قصة سيدنا أيوب عليه السلام

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

0 المراجعات

قصص الصابرين علي البلاء وجزاءهم من الله بما صبروا وهم حامدين شاكرين نعمه الله عليهم 

ومن يضرب به الامثال لتحمله وصبره علي البلاء العظيم الذي أصابه وفقده كل ما يملك قصة سيدنا ايوب عليه السلام:

 

وقت الرخاء والنعم التي انعم الله بها علي سيدنا ايوب عليه السلام:

كان أيوب رجلاً كثير المال، يمتلك الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي المتسعة بأرض الثنية من أرض حوران، وكان له أولاد وأهلون كثير، وعاش على هذه النعم عشرات السنين

وورد عن الحسن البصري وعن المؤرخ اليهودي من أصل فارسي وهب بِِن منبِّه، إن أيوب كان جوادا سخيا عابدا لله تعالى مؤديا واجباته قائما بحقوق الناس، حتى بلغ من رضا الله تعالى عنه أن الملائكة كانت تصلي عليهِ في السماوات، وقد سمع إبليس صلوات الملائكة، فزعم أنَّ أيوب يعبد الله بسبب ما أنعم به عليه من المال والخدم والأولاد وصحة تامة، وأنه إذا سلط عليه وأذهب عنه كل النعم فلن يشكر الله أبدا

ابتلاء ايوب عليه السلام في كل ما يملك من نعمة:

أَذن الله تعالى بابتلاء واختبار أيوب فجعل للشيطانِ سلطانا في إيذائه وأعلن حربه على ممتلكاته فسلَّطَ جنوده وأتباعه ليحرقوا كل ما يملك، وكان يأتيه كل مرة بخبر هلاك جزء من ممتلكاته فيجيبه أيوب: "إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، لله ما أعطَى، ولله ما أخذ".

وروى الإمام ابن عساكر أن أيوب كان له أولاد وأهل كثيرون، فسلب من ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، فطال مرضه 18 عاما حتى ابتعد عنه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، التي كانت ترعاه لقديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته

مرض سيدنا ايوب كان منفرا لمن حوله :قال المفسر الإسلامي إسماعيل السدي أن أيوب تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال لها: قد عشت سبعين سنة سليما، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت زوجته عن الكلام.

ويقال إن زوجته كانت تخدم الناس بالأجر لتطعم أيوب عليه السلام، لكن الناس لم يكونوا يقربونها خوفًا أن ينالهم من بلائه، حتى لجأت لبيع ضفائرها، وهي قصة مأخوذة من قصص اليهود ولم يذكرها القرآن الكريم، غير دعاء أيوب: "ربي أَنِّي قد مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".

شفاء سيدنا ايوب عليه السلام:

استجاب الله تعالى لدعاء أيوب وأمره أن يضرب برجله الأرض فخرجت منها عين باردة تغسل بها حتى أذهبت عنه السوء، وعندما رأته زوجته خدعت فيه، فقال لها "أنا أيوب لقد رد الله على جسدي".

ويقول الله في كتابه العزيز، في سورة ص: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".

أخلف الله على أيوب أهله، كما قال في كتابه العزيز: "وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ"، ويعتقد أن الله تعالى رد على زوجة النبي أيوب جمالها وشباباها فأنحبت له 26 ذكرا.

ويروى عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "بينما أيوب يغتسل عريانًا خرّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك".

نعمه العبد ونعمه الصبر ونعمه قوه الايمان بالله 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

4

followers

19

followings

50

مقالات مشابة