سبب نزول سورة مريم
سبب نزول سورة مريم
يعرَّف سبب النزولِ بالاصطلاحِ الشرعي على أنَّه الحادثة أو الواقعة التي نزلت بشأنها سورةٌ أو آيةٌ من آياتِ القرآنِ الكريمِ ، وإنَّ لمعرفةِ أسباب النزولِ أهمية بالغة في فهم معاني الآياتِ القرآنيةِ ، وبيانَ مراد الله- عزَّ وجلَّ- منها.
وقد ذكر أهلُ العلمِ سبب نزولِ عددٍ من آياتِ سورة مريم ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر رقم الآيةِ ونصُّها ، وبيانَ سبب نزولها كما جاء في المصادر الموثوقة ، وفيما يأتي ذلك
الآية الرابعة والستون
تأخر نزول جبريلَ- عليه السلام- على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أيامًا ، فلمَّا نزلَ بعد ذلك سأله النبيُّ عن سببِ هذا التأخيرِ ، فأنزل الله- عزَّ وجلَّ- قوله- تعالى-( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا).
الآية السادسة والستون
أنزل الله- عزَّ وجلَّ- قوله( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) ، في أبيّ بن خلف ؛ وذلك حينَ أخذَ مجموعةً من العظامِ البالية ، وفتَّها بينَ يديهِ ، وقال زعم محمدًا أنَّنا نبعث بعد الموتَ ، وكان فعله ذلك استنكارًا منه وإنكارًا للبعثِ يوم القيامة.
الآية السابعة والسبعون
أمَّا قول الله- تعالى-( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا) ، فقد نزل بالعاص بن وائل ، والذي كان عليه دينٌ للخبابِ بن الأرث ، والذي رفض سدَّ هذا الدينِ حتى يكفر الخباب بما أنزل على رسول الله ، فردَّ الخباب بأنَّه لن يكفر إلَّا إذا ماتَ العاص ثمَّ بُعث ؛ فما كان من العاصِ إلَّا أن قال له إذا متُّ وبعثتُ سيكون معي مالٌ كثير ، فتعال وخذ مالك حينها.
الآية السادسة والتسعون
علَّم النبيُّ- صلى الله عليه وسلَّم- الصحابيَّ الجليل- علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- دعاءً ؛ يشتمل على طلبِ الودِّ من الله ، فأنزل الله- عزَّ وجلَّ- حينها قوله- تعالى-( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).
مكان نزول سورة مريم
حين هاجر المسلمونَ الهجرةَ الأولى إلى الحبشة ، قامَ الصحابيِّ الجليل جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه- بقراءةِ صدرِ سورةِ مريم على مسمعِ النجاشي ملك الحبشة ، وهذا يدلُّ دلالةً واضحةً على أنَّ مكانَ نزول سورةِ مريم قد كان في مكةَ المكرمة ، وهذا مما أجمع عليه أهل العلمِ.
وقت نزول سورة مريم
لقد نزلت سورة مريم قبل سورةِ طه ، وإنَّ سورة طه كانت قد نزلت قبيل إسلامِ الصحابيِّ الجليل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كما يُفهم ذلك من قصةِ إسلامه ، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ تاريخَ نزولِ سورة مريم قد كان في السنةِ الرابعة من بعثة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؛ وهي السورة الرابعة والأربعونَ من حيث ترتيب سور القرآنِ الكريم.