الجبال معجزة إلهية في القران الكريم
الجبال خلقها الله عز وجل على علم وحكمة وابداع في الخلق
وتختلف الجبال في الحجم والارتفاع كما تختلف في النشأة والنهاية
والجبال شأنها شأن كل الخلق لها بداية خلقها ونهاية لوجودها ولكل جبل دورة حياة وموت والله سبحانه وتعالى يبدى الخلق ثم يعيده فالجبال التي نراها على سطح الارض
الان لم تكن موجودة من عشرات الملايين من السنين فدورة حياة الجبال لها نظام متقن وأحكام عجيب والذي ينظر الى الجبل الشامخ قد لا يعلم ان لي جذورا طويلا يضرب في أعماق
كما جاء في القرآن الكريم ( وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادً۬ ) النبأ ٧
والجبال لها احساس وشعور وردود افعال فهى تسبح الله وتسجد له كما قال سبحانه وتعالى (تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَٲتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيہِنَّۚ وَإِن مِّن شَىۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۗ إِنَّهُ ۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً۬ا ) الإسراء ٤٤
وتسجد لله تعالى كما قال سبحانه وتعالى ( أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُ لَهُ ۥ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَڪَثِيرٌ۬ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ ) الحج 18
فالجبال موجودة في كل مكان في الارض في السماء وفى القمر وفى الكواكب الاخرى وصف الله سبحانه وتعالى الجبال (بالرواسي الشامخات
فقال سبحانه (وَجَعَلۡنَا فِيہَا رَوَٲسِىَ شَـٰمِخَـٰتٍ۬) فقدم التنكير على التعريف تنبيها الى معنى خاص بالحبال فاذا كانت الجبال كلها رواسي من حيث رسوخها في الأرض فليست كلها شوامخ في الارتفاع
وانظر في قوله سبحانه وتعالى … ( وَجَعَلۡنَا فِيہَا رَوَٲسِىَ شَـٰمِخَـٰتٍ۬ ) المرسلات ٢٧ والتنكير هنا في وصف رواسي (الجبال) ولم يقل الرواسي الشامخات والتنكير قد يكون تعبيرا عن الكثر أو عن التفخيم لكلمة ( شَـٰمِخَـٰتٍ۬) أي عاليات
وهناك ذكر الجبال بصفة أقرب في قول الله عز وجل ( وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَٮٰهَا ) النازعات 32
والفعل أرسى يستعمل لمرساة السفينة لوصف السفينة تطفو على سطح الماء وتلقى مرساتها حتى تصل الى الصخور قاع البحر فتمسك بها وبذلك تثبت السفينة٠
والسفينة تسبح فوق ماء البحر بناء على قانون الطفو وهكذا القارات جميعا تطفو فوق طبقة من الصخور السائلة المنصهرة والمرساة تثبت السفينة والجبال مرساة للقارات ٠
ووزن السفينة مقسوم على حجمها اقل من كثافة طبقة السائلة المنصهرة تحتها لذلك تطفو الطبقة الخارجية من القشرة الارضية على الطبقة السائلة المنصهرة ولا بد لها من مرساة وهي الجبال ٠
وهكذا نجد ان وجه الشبه بين إرساء السفينة في البحر بالمرساة وارساء القشرة الارضية بواسطة الجبال وجه شبه قوي ودقيق كل هذا المعاني وهذه الدقة في التشبيه المبني على حقائق علمية
وقوانين فيزيائية ثابتة لم تعرف إلا حديثا كل ذلك ذكره القرآن الكريم في كلمتين اثنتين في قوله تعالى ( وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَٮٰهَا ) النازعات 32 ٠
فسبحان الله فقد اشار القران الكريم الى اختلاف خلق الجبال بأفعال مختلفة في تسع أيات كريمة وهي ٠٠٠ جعل وألقى ونصب وارسي
1 ٠٠ قال سبحانه وتعالى (وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيہَا رَوَٲسِىَ وَأَنۡہَـٰرً۬اۖ) سورة الرعد ٣
وأيضا عبر عن خلق الجبال بالفعل جعل
(أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارً۬ا وَجَعَلَ خِلَـٰلَهَآ أَنۡهَـٰرً۬ا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٲسِىَ ) النمل ٦١l
( وَجَعَلۡنَا فِيہَا رَوَٲسِىَ شَـٰمِخَـٰتٍ۬ ) المرسلات ٢٧
2 ٠٠ قال سبحانه وتعالى ( وَأَلۡقَىٰ فِى ٱلۡأَرۡضِ رَوَٲسِىَ أَن تَمِيدَ بِڪُمۡ ) النحل ١٥
و ( وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيہَا رَوَٲسِىَ ) . ق
3 قال سبحانه وتعالى (وإلى الجبال كيف نصبت) الغاشية ١٩
وأيضا عبر هنا عن خلق الجبال هنا بالفعل (ارسي) ( وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَٮٰهَا ) النازعات ٣٢
ولقد اكتشف علماء الجيولوجيا في عصور العلم الحديث أن كثيرا من أنواع الجبال تكونت بفعل البراكين ٠
فالبراكين أثناء ثورتها تخرج من فوهاتها الحكم المنصهرة من باطن الأرض وتلقى بها جانبي فوهة البركان وبمرور السنين تكونت الجبال البركانية من الصخور النارية ٠
وهناك جبال وجد علماء الجيولوجيا في صخورها عجبا وجدوا فيها بقايا بحرية متحجرة واصدافا ومحارا وهذه لا توجد إلا في قيعان البحار ووجودها في جبال ترتفع عن سطح البحر آلاف الأقدام يدل على أحد احتمالين: إما أن البحر ارتفع يوما حتى غطي كل الجبال في الأرض وإما أن قاع البحر قد دفع الى اعلى آلاف الأقدام فانتصب على الأرض جبلا ٠
والاحتمال الثاني هو الأقرب الى الحقيقة فان في صخور الجبال بقايا حيوانات بحرية لا تعيش إلا في قيعان البحار فحتي لو كان ماء البحار ارتفع يوما وغطي الجبال فلا تصل الأصداف والمحار اليها لان هذه المخلوقات البحرية لا تكون إلا في قيعان البحار ٠
مصير الجبال يوم القيامة ٠٠٠
ذكر القرآن الكريم مصير الجبال يوم القيامة في احدى عشر آية قرآنية بأفعال مختلفة وهى (نسف - سير - بس - دگ )
ذكر القران مصير بعض الجبال يوم القيامة الى النسف في قوله سبحانه وتعالى ( وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسۡفً۬ا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعً۬ا صَفۡصَفً۬ا (١٠٦) لَّا تَرَىٰ فِيہَا عِوَجً۬ا وَلَآ أَمۡتً۬ا (١٠٧) ) طة
كما ذكر مصير بعض الجبال إلى ان تسير أي تنتزع من الأرض وتدفع الى السماء ليبين للناس جميعا أن تسيير الجبال يوم القيامة هي بأمر الله عز وجل
وذلك في أربع آيات ( وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةً۬ ) سورة الكهف
- (وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ ) التكوير
- (وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا ) النبأ
- (وَتَسِيرُ ٱلۡجِبَالُ سَيۡرً۬ا) 10 الطور
كما قال سبحانه وتعالى ( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) النبأ
اذن فالجبال حين ينتزعها الله عز وجل من الأرض انتزاعا ويسيرها في الجو فإنها تصير بعد ذلك الى الفناء وذكر فعل (بس) أي فتت أي ان مصير الجبال التي سيفتتها الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وتكون هباء منبثا وهو ما يتطاير من النار أي يطير منها شرر
كما قال سبحانه وتعالى (إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجًّ۬ا (٤) وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسًّ۬ا (٥) فَكَانَتۡ هَبَآءً۬ مُّنۢبَثًّ۬ا (٦)) الواقعة ٥
فبعض الجبال يصير كثيبا مهيلا وبعضها الآخر يصير إلى حال آخر كالعهن المنفوش كما أخبرتنا سورة القارعة ٠
وذكر فعل الدك فى قولة سبحانه وتعالى (وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ (١٤) فَيَوۡمَٮِٕذٍ۬ وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ (١٥)) الحاقة
والجبال جميعها مصيرها الى الزوال لن يكون بطريقة واحدة ولكن بطرق تختلف باختلاف أنواع الجبال واختلاف صخورها
أما في سورة الحاقة قال سبحانه وتعالى (وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ (١٤)) فهذا في علم الله تعالى الذي بيده الأمر كله ٠