شهر رمضان- معلومات رائعة عن هذا الشهر فى 2025
مقدمة جميلة عن شهر رمضان
شهر رمضان هو شهر مبارك، وصوم رمضان هو إمساك عن الحلال لا الحرام فقط، لأن الحرام منهيٌّ عنه طوال العام، وإمساكك عن الحلال يُقوي عزيمتك لتُمسك عن الحرام. مما يساعدك على أن تستثمر هذا الشهر المبارك، هو أن تعرف قيمته وفوائده العظيمة والتي سنوضحها في هذه المقالة.
تعريف شهر رمضان لغة واصطلاحاً
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، ويُعتبر من أفضل الشهور الهجرية عند المسلمين، فهو شهر التوبة والغفران. قصة شهر رمضان توضح مكانة هذا الشهر. سُمي الشهر بشهرته.
وسبب تسميته بهذا الاسم يرجع إلى تاريخ أول رمضان صامه المسلمون، والذي كما يُعتقد أنه كان في يوم الإثنين من شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة. وقد كان في وقت شديد الحرارة، ولذلك جاء لفظ رمضان من كلمة الرمضاء وهي شدة الحر.
معلومات دينية عن شهر رمضان
حلول شهر رمضان يُضفي أجواء روحانية مميزة على حياة المسلمين. يتميز شهر رمضان المبارك بالصيام الذي يُعد الركن الرابع من أركان الإسلام، حيث يصوم المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس. يبدأ عند رؤية هلال شهر رمضان الجديد، وتحدد الحسابات الفلكية الدقيقة موعد بدء الشهر من خلال تحري الهلال في السماء في بداية الشهر الهجري.
خلال شهر رمضان المبارك، نكثر من قراءة القرآن الكريم، حيث نؤمن جميعًا أن القرآن نزل في هذا الشهر، ويحرصون على زيادة العبادة والتقوى، خاصة في ليالي القدر التي لها مكانة عظيمة عند المسلمين. الشهر يختتم بعيد الفطر المبارك، ويُعتبر فرصة للمسلمين للتوبة والإحسان.
فوائد شهر رمضان
يعطيك ثلاث فرص لمغفرة الذنوب الماضية بعد رد المظالم إلى أهلها، إذا قصرت فى واحدة منهن، يمكنك التعويض فى الأخرى، وهي على النحو التالى:
● صوم الجوارح عن الحرام
الفرصة الأولى لمغفرة الذنوب الماضية هى صوم شهر رمضان المبارك، ومعنى صومه، أى صوم الجوارح عن الحرام بقدر المستطاع مع الإمساك عن شهوتي البطن والفرج. في الصحيحين، يروي أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قوله: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
وهنا قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صوم شهر رمضان، والاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى ولا يقصد الرياء ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص.
● قيام شهر رمضان
قيام شهر رمضان المبارك في المحافظة على صلاة التروايح، هو فرصة ثانية لتكفير السيئات، وفقا لقول النبي مُحَمَّدٍ -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين: من قام رمضان إيماناً ًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
المأموم ينبغي أن يستمر في الصلاة مع الإمام حتى ينصرف، وفق قول النبى محمد -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ" ، حديث صحيح رواه الترمذي وابن ماجه.
● الاجتهاد فى ليالى العشر الأواخر من شهر رمضان
وذلك فى المحافظة على صلاة التراويح خاصة، وصلاة التهجد بقدر المستطاع للفوز بعبادة ليلة القدر، وبذلك تكون قد اغتنمت الفرصة الثالثة لمغفرة الذنوب الماضية، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين: من قام ليلة القدر إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
فضلاً عن أن هذه الليلة خير من ألف شهر لقوله عز وجل فى القرآن الكريم { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[ سورة القدر : 3 ]، أي تعادل عبادة 84 سنة تقريبًا.
فضل شهر رمضان
فى شهر رمضان، قد يكون اسمك من عتقاء الله من النار فى أحد لياليه، ففي الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة. صححه الألباني.
ومقتضى العتق فى شهر رمضان، أن من عُتِق من النار فلن يدخلها أبداً، وإذا فاز أحد بهذه الجائزة ليس معناه أنه لن يفعل ذنوب بعد شهر رمضان، ولكن المعنى أن حياته ستكون مُسيرة بعد رمضان، وخيره سيكون غالب شره ليكون من أصحاب الجنة كما كتب الله له.
ما هو سبب صيام شهر رمضان؟
السبب هو الحصول على التقوى أو جزء منها في نهاية شهر رمضان المبارك، لقوله سبحانه وتعالى عن سبب فرض الصيام في شهر رمضان: { يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[ سورة البقرة : 183 ].
وطبقا لهذه الآية الكريمة، فقد قال العلماء أن علامة قبول صيامك فى نهاية هذا الشهر، هي حصولك على جزء من التقوى التي من أجلها فُرِض الصيام والتى تظهر فى تغيرك للأفضل بعد شهر رمضان سواء كان هذا التغيير فى عبادتك لربك، أو حسن معاملتك مع الناس.
الفائدة الرابعة لمن شَهِد شهر رمضان
إذا قدر الله لك أن تشهد شهر رمضان، فأبشر بميزان حسناتك الذى سيكون إن شاء الله أفضل من ميزان حسنات شهيد فى سبيل الله. فقد ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله : أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي.
قال طلحة: فرأيت في المنام بينما أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك،
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض. رواه ابن ماجه، وصححه العلامة الألباني.
الجائزة الخامسة فى شهر رمضان
صوم شهر رمضان يفتح لك باب خاص من أبواب الجنة الثمانية للصائمين يسمى باب الريان، وهكذا ورد اسم باب الريان في الحديث المُتفق عليه من حديث سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ )، رواه البخاري.
ومن أسباب تسمية باب الريان بذلك الاسم، لكثرة الأنهار الجارية إليه فهو كثير الري ضد العطش جزاءً للصائمين على عطشهم في الدنيا ابتغاء مرضات ربهم.
فالصلاة يا سادة فرض قد ينافق بها المرء، والزكاة فرض قد يجامل بها المرء، والحج فرض قد يتباهى به المرء. أما الصوم فهو يمثل جزء من الإحسان كما ورد في صحيح مسلم عن عمر ابن الخطاب : في حديث جبريل الطويل وفيه : فأخبرني عن الإحسان؟ قال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وفي رواية في مسلم أيضا: (أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك).
ولذا كان باب الريان للصائمين خاصة دون غيرهم لأنهم محسنون، والله يحب المحسنين.
خاتمة
وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقالة اليوم عن شرح معلومات رائعة عن شهر رمضان الفضيل، والذي تشجعك على الالتزام بالسنة النبوية الشريفة في ممارساتنا خلال هذا الشهر المبارك.