سبب نزول سورة الزمر
أسباب النزول
أنزل الله- عزّ وجلّ- القرآن الكريم مفرَّقًا على النبيّ- صلى الله عليه وسلم- لحكم إلهيَّةٍ عديدةٍ ، منها تثبيت فؤاد النبيّ- صلى الله عليه وسلم- كما جاء في قوله عزّ وجلّ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) ، وقد كانت بعض الآيات تنزل لمجاراة حوادث ووقائع تحلّ زمن النبيّ- صلى الله عليه وسلم- والإجابة على الأسئلة التي كان الصحابة- رضي الله عنهم- يطرحونها عليه ، مثل قوله تعالى( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) ،
من أجل ذلك اهتم علماء التفسير بأسباب نزول الآيات عند تفسيرها ؛ لما لمعرفة سبب النزول من دورٍ مهمٍّ في فهم معنى الآيات ومقاصدها ، وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن أسباب نزول سورة الزمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسبب تسمية السورة بذلك ، وأبرز مقاصدها.
تعريفٌ بسورة الزمر وسبب تسميتها
سورة الزمر من السور المكيَّة ، نزلت بعد سورة سبأ قُبيل الهجرة النبويّة وبعد حادثة الإسراء والمعراج ، وعدد آياتها خمسٌ وسبعون آيةً ، وقد سُمّيت بالزُمر ؛ نسبةً إلى الآية الواردة في أواخرها من قوله تعالى( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً) ، وقد سُميت بالغُرف كذلك.
سبب نزول سورة الزمر نزلت
آيات سورة الزمر مفرَّقةً ، فاختلفت وتعدّدت أسباب النزول تبعًا للآية ؛ فقد ورد أنّ سورة الزمر نزلت ثلاث آياتٍ منها في المدينة ، وما تبقى نزل في مكّة قبل الهجرة ، وآتيًا ذكرٌ لما ورد في أسباب نزولٍ آياتٍ منها
قوله تعالى( أَلا لله الدّين الْخَالِص) ؛ نزلت على النبيّ- صلى الله عليه وسلم- عندما سأله رجلٌ إن كان له أجرٌ في إنفاقه المال على الفقراء والمساكين بنيَّة أن يُذكر اسمه بين الناس.
قوله تعالى( وَالَّذين اتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء) ؛ نزلت في عَامر وكنانة وَبني سَلمَة لاتخاذهم الأوثان من دون الله ، وقولهم إنّ الله قد اتخذ من الملائكة بناتًا له.
قوله تعالى( أم من هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا يحذر الْآخِرَة ويرجو رَحْمَة ربه) ؛ نزلت في عثمان بن عفان ، وقيل في عمار بن ياسر ، وابن مسعود كذلك.
قوله تعالى( وَالَّذينَ اِجتَنَبوا الطّاغوتَ أن يَعبُدوها) ؛ نزلت في ثلاثةٍ من الصحابة كانوا على الوحدانية زمن الجاهلية ، ويكثرون من قول لا إله إلا الله ، وهم زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبو ذرٍّ الغفاريّ ، وسلمان الفارسي.
قوله تعالى( قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم) ؛ نزلت في وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد بعد إسلامه ، وقيل في مشركي مكّة المكرّمة.
مقاصد سورة الزمر
تحمل سورة الزمر ذات الخصائص التي تحملها السور المكيّة ، وقد برز ذلك من خلال مقاصد السورة البادية في آياتها ، ومن أبرز مقاصد سورة الزمر ما يلي :
الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، والإخلاص في عبادته وحده ، وإقامة الحجة والأدلة على ذلك من خلال تصوير قدرته- عزّ وجلّ- في الخلق.
تصوير حال الناس في الآخرة نهاية السورة ، وانقسامهم إلى جماعاتٍ يُساقون بحسب أعمالهم في الدنيا إلى الجنة أو النار.