شرح الأحاديث النبوية (الجزء الحادي عشر)

نستكمل اليوم بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، (الجزء الثاني عشر).

حديث اليوم: (اجتنبوا السبع الموبقات).

 

الحديث الأول: وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) رواه البخاري ومسلم.

الموبقات أي: المهلكات.
يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في هذه الذنوب العزيمة التي تردي بالمرأ إلي الهلاك في النار فيقول: (اجتنبوا السبع الموبقات) أي إياكم والوقوع في هذه الذنوب:
أولا: الشرك بالله.
عبادة غير الله تعالى من أكبر الكبائر، والله تعالى لا يغفر هذا الذنب (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). فيحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في هذه الكبيرة.

ثانيا: السحر.
السحر شرك بالله تعالى لأنه استخدام الجن فيما يضر البشر ويفرق بين الناس.

ثالثا: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
القتل حرام في الإسلام مالم يكن قصاصا أو حدا. لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في حل من دينه ما لم يصب دما حراما). فالقتل جريمة عظيمة وكبيرة من الكبائر.

رابعا: أكل الربا.
يقول الله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)، (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) فهذا نهي واضح وصريح عن الربا لإنه من مهلكات المرأ.

خامسا: أكل مال اليتيم.
أكل مال اليتيم كبيرة عند الله تعالى إذ يقول: (ولا تقربوا مال اليتيم) لم يقل: ولا تأكلوا، بل ولا تقربوا، تشديدا على حرمانية أخذ مال اليتامى.

سادسا: التولي يوم الزحف.
الهروب في المعركة منهي عنه في الإسلام، وقد توعد الله تعالى الفارين من الحروب بعذاب أليم فقال تعالى: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).

سابعا: قذف المحصنات.
قذف المحصنات بالزنى عقابه عظيم عند الله تعالى لأنها تفسد المجتمع الإسلامي، يقول تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنهم الله في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم).