سبب نزول سورة الفتح
سبب نزول سورة الفتح
روي عن المِسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم أنّ سورة الفتح نزلت بين مكة والمدينة بشأن صلح الحُديبية من أولها إلى آخرها ، ويُذكر في سبب نُزول الآية الأولى منها ، وهي( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) ، أنّه لمّا رجع النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته الكرام من غزوة الحُديبية.
ومُنعوا من دُخول مكة لأداء نُسكهم ، فكانوا بين الحُزن والكآبة ، فأنزل الله- تعالى- على النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- الآية الأولى من سورة الفتح ، وقال لصحابته( لَمَّا نَزَلَتْ{ إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ{ فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ ، فَقالَ لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا).
وذكر عطاء عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنّ اليهود شتموا النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته ، فأخبرهم النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- أنّه لا يدري ما يُفعل به أو بهم ، فاستهزءوا به وقالوا كيف نتبع من لا يدري ما يُفعل به ، فثقُل ذلك على النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- ، فأنزل الله- تعالى- عليه الآيتين الأولى من سورة الفتح.
وأمّا الآية الخامسة من سورة الفتح فقد نزلت بعد أن أنزل الله- تعالى- على نبيه الآيتين الأولى من سورة الفتح ، فقال الصحابة الكرام للنبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- هنيئاً لك ما أعطاك الله ، فما لنا ، فأنزل الله- تعالى- قوله( لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّـهِ فَوْزًا عَظِيمًا).
وأمّا الآية الرابعة والعُشرون منها ، فقد نزلت بعد أن غزا ثمانين رَجُلاً من أهل مكة النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته الكرام وهم عند جبل التنعيم ، فأخذهم النبيّ- عليه الصلاةُ والسلام- أسرى فاستحياهم ، فنزل عليه قوله- تعالى-( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا).
مكان وتاريخ نزول سورة الفتح
تُعدُ سورة الفتح من السور المدنيّة ، والتي نزلت على النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- وهو في الطريق بين مكة والمدينة وعند رُجوعه من الحُديبية ، وأمّا عددُ آياتها فتبلُغ تسعةٌ وعشرون آية ، وسبقتها في ترتيب المُصحف سورة مُحمد ، وقد نزلت سورة الفتح في العام السادس من الهجرة.
مقاصد سورة الفتح
توجد العديد من المقاصد من نُزول سورة الفتح ، نذكر منها ما يأتي:
وعد النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- بالفتح والمغفرة ، وإنزال السكينة عليه وعلى المؤمنين.
وعد المؤمنين بجنات النعيم ، ووعد المُنافقين بعذاب الجحيم.
الثناء على النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- ، وذكرها للعهد وبيعة الرضوان ، وما جرى فيها من نصرة المؤمنين للنبيّ- عليه الصلاةُ والسلام- ، وخُذلان المُنافقين ، وبيان العذر للمعذورين.
بيان صدق رؤيا النبيّ- عليه الصّلاةُ والسّلام- ، وتصوير حاله وحال الصحابة الكرام بالزرع والزُّراع من حيث البهجة ، والنضارة ، والسيرة الحسنة.