سبب تسمية سورة فاطر
سبب تسمية سورة فاطر
سميت سورة فاطر بهذا الاسم ؛ لذكر الله- تعالى- اسم من أسمائه الحسنى في بداية السّورة ، وهو اسم فاطر ، قال الله- تعالى-( الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض) ، وهو الاسم المعتمد لها في أغلب المصاحف والتّفاسير ، كما تُسمّى السّورة أيضاً بسورة الملائكة ؛ لأنّها تتحدّث في مطلعها عن وصف الملائكة على خلاف سور القرآن الكريم كلّها.
معنى اسم الله الفاطر الفاطر ؛
هو اسم من أسماء الله الحسنى الذّي يأتي بمعنى الفاتق المرتق من السّماء والارض ، ويعني الخالق الذّي ابتدأ خلق الكون من لا شيء ، وفي هذا الوصف دلالة على الاختراع والإبداع الكامل ، وفيه أيضاً من التصوير الدقيق المشير إلى عظمة الخالق ، وعجيب صنعه ، وباهر قدرته وعجائبه ، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع خلقهم وأحسن تكوينهم ، وفطر السّماوات والأرض ، وكلّ الخلق ، وأبدع في ذلك.
تعريف بسورة فاطر وسبب نزولها
تعدّ سورة فاطر سورة مكيّة نزلت على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة ، وتحتلّ المرتبة الثّالثة والأربعون في ترتيب نزولها ، وقد نزلت بعد سورة الفرقان وقبل سورة مريم.
ويأتي ترتيبها في المصاحف الخامسة والثلاثون حسب الرّسم القرآني ، ويبلغ عدد آياتها خمساً وأربعين آية ، وتحوي السورة سبعاً وتسعين كلمة ، ومجموع حروفها ثلاثة آلاف ومئة وثلاثون حرفاً.
لم يرد سبب معين لنزول هذه السورة ، غير أنّه روي عن بعض الصّحابة أنّهم يقولون في فضل قراءة آية منها ؛ وهي قول الله- تعالى-( مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ،أنّهم يقرؤونها عند ركوب المحمل ، ويقرؤونها أيضاً لطلب السُّقيا من الله- تعالى-.
نزلت سورة فاطر من أجل الغرض العام الّذي نزلت من أجله الآيات والسّور المكيّة ، والتي يرجع معظمها إلى المقصد الأول من رسالة كلّ رسول ؛ وهي قضايا العقيدة الكبرى ، والدعوة إلى توحيد الله بالعبادة.
موضوعات سورة فاطر
جاءت سورة فاطر لتعالج قضايا عقدية مهمّة وتؤكّد عليها ، وأهمّ موضوعات هذه السّورة ما يأتي:
التّذكير على انفراد الله- تعالى- وحده بالألوهية.
وصف الملائكة الكرام ، وبيان قدرة الله- تعالى- في خلقهم.
الحديث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- ، كخلق السماوات والأرض.
إقامة البراهين والحجج الدالة على وجود الله- تعالى-.
التأكيد على صدق دعوة النّبي محمّد- صلّى الله عليه وسلّم-.
إثبات البعث يوم القيامة والجزاء للعباد جميعهم.
تذكير النّاس بنعم الله- تعالى- الكثيرة عليهم.
مواساة النّبي- عليه الصّلاة والسّلام- على ما يلاقيه من أذى قومه.
تحذير الإنسان من الوقوع بحبائل الشّيطان والغرور به.
تذكير الكفّار بعاقبة الأمم السّابقة التي كذّبت رسلها ، وما حلّ بهم.
مدح من آمن مع النّبي- عليه الصّلاة والسّلام- والثّناء عليهم.