سبب نزول سورة الملك وفضلها

سبب نزول سورة الملك وفضلها

سبب نزول سورة الملك

 ذهب المفسّرون إلى أنّ سورة الملك نزلت مُنجّمة ؛ أي مُتفرقة ولم تنزل دفعة واحدة ، وانفرد الإمام السيوطيّ بقوله أنّها نزلت دفعة واحدة ، وقد ذكر الإمام الواحديّ وغيره أنّ قول الله- تعالى-( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).

سورة الملك ، آية 13.

 نزلت حين كان المشركون يتآمرون ضدّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ، ويتهامسون فيما بينهم خوفاً من أن يسمعهم إله محمد ، فجاءه الوحي يخبره بأمرهم ، وأكثر المُفسرين على أنّ سورة الملك ليس لها سبب نزول.

وتعدّ سورة الملك من السور المكيّة بالإجماع ، التي ذكرت مجموعة من مسائل التوحيد ، والعقيدة ، والإيمان بالغيب ، وبيّنت السورة أمر المشركين في مكة المكرمة وكيدهم وموقفهم من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. 

وتقع سورة الملك في المصحف بعد سورة التحريم التي ترتبط معها في الموضوعات ، فمُناسبة سورة الملك لسورة التحريم من عدة وجوه ، نبينها بما يأتي:

الحديث عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- 

ففي سورة التحريم كان الحديث عن بيت النبوّة ، وفي الملك ذكرت الآيات بعضاً من المواقف التي كان يواجهها رسول الله أثناء الدعوة.

 الحديث عن أخلاق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-

في بيته ومع أهله في سورة التحريم ، ثمّ في سورة الملك كان الحديث عن أخلاق رسول الله مع عدوّه.

 الحديث عن الجزاء 

وذلك في كلا السورتين لكل من آمن بدعوة رسول الله ، ولكل من كفر بهذه الدعوة. 

المقارنة بين المصير 

وذلك أيضاً في كلا السورتين بين مصير الكافرين المُكذّبين ، والمؤمنين المُصدّقين. 

التعريف بسورة الملك 

يبلغ عدد آيات سورة الملك ثلاثون آية ، وقد ورد لها في القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة سبعة أسماء ، وهي الملك ؛ لبدايتها بالملك ، والمُنجية ؛ لأنها تنجي قارئها من عذاب القبر ، والمانعة ؛ لأنها تمنع وتحمي من عذاب القبر ، والدافعة ؛ لأنها تدفع البلاء الدنيوي والأخروي عن صاحبها ، والشافعة ؛ لأنها تشفع لصاحبها ، والمجادِلة ؛ لأنها تجادل مُنكر ونكير ، والمُخَلّصة ؛ لأنها تُخلّص صاحبها من عذاب النار.

 وقد بيّنت السورة أنّ الملك لله وحده ، فهو الذي خلق الموت والحياة ، وهو الذي خلق الكون بما فيه ، من السماوات والنّجوم والكواكب التي جعلها- سبحانه- زينة للسماء ، كما جعل هذه الكون عبرة للمعتبرين. وبيّنت السورة الجزاء الذي أعدّه الله لعباده المؤمنين والكافرين ، وما أنعم الله- تعالى- به على الطيور ؛ مما وهبها القدرة على الطيران وتأمين رزقها ، واستعجال الكفار ليوم القيامة ، وتهديدهم بزوال النعمة عنهم وإمهال الله لهم.

 فضل سورة الملك

 وردت مجموعة من الأحاديث النبوية التي تنصّ على فضل سورة الملك والمداومة على قرائتها ، منها :

تشفع للمؤمن الذي يداوم على قراءتها فيغفر الله له 

لما صحّ أبي هريرة عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فقال( إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).

 تحمي من عذاب القبر وتنجّي صاحبها منه

 ففي حديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلّى الله علي وسلّم-( سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ).