسَىٰ ) طه

والملحوظ في تعبير الآية تقديم  هارون على موسى مع ان الواو لا تقتضي ترتيبا ولا تعقيبا كما يقول النحاة إلا أن هذا القول يحتمل أمرين 

٠٠٠٠ وهما : وهو أن موسي  هو المرسل اساسا وهارون مرسا تبعا وعونا إلا أن هارون كان هو المتحدث أمام فرعون والجماهير بحكم فصاحة لسانه الذي اختاره موسى من أجلها 

فالسامعون قد يعتقدون أن هارون هو الرسول الأصلي ولذلك قدمه السحرة فى تعبيرهم ٠ 

والثاني أن السحرة حين امتلأت نفوسهم بالإيمان كان همهم الاتجاه إلى الله وجلال الله وعظمته حينئذ يطفى على كل منزلة فلا يهمهم حينها منزلة هذا او ذاك بجوار الله سبحانه 

فحتى مع علمهم بأن موسى هو الرسول الأصلي حتى ان السحرة صاغوا كل ما سيطر عليهم حينئذ وقولهم ( ءَامَنَّا بِرَبِّ هَـٰرُونَ وَمُوسَىٰ )

٠٠٠ من كل فج عميق ٠٠

قال سبحانه وتعالى (  وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًۭا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍۢ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍۢ ) الحج ٢٧

على مستوى واحد في حين ان القادمين الى مكة المكرمة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها أي من مسافات بعيدة ليست على مستوى واحد فجاء التعبير ( عَمِيقٍۢ ) أدق من تعبير ( بعيد )

يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم لم يستعمل لفظا يشير من خلاله الى استواء الأرض ٠

٠٠٠٠ قدمنا ٠٠٠٠ هباء منثورا

قال سبحانه وتعالى (  وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنْ عَمَلٍۢ فَجَعَلْنَـٰهُ هَبَآءًۭ مَّنثُورًا ٢٣) الفرقان ٢٣

موضع الاستشهاد وهو لفظ ( وَقَدِمْنَآ ) بمعنى عدنا او قصدنا إلا ان قدمنا ابلغ في التعبير من عدنا والقصد لأنه يدل على أن الله سبحانه وتعالى عاملهم معاملة القادم من السفر

 وذلك إمهاله لهم مدة من الزمان كمعاملة الغائب عنهم ثم قدم فراهم على خلاف ما أمرهم رغم الاهمال نتيجة لذلك 

فإن الله سبحانه سيضيع أعمال الذين كفروا ويبطلها بحيث لا يمكن الانتفاع بها كأن لم تكن قبل ذلك شيئا أي كمعاملة الغائب عنهم ثم قدم فراهم على خلاف ما أمرهم 

والمعنى الذي يجمع بين العود والقدوم هو العدل لأن العود إلى إبطال الفاسد عدل فالقدوم أبلغ و (  هَبَآءًۭ مَّنثُورًا) هي ارتفاع  الهباء في الفضاء فاذا كل ما عملوا هباء منثورا ٠

٠٠٠٠٠ جناح ٠٠٠ قال سبحانه وتعالى ( وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ) الإسراء ٢٤

وكلمة جناح تذكرك بالطائر حينما يخفض جناحية يجمع فراخه تحتهما حنانا منك ودفعا للإيذاء عنها حماية لها والمعنى أن تحنو على ابويك وتعطف عليهما وان تكون رفيقا لطيفا ولا تكن جبارا عتلا ٠

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

185

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة