هل كان الرسول أميا لا يقرأ ولا يكتب؟ شُبهة والرد عليها
مقدمة
كُثر السؤال: هل كان الرسول أميا لا يقرأ ولا يكتب ؟ هل كان الرسول لا يقرأ ولا يكتب ؟،والرد على هذه الشبهة من القرآن فى هذه المقالة التى تصحح معلومة عن سيد المرسلين. شبهة التشكيك في أمية النبي صلى الله عليه وسلم قديمة وليست حديثة كما يظن البعض،لكنها تتجدد من حين لآخر على وسائل التواصل الإجتماعى.
الجواب على سؤال: هل كان الرسول أميا لا يقرأ ولا يكتب من القرآن
أولا: ننظر في كتاب الله ونقرأ قوله تعالى { هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّۦنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلٰلٍ مُّبِينٍ }[ سورة الجمعة : 2 ]،ثم نقرأ لأهل اللغة وأهل التفسير لنروا ما معنى كلمة " أمي " عندهم فهم أعلم بمراد الله تعالى:
يقول ابن منظور :( معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أمه أي لا يكتب فهو أمي لأن الكتابة مكتسبة فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه)، وقال الإمام الشوكاني عليه رحمة الله تعالى فقد فسر الأمي بأنه منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها من أمهاتها لم تتعلم الكتابة ولا تحسن القراءة للمكتوب).
ثانيا: عندما نقرأ قول الله عز وجل { وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِۦ مِن كِتٰبٍ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }[ سورة العنكبوت : 48 ]،ثم ننظر إلى التفسير الميسر وتفسير الشيخ السعدي لنفهم هذه الآية :
من معجزاتك البينة -أيها الرسول- أنك لم تقرأ كتابًا ولم تكتب حروفًا بيمينك قبل نزول القرآن عليك، وهم يعرفون ذلك، ولو كنت قارئًا أو كاتبًا من قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك المبطلون، وقالوا: تعلَّمه من الكتب السابقة أو استنسخه منها.
إذن إتيانه بالقرآن في هذه الحال، من أظهر البينات القاطعة، التي لا تقبل الارتياب، أنه من عند اللّه العزيز الحميد،ومع دلالة الآيات السابقة التى ذُكرت لتؤكد أن الرسول أمي لايقرأ ولا يكتب.
الجواب على سؤال: هل كان الرسول أميا لا يقرأ ولا يكتب من السنة النبوية
مما يؤكد بطلان قضية المشككين فى أمية الرسول أمور أخرى وردت فى السنة النبوية :
أولا: اتخاذه كُتَّاباً يكتبون الوحي من خاصة صحبه،ولو كان عالماً بالقراءة والكتابة لفعل ذلك ولو لمرة واحدة ، ولكن لم يُؤثرعنه ذلك.
ثانيا: أنه لم يعرف موقع اسمه المكتوب في صلح الحديبية. فقد روى الإمام أحمد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدأ يُمْلي شروط الصلح، وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يكتب، فأملاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( بسم الله الرحمن الرحيم، فاعترض على ذلك سُهَيل بن عمرو ممثّل المشركين،قائلاً: أما الرحمن فوالله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم،
فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - عليًّا فكتبها كذلك، ثم أملى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله،فأمر صلّى الله عليه وآله عليّاً بمحوها، فقال: لا والله، لا أمحوه أبداً. أو: ما كنت لأمحو اسمك من النبوة ،فقال له صلى الله عليه وسلم: ضع يدي عليها. أو: أرِني إياها، فأراه،فمحاها بيده.
ثالثا: الشُهرة المستفيضة عنه بعدم معرفته للقراءة والكتابة.
خاتمة
وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم للجواب على سؤال “هل كان الرسول أميا لا يقرأ ولا يكتب؟”، يجب أن نعلم أن الأمية وصف كمال فيه، مع أنها في غيره وصف نقصان، لأنه لما حصل له من المعرفة ، وسداد العقل وكان على يقين من علمه، وبينة من أمره ما هو أعظم مما حصل للمتعلمين؛ صارت أميته آية على كون ما حصل له إنما هو من فيوضات إلهية.
وقد يهمك أيضا قراءة “دواب أمر النبي بقتلها وأخرى نهى عنها”.
وفي المقال القادم بمشيئة الله سنتكلم عن حادث تحويل القبلة، وإذا كان لديك أي استفسار عن أى موضوع دينى، قم بكتابته لنا فى التعليقات على هذا الموقع وسنقوم بعمل مقال نتحدث فيه عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
.