سبب نزول سورة القصص
سبب نزول سورة القصص
أورد علماء التفسير أسباب النزول لبعض الآيات في سورة القصص ، وفيما يأتي ذكر هذه الآيات مع بيان سبب نزولها :
قال الله- تعالى-( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
نزلت هذه الآية الكريمة في أبي طالب ، عمّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وذلك حينما حضرته الوفاة ، وطلب منه النبي أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فرفض أبو طالب خوفاً من أن تعيّره قريش بذلك ، فحزن رسول الله على موت عمه على الكفر ، فأنزل الله- تعالى- الآية.
قال الله- تعالى-( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) وقد نزلت الآية في رجل يدعى الحارث بن نوفل ، وكان يودّ الدخول في الإسلام ، ولكنه عللّ عدم دخوله بخوفه من العرب ؛ أن تخطفهم أو تطردهم من أرضهم ، فنزلت الآية فيه.
قال الله- تعالى-( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) حيث أنّ هذه الآية نزلت بعد اعتراض الوليد بن المغيرة ، واستفساره عن اختيار الله- تعالى- لمحمد- عليه السلام- نبيّاً ، فنزلت الآية مخبرة أنّ الله- تعالى- وحده لا يبعث الأنبياء والرسل بإراداتهم ، بل هو من يخلق وهو من يختار من يصلح للنبوة.
التعريف بسورة القصص
مكان ووقت نزول سورة القصص
تعدّ سورة القصص من السور المكية التي نزلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة ، إلّا أنّ فيها آيات نزلت في المدينة ، وأنّ بعض الآيات فيها نزلت في مكان يسمى الجحفة- مكان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة- ، وهي قوله- تعالى-( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ).
ونزلت سورة القصص بعد نزول سورة النمل ، وسبقت سورة الإسراء ، فكانت السورة التاسعة والأربعين في ترتيب نزول سور القرآن الكريم.
أسماء سورة القصص
تُسمّى سورة القصص باسم آخر ، وهو سورة موسى ؛ وذلك لورود قصة موسى- عليه السلام- فيها ،ولكن الاسم الأشهر لها سورة القصص ؛ لورود لفظ القصص فيها ؛ وذلك في قوله- تعالى-( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) ، وعدد آياتها ثمان وثمانون آية ، أما ترتيبها في المصحف العثماني فهي السورة الثامنة والعشرون.
مقاصد سورة القصص
تضمنت سورة القصص على مواضيع عدة ، كان لها غايات ومقاصد عظيمة ، ومنها ما يأتي:
بيان إعجاز القرآن الكريم وعجز المشركين عن الإتيان بسورة مثله.
التعرض لحياة موسى- عليه السلام- في صغره ، وكيف تربى في كنف فرعون وفي بيته.
التفصيل في قصة موسى- عليه السلام- في كل مراحل حياته وذكر موقفه مع أهله ، ومناداة الوحي له في وادي سيناء ، إلى غير ذلك من التفاصيل.
بيان سنّة الله- تعالى- في الأمم السابقة التي كذّبت رسلها ، فذكر الله- تعالى- ذلك ليعتبر كفار قريش.
ذكر الأدلة على وحدانية الله- تعالى- ؛ من خلال ذكر مظاهر خلق الكون.